الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة والتفكير في بلاد الحرب والتكفير

قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)

2021 / 10 / 27
سيرة ذاتية


إهداء إلى صديقي العزيز دكتور حاتم الجوهري
الذي اكتشف السر والمعنى في نظرية الانفعال والاشتباك دون أن أخبره بأي شيء عن احوالي

بعد أن نجي منزلي الخشبي من نيران الحرب للمرة الثانية بعد حرب 1994 التي تعرض فيها للنهب والاقتحام والاحتلال من مجاهدي الإخوان العفاشي الذين قدموا إلى عدن من صنعاء وعمران وذمار وغيرها بفتوى الديلمي والزنداني التي كفرت وأباحت الجنوب كله غنيمة حرب واحلت دم أهله في 7/7/ 1994م. اقتحم عشرة (مجاهدين) منزلي ومنزلي صالح أخي ومنازل بعض جيراننا واخذوا كل شيء فيها واحرقوا الكتب التي كنت قد جمعتها عبر السنين الماضي آخذها بوصفها دليلا إدانة لي ومكثوا في المنزل لمدة عام كامل لرفعها في وجه كل ما جاء لغرض استعادة المنزل المملوك لي بوثائق رسمية من الدولة.
واتذكر أن قائد شرطة خورمكسر حينها كان العقيد محمد جبران شنظور. ذهب اليهم بطقم شرطة لغرض إقناعهم بتسليم المنزل فكان ردهم أن صاحب المنزل - قصدهم أنا-لديه مكتبة شيوعية كافرة ونحن نبحث عنه واخرجوا له بعض الكتب ومنها كتاب رأس المال لكارل ماركس وكتاب لينين خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف وكتاب بيلخانون العنف في التاريخ وكتاب الوجود والزمان والوجود والعدم وغيرها. اخرجوها واحرقوها في حوش المنزل وهم مدججون بالسلاح واللحي المرسلة. وقالوا نحن نبحث عن هذا المارق الذين لازال يحتفظ بهذه الكتب الملعونة. فعاد قائد الشرطة بخفي حنين. وبعد عام من المتابعة والبحث عن أميرهم عبر وساطات وصهارات وجعالات واثبات ملكية المنزل اقتنعوا بالخروج ولكنهم اخدوا كل محتويات المنزل بما في ذلك النوافذ والأبواب حفاظة بحسب قولهم. تلك الواقعة في قلب مدينة عدن الساحلية جعلتي اشعر بحالة الغربة والاغتراب والضياع والخوف والخطر وتلك المشاعر هي التي دفعتني للبحث في الفلسفة الوجودية بإشراف الاستاذ أحمد نسيم برقاوي إذ كانت رسالتي بعنوان: الوجود والماهية في فلسفة جان بول سارتر. ناقشتها بعد عامين من الاجتياح في ظروف بالغة القسوة والاضطراب والتكتم. كانت ولازالت لحظة وجودية بامتياز.
بعد عودتي إلى منزلي للمرة الثانية بدأت اعيد بناءه المكتبة من جديد بعد أن مسحت الصفحة. فلم تمضي الا بضع سنوات ثم عادت الاضطربات في المدينة ضد قوى الاحتلال الداخلي في حركة المقاومة السلمية الجنوبية والحراك الجنوبي الذي وجهته سلطات الاحتلال الداخلي بالنار والحديد وكانت مدينتنا خورمكسر هي ساحة الاشتباكات الدامية حتى جاءت حرب الصرخة والعاصفة التي دمرت كل شيء في عموم اليمن إذ اجتاحت المليشيات الطائفية الشمالية عدن في عام 2015 وحالتها هشيما واطلالا ومن حسن حظي هذه المرة أنني هربت مكتبتي إلى مكان آمن وحينما هدأت الحرب اعدتها للمنزل والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين! وفي منتصف عام 2017 قررت اعادة ترتيب ارشيفي الورقي بعد أن تأكد لي أن الحرب مطولة وبعد تفتيش ونبش وفلترة في أرشيفي الصحفي الورقي التقليدي لمدة عشرين يوما وبتعاون فريق من الشباب في كلية الأداب بإشراف مصطفى الأزوري تمخضت المرحلة الأولى بإنجاز هذه الثامنة الإضبارات الصحفية (أربعة من الحجم الكبير وأربعة من الحجم الصغير) من قصاصات المقالات التي كتبتها ونشرتها والمقابلات التي جرت معي في أوقات متفرقة من السنوات المنصرمة منذ عام 1988م حتى تمكني من التدوين الالكتروني ، على أمل إن تتاح لي الفرصة في إعادة طبعها بالورود نظام الأوفست في قادم الأيام حتى يسهل حفظها في مدونتي الثقافية. والسؤال هو كيف يمكن تحويلها الى نسخة الكترونية ؟! من المؤكد أن الأمر يحتاج الى المزيد من الجهد والتعب. شكراً للآنسة منى باصمد التي تعاونت مع فريق عملها الرائع في مكتبة كلية الآداب بإشرف الشاب النشط مصطفى الأزوري لإنجاز هذه الفرسهة الأولية للمقالات والمقابلات الصحفية التي أستطعت الاحتفاظ بها في أرشيفي الورقي، ولا أسف على ما ضاع منها من قصاصات يستحيل الحصول عليها بعد اليوم ! ولا عزاء طالما والدولة والشعب والوطن والبلد كلها قد ضاعت في مهب العاصفة! ولم يعد لنا منها سوى تلك الذكريات التي ستروي للاجيال القادمة بأننا كنا نحلم بعكس ما جرى، ولكن أتت العواصف بغير ما كانت تشتهي الباخرة ! على كل حال هذه الإضبارات تحتوي مئات المقالات والدراسات الفكرية والثقافية والنقدية والخواطر الشعرية المنشورة في الصحف المحلية والعربية العالمية بدءاً من صحيفة 14اكتوبر والأيام والطريق والتجمع والصباح وعدن الغد والثوري والوطني والتحديث والحريّة والقضية والجمهورية والثورة والنداء والوسط وعدن اليوم والجمهورية الثقافية و26 سبتمبر والحق والجنوبية والصحف العراقية : الزوراء والرأية والمدى والصباح والوطن والزمان اللندنية وغيرها ذلك من الصحف التي لم أعد اتذكر أسماءها وسوف تكون المرحلة الثانية من الجمع والأرشفة للدراسات المنشورة في الدوريات والمجلات العلمية اليمنية والعربية وهي أخف وطئة من الأرشيف الصحفي، اما المرحلة الثالثة والآخير فسوف تكرس لفهرسة الموضوعات المنشورة في الشبكة العنكبوتية وهي كما اعتقد أسهل بما لا يقاس بالجهد والتعب المبذول في فهرسة الأرشيف الصحفي الورقي التقليدي. وهذا هو ما جعلني شديد الإعجاب والامتنان بمخترع الانترنت الانجليزي السير تيم بيرنرز لي المولود عام 1955م أطال الله عمره وجزاه عنا كل خير. #ملاحظة أعترف هنا بإن أول من حفزني لفعل هذا هو زميلي وصديقي العزيز الصحفي المتألق نجمي عبدالمجيد قبل سنوات من اليوم ولكني أهملت نصحيته الكريمة الإ إن أطلعت بالصدفة البحثة على مكتبة صديقي العزيز دكتور محمد ابو رجب مدير منتدى الشهيد ابو علي مصطفى الثقافي ووجدت سلسلة من الإضبارات الصحفية لمقالاته المنشورة فاحتذيت به في الشروع بهذا العملية المضنية. وأتمنى على الزملاء والأصدقاء الاعزاء والصديقات العزيزات ممن مروا/ رِن/ بذات التجربة أن يبادروا/رِن/ الى إعادة فهرسة أرشيفهم الصحفي الورقي حتى لا يضيع من البلى والإهمال في ظلام التاريخ والنسيان. ودمتم بخير وسلام.

🥀طبعا تلك الحزمة من الأوراق لازالت مورشفة
ولم اتمكن من طباعتها الالكترونيا لأسباب يطول شرحها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل