الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نقلة نوعية في مفهوم المرض النفسي
جواد الديوان
2021 / 10 / 26الطب , والعلوم
في تقرير لجمعية أطباء النفس الامريكية (APA) (مؤسسة علمية) حول حوادث الاضراب عن الطعام (نشاط سياسي واضح)، بان الامراض النفسية الكبرى هي امراض بيولوجية للدماغ، وان الاضطرابات العقلية تنتج من عدم التوازن الكيميائي في الدماغ. موقف مساند للطبيعة العصبية الحيوية للمرض النفسي.
تربعت مدرسة التحليل النفسي psychoanalysis (فرويد) على أسس التفكير المهني لأطباء النفس في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وكان ذوي ميول للتحليل النفسي يتسنمون إدارة الأقسام الاكاديمية، وفي جمعية الطب النفسي الامريكية، فظهر اول تصنيف للأمراض النفسية DSM-I في 1952 بتطبيق واضح لأفكار التحليل النفسي. وركز التصنيف على الذهان والرحام (هستيريا) والازاحة (من اليات الدفاع العقلي) وغيرها. وتبنى مفهوم حدوث اضطرابات الشخصية نتيجة النزاعات في بدايات حياة الإنسان وما يعلق منها في اللاوعي.
السبعينات من القرن الماضي شهدت تغيرا بعد ان انتشرت دراسات تعتمد المحاولات السريرية العشوائية باستخدام علاج وهمي، وتراكمت نتائجها ليبرز طب النفس البايولوجي Biological Psychiatry وكذلك علم الادوية النفسي Psychopharmacology فشكل بدايات التعامل مع النواقل العصبية neurotransmitters. وعندها تغيرت الاهتمامات في تأثيرات احداث بدايات حياة الانسان الى دور ركائز تشريحية في الدماغ. وتوضحت وظائف كل نصف من الدماغ، وربما هذا الحدث تجاوز خطا فرويد باعتباره طبيب أعصاب neurologist حين قدم اللاوعي (التحليل النفسي) في تفسيره، ولاحقا تطور علم الاعصاب neuroscience.
وساد الاعتقاد بان الإنتاج الادبي والفني للإنسان ومنها تأليف الموسيقى ورواية الطرائف او صناعتها والتورية (نشاطات البلاغة) وغيرها من المكبوت في اللاوعي، ويتوضح بانها نتيجة تحكم نصف الدماغ غير المهيمن. ولم يعد العلاج النفسي والتحليل النفسي الطريق الوحيد، (العلاجات العقلية) من الاضافات.
وبمرور الزمن هيمن الطب النفسي البايولوجي بدلا من التحليل النفسي في الفروع العلمية ليظهر DSM-IV التصنيف الرابع للأمراض النفسية، مستخدما معايير المرض التي يمكن مشاهدتها. وتسارعت أمهات المجلات العلمية للطب النفسي في نشر البحوث عن دور التصوير العصبي التشريحي والوظيفي والكيمياء العصبية ودور الجينات وغيرها، وتعزز الفكر بان أساس الامراض النفسية بايولوجي. وعلاجاتها من مضادات الاكتئاب ومزيلات القلق ومضادات الذهان ومثبتات المزاج، وهذه تصحح المستويات غير المتوازنة من نواقل الاعصاب في الجهاز العصبي المركزي وتثبط او تحفز المزاج او السلوك.
رواية عن ثورة بايولوجي في الطب النفسي بين 1970 الى 1997 وانتشرت فكرة بان المرض النفسي واضطرابات الشخصية نتيجة إشكاليات تشريحية ووظيفية في الدماغ، وليس كما كانت تروى سابقا حول احداث وتفاصيل بداية حياة الانسان.
وربما هذه وفاة فرويد أي الفكر، وولادة طب نفسي اخر. والكثير اعترض على هذا التغيير، ومنهم من وصف انتقال من لوم الام الى لوم الدماغ. ويظهر من ذلك الصراع او النقاش، ومنهم من يرغب بتجاوز تاثير البيئة ومنها احداث تفاصيل بدايات حياة الانسان. وعلم الأوبئة لا يتجاوز البيئة ولا الجينات او التشريح او الوظيفة.
يتبع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آلاف الأسر في شمال غزة تعاني من نقص حاد في المياه والغذاء
.. مدير عام وزارة الصحة بغزة: نناشد المنظمات الدولية حماية الطو
.. شابات أميركيات يصممن -منزلاً- للسكن في الفضاء
.. فتاة عمرها 3 سنوات تظهر قدراتها في ركوب الخيل وتشعل مواقع ال
.. نازحة لبنانية: -طلعنا من الضيعة بعد القصف الإسرائيلي وما قدر