الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات طفولة..تحطم طائرة .7.

مهند البراك

2021 / 10 / 27
الادب والفن


تحطم طائرة

ازدادت لقاءات سعدون بسعيد اكثر من السابق، ليس في بانسيون ماري وحده و انما في مكاتب العمل و في النزهات و المقاهي، و ازدادت نقاشاتهم حول البلد و الانكليز و ابن عمه الوزير عبد المحسن و مواقفه الوطنية التي تساندها مواقف نائبه السيد مولود والد سعيد و ازدادوا تعاهداً على موافاتهما باحدث الاخبار و المعلومات التي يمكن ان يستقوها بكل الوسائل، و خاصة ممن هم على احتكاك برجال القوة و النفوذ في البلاد . .
و توصلا الى ضرورة الاهتمام اكثر بريتا و جوزة لأنهما يملكان اكبر رأسمال في تلك العلاقات، و اضاف سعيد :
ـ لأنهما على احتكاك و صداقة ليس مع كبار الضباط الانكليز فقط، بل مع كبار الضباط و الموظفين العرب و العراقيين ايضاً.
و اتفقا على الكتمان و على ضرورة الاستفادة من علوم و خبرات الانكليز و العمل على مكافحة استغلالهم للبلاد من كل النواحي و على تحرر البلاد من التبعية للاجانب . . و من كثرة نشاطاتهم كوّنت صلاتهم و علاقاتهم، مايشبه اتصالات و علاقات منظّمة صارت تكبر بمرور الوقت، و توصلا الى ضرورة اقناع ماري بان تجلب فرق استعراضية راقصة اوروبية مثيرة تؤدي كل الخدمات للزبائن العرب و العراقيين، لتقوية معلوماتهما عن الضباط و السياسيين العراقيين و العرب و فرز من هم وطنيون و من هم عملاء . . خاصة و ان ماري تثق بقدراتهما لكونهما ضباط ذوي نفوذ و في اماكن حساسة، و سيساعدانها حتماً في تذليل المعاملات المطلوبة . .
الاّ ان سعدون بقي على عناده في الزعامة و في اعتقاده بأن القوة تأتي من النساء و مما يملكن من سحر و جاذبية و اغراء، و الاّ لما كان لمؤسس الجيش الفريق جعفر العسكري محظية ارمنية و لما كان لكبار الضباط و اصحاب القوة انواع العلاقات النسائية الثابتة و العابرة، و الاّ لما التقى بكبار الضباط و هم يقضوّن اوقاتهم بفرح و نشاط مع غواني بانسيون ماري، و بينهم ليس الضحكات المجلجلة فقط بل و انواع الاحاديث الهامسة كما كانت تخبره ريتا . . و هذه المسائل تتطلب الشجاعة و المغامرة و توطين النفس عليها، كما كان يردد مع نفسه . .
و تصور سعدون ان ابن عمه الوزير لابد و انه و نائبه يعملان لإشعال ثورة ضد الانكليز، و ان عليه المساعدة في توفير مستلزمات ذلك و بكل الطرق الممكنة، و قد فهم ذلك من معارضته العلنية لقرارات الحكومة بعقد معاهدات عسكرية مذلة مع البريطانيين، و تسببت تلك المعارضة بأزمة كبرى للحكومة و بانطلاق تظاهرات شعبية متزايدة في العاصمة بغداد . .
من جهة اخرى و من كثرة تردده على بيت السيدة ياسمين و ابنتها تعرّف سعدون على عم الماس السيد ميخائيل (ميخا) الذي كان فورمن في تنظيف المجاري و لديه فريق عمل في ذلك المجال، و قد عرف منه بأن هناك ثوّار آثوريين في الجبال يحقدون على البريطانيين لنكثهم بوعودهم لهم ثم لرفع يدهم عنهم لإنقاذهم، حتى صاروا هم و عوائلهم مطاردين من حلفاء البريطانيين بالسلاح . . و هم على علاقات قوية مع قادة كرد يواصلون ثورتهم من اجل حقوقهم القومية، لعبت قراهم دوراً لاينكر في انقاذ و مساعدة الآثوريين من المذابح آنذاك . . و بتواصل لقاءاتهما و نقاشاتهما، كسب سعدون ثقة العم ميخائيل و عرف منه انه على صلة وثيقة بثوّار الجبال . .
الاّ ان كثرة تردد الضابط سعدون على بيت ياسمين و جلوسه طويلاً هناك مع امرأتين وحيدتين في ذلك المحيط الآثوري الضيق من اللاجئين، تسبب بالكثير من القيل و القال بحق المرأتين، و حيكت انواع القصص و الشائعات اللاأخلاقية حولهما، لعب فيها شابيّن حالمين بالزواج من الماس، و اهلهما ايضاً الذين لعبوا دوراً كبيراً فيها، اضافة الى الكثير من الحاسدين لقيام ضابط بخدمتهما . . حتى وصل الامر الى الم و غضب ياسمين الأم و دخولها في مشاجرات كلامية مع جيرانها، و وصل بالماس الى ان تترك المنزل كلما زارهما سعدون، تاركة الام تتعشى لوحدها مع سعدون باعذار متنوعة . .
و تزايد الم سعدون مما يجري و تزايدت استفساراته من الأم " ماذا يحصل ؟ هل تصرفتُ انا تصرفاً غير لائق بحق الماس ؟ هل صارت تكرهني ؟ انا بالحقيقة احبكم و احب ياسمين " و قال الجملة الأخيرة و الدماء تصعد الى وجهه " و كانت تجيبه دائماً " احنا هم نحبّك لانك صرت واحد مننا، الماس صاحبة مزاج، مرة هيج و مرة هيج " . .
الى ان اخبرت الأم ياسمين سعدون، بعد مشاجرة كلامية مع الجيران و كان جالساً في صالون البيت " عزيزي سيد سعدون، احنا ريفيين و نجونا باعجوبة من الموت بسبب المذابح المستمرة بحقنا، نجونا بانقاذ بعضنا البعض و بوقوفنا حتى الموت معه، و لدينا تزمّتنا و تقاليدنا اللي هي سرّ بقائنا في الحياة حتى الان، و نحن صريحين مع بعضنا، ابوابنا دائماً مفتوحة بوجه بعض، و الآثوري اللي يزورنا يدخل بدون استئذان، الاّ الصداقة مع الغريب عن ملّتنا، العفو . . . علينا ان نقدّم انواع التوضيحات و التفسيرات على صداقتنا معه. . "
صعدت الغيرة برأس سعدون و قال :
ـ آني الهم . . و الله لأعلّمهم !!
بعد ان عرف مع من تشاجرت ياسمين، جلب ميخا معه و وقف امام ذلك البيت و صاح :
ـ و الله اذا ما تنهون هوستكم مع السيدة ياسمين، اكلب الدنيا عليكم . . اشتكي عليكم بالمحاكم و النتيجة يشمروكم انتو و غراضكم برّه . . ويلك انتو مكان ماتشكروني على رعايتي لإمرأة ارملة تشتغل حتى تطلّع خبزتها، ترموها باتهامات . . ولكم لا الله و لا المسيح و لا الاسلام يقبلون بذلك ياسرسرية . . انتم الاخلاقسزيّه . . و تشوفون !!
ارتجف ميخا من كلام سعدون و هو واقف صامت جنبه، لأنه لا يعرف ماذا سيحصل بسبب امرأة اخيه، و ماذا عليه ان يعمل ؟؟ و تحرّكا و جلس سعدون على بقايا حائط و اخذ يدخّن . . و بعد فترة عاد الى بيت ياسمين و معه ميخا و الاثنين صامتين، و وجدا جمعاً من الناس في باب المنزل، و ابتعد الجميع عن طريقهما مسرعين . . و دخلا البيت و وجدا امرأة الجيران التي تشاجرت مع ياسمين قبل حين و هي جاثيه على ركبتيها تقبّل يد و ركبة ياسمين معتذرة منها و هي تسبّ حالها و لسانها و تحلف بالمسيح بانها تابت الى العذراء مريم !! كما ترجم ميخا كلامها الى سعدون.
جلس سعدون بقيافته العسكرية و تحدّث بمنتهى الهدوء :
ـ ياسيدة ياسمين . . انا احب الماس على نيّة الزواج منها و اعتقد انها ايضاً تحبني، و سأكون خير سند لكم، في هذه الاوقات العصيبة . .
سكتت ياسمين ثم قالت :
ـ سيّد سعدون احنا يشرّفنا طلبك و الماس يمكن لديها نفس شعورك و لكن . . المشكلة مشكلة الدين و يستطيع عمها ميخا ان يشرح لك ذلك . . و حسب ما اعرف انه في هذه الحالة عليك الحصول على اذن من الحبر الاعظم لكنيستنا و ملّتنا و مقره الآن في قبرص كما اعرف، اذا تمت الموافقة . .
سكت سعدون مفكّراً تتقلبه اكثر من فكرة في مقدمتها، هل الدين عائق الى هذا الحد ؟؟ لاجئين و حسرة عليهم لقمة العيش و بهذا الموقف ؟؟ هل يشكّل الدين و ايمانهم به الرابط القوي في تلاحمهم الى هذا الحد ؟؟ ام هو ردّ الفعل الطبيعي البشري على سلوك الحاكمين المدّعين، بانهم يحكمون باسم الإسلام و يحاربون الاديان السماوية الاخرى و انهم مكلفون بذلك ؟؟ و لايُعرف ممن مكلفون ؟؟ ام ان الإنسان يحتاج الى قوة مادية و معنوية نفسية ليدافع عن وجوده، و يشكّل دينهم تلك القوة في ظروف المذابح الإجرامية المقامة ضدّهم ؟؟
الاّ ان سعدون فرح كثيراً بكلام ياسمين لأنه عرف ان الزواج ممكن . . بل و فرح كثيراً جداً و هو يلمح ابتسامة الماس الخجولة المطلّة من الكوّة بين الصالون و بين المطبخ، و هو يقول سابذل كل جهدي و ثقي باني سانجح !! و سأوفر لألماس حياة هانئة سعيدة . . و غادر سعدون المنزل بعد السلام مسرعاً و كأنما كان يركض من شدّة فرحه، بعد ان عادت اليه الروح و احيَتْه . .
. . . .
. . . .
و بعد ان سرّ صديقه سعيد بمشروعه للزواج، سأله :
ـ كيف ؟ هل تحب امرأتين في وقت واحد ؟ ماذا ستفعل مع ريتا ؟
ـ ريتا بالنسبة لي كجوزة بالنسبة لك . . اننا نهتم بهما و نحميهما و نصرف عليهما، مقابل مانحصل على معلومات منهن، و طبيعي نحن مستعدين لمساعدتهما ان ارادا ان يتزوجا بمن يحبّان . . انا لا اعتقد اننا نحبهما ذلك الحب من اجل الزواج و هما بخبرتيهما مع الرجال يعرفان ذلك، هما يداريننا و نحن نداريهما و نحميهما، حتى صرنا اصدقاء . . هل نسيت كيف حميناهن من الشقي (محمد ماما)
حين هدد ماري و العاملات عندها، حين هددهم بالطعن بقنينة كسرها على البار ؟؟ نحن لانضحك عليهن او نستغلهن و لا احنا من جلبهما او تسبب بجلبهما الى بانسيون ماري، و احتمال هناك من يشغّلهن لحسابه نحو اهداف لا نعرفها الى الآن و نحن حذرون . . هنّ بعملهن يعرفن الكثير من اسرار البلد من انواع الخرفان من الحكّام . . وافقه سعيد على كلامه الذي قوىّ علاقتهما اكثر من السابق و نظّمها نحو هدف مساعدة المناضلين الوطنيين .
و بعد مناقشات متنوعة عن كيفية الحصول على موافقة الحبر الاعظم، و آراء اصدقائهم في وزارة الخارجية و اتصالاتهم بمن يعرفوه في الممثلية العراقية في قبرص، توصّلوا الى ان الحل الوحيد هو ان يتزوجا في قبرص و يتسجلا هناك حيث لاتدقيق بمسألة الديانات و بحضور ممثل عن مكتب الحبر الاعظم هناك، و على سعدون و الماس ان يرسلا اوراقهما الثبوتية التي حُددت، على ان تكون مترجمة للانكليزية، و في حالة الموافقة . . سيرسل مكتب الحبر الاعظم رسالة مسجّلة تفتح بتوقيع المستلم و فيها بطاقة السفر و الفيزا كهدية من المكتب للزوجين الشابيّن . .
و غرق سعدون في توفير الاوراق الثبوتية و اصدارها و خاصة مايخص الماس منها، و في مساعدة السيدة ياسمين اسبوعياً في نقل الاغراض من سوق دانيال و التسوق الاسبوعي، اضافة الى عمله كمرافق للوزير عبد المحسن و مراسلاته و ضيوفه من انواع السياسيين و وجوه العشائر و المجتمع، في ظروف ملتهبة بسبب نيّة البريطانيين بعقد المعاهدة العسكرية الجديدة، التي كان يرفضها السيد عبد المحسن كاحد الوزراء البارزين في الحكومة آنذاك، لكون لا داعي لها للبلاد و لأنها ستكبّل العراق بقيود جديدة . .
من جهة اخرى، كان سعدون يفكّر كثيراً بما يقرأه في الثكنة العسكرية في اوامر القسم الثاني الخاص باطلاع الضباط ، و هو يلاحظ قوائم متواصلة باحالة عديد من الضباط و خاصة من الشباب على التقاعد، بتهم : الشيوعية و الصهيونية و الافكار الهدّامة، و كان يعرف قسماً من المحالين جيداً بكونهم من اكفأ الضباط، و اندهش اكثر بإحالة الضابط الطيار الشهير بكفاءاته و علمه العسكري . . جلال الأوقاتي . . و كان يتساءل مع نفسه و مع صديقه سعيد و عدد من الضباط الشباب المقرّبين، هل يريدون انهاء الجيش العراقي و معاقبته اثر نجاحاته في حرب 1948 مع اسرائيل ؟؟ و هو يتذكر كيف كان ابن عمه الوزير يقول بعصبية و الم : هي نفس السياسة . . تسريح الضباط الأكفّاء و عقد المعاهدة العسكرية الجديدة لإيفاد ضباط انكليز بدلهم !!
. . . .
. . . .
في ظهيرة احد الايام و هو في قاعدة الرشيد الجويّة و في خضم تلك المشاغل الكثيرة و المتنوعة، اتّصلت به السيدة ياسمين تلفونياً و هي شاهقة ببكاء مرّ :
ـ الله يخليك سيد سعدون . . انقذ الماس، الله يوفقك . . هاجت عليها آلام كليتها و لم تعد المسكّنات التي وصفها لها الطبيب تنفع، و يقول ضروري نقلها بسرعة الى مستشفى تتوفر فيها اجهزة تشخيص و تخطيط و انواع الفحوص الحديثة . . انا لا افهم فيها . . ارجوك بسرعة بسرعة !!
اضطرب سعدون و قد افقدته تلك المكالمة صوابه، المكالمة التي جعلته يخاف على الماس من الموت، و ان كل دقيقة هي هامة جداً للحفاظ على حياتها . . فذهب مسرعاً الى طائرة التدريب، و اخبر برج المراقبة بانه سيطير الى الغدير !!! و كان يعرف ان هناك مهبط طوارئ عسكري سابق متروك، اعده البريطانيون ايام مايس 1941 لمواجهة محاولة انقلاب عقداء المربع الذهبي العراقيين على سلطة الوصي على العرش عبد الإله، و انه لايزال مدرج على لائحة المطارات العسكرية . . رغم تركه و عدم استخدامه منذ سنين.
و كان يردد مع نفسه:
ـ لم اعرف ان الماس مريضة بالكلية . . ان شاء الله تكون بخير اسألك ربيّ . . الطائرة تختصر الزمن عشرين مرّة، ساحملها بالطائرة و ارجع بها الى مستشفى الرشيد العسكري، هناك عندهم كل شئ، و اذا لم تصلح طائرة التدريب لحملها لصغرها، ممكن احملها باية سيارة من الجيران . .
و رغم صياح برج المراقبة بالجهاز عليه بأنه لم تأتِ موافقة بالطيران . . بعد دقائق وصل منطقة الغدير و حسَبَ : بالنظر و التخمين و الدوران بالطائرة، حتى قرر اين موقع المهبط . . هبط على مهبط الغدير بسلام الاّ ان الطائرة بعد هبوطها و في سيرها على الارض و قبل ان تتوقف اخذت تجنح و تميل الى جهة و لم يعرف السبب، الى ان نزل من الطائرة و تفحّص الجانب الجانح و عرف ان السبب يكمن في ارتطام احدى عجلات الطائرة بصخرة ناتئة تسببت بتمزيق اطارها و تهشيم الاطار المعدني لها . .
حمد الله على ان الطائرة لم تتحطم و على نجاته . . لإنقاذ الماس، و اخذ يركض الى بيتها و هو تحت انظار اهالي الغدير الآثوريين الذين احتشد قسم منهم بهوساتهم و تحياتهم في باب بيت السيدة ياسمين . . مبدين استعدادهم لمساعدته بأي شكل و هم فخورين بوجود ضابط مسلم من الحكاّم يهرع لإنقاذ ابنتهم . .
حملوا الماس و هي تأنّ و تصيح من الاوجاع صحبة امها ياسمين . . حملوها بنقّالة عسكرية كانت في احد البيوت، الى سيارة بيك آب مغلقة بشادور احضرها سائقها الشاب الذي يشتغل عليها للاجرة، متبرعاً . . جلس سعدون جنب السائق، و الام و عمّها ميخا و زوجته جنب الماس، يعملون على تثبيتها مع الاغطية و التخفيف عليها من ارتجاجات السيارة السريعة على شوارع لم تكن مبلّطة
و تثير غباراً اقلّ من السابق لانها زُفّتت قبل شهر . .
بعد اربعين دقيقة وصلت البيك آب الى الباب الرئيس لمستشفى الرشيد العسكري، و سمح الحرس بعد ادائهم التحية العسكرية، بدخولهم فوراً بعد رؤيتهم للضابط الطيار الجالس في الصدر بقيافته العسكرية الميدانية ذات النجمتين . . و عمل سعدون كل مايستطيع لإدخال الماس للمستشفى بصفة قريبة ضابط طيّار، و ادخلت الى قسم الطوارئ للحالات الحرجة، امها كمرافقة رسمية معها، و تحت عناية و متابعة سعدون . .
و في تلك الأثناء ضجّ مجمّع الآثوريين في الغدير بانواع العواطف، اضافة الى القصص و الروايات و الأحاديث التي لايُعرف صدقها من كذبها عن البطل الطيار سعدون و حبيبته الآثوريّة :
ـ اعزائي هذا البطل الطيار فعلاً يحب الماس، و الاّ ماقام بكل تلك المغامرات في سبيلها
ـ صدك انسان شريف
ـ عطب الطائرة و خرابها هي مؤامرة بريطانية لتحطيم القوة الجوية العراقية . . صدك هاي طائرة تدريب لو طائرة خبط لزق . .
ـ هذه من الخطط لقتل الطيارين العراقيين، و جلب المزيد من البريطانيين ليحلّوا محلهم
ـ الحكومة غير راضية على زواج الطيار سعدون من آثورية
ـ يحكي اقاربي في جيش الليفي انه ممنوع ان يتزوج ضابط عراقي بمسيحية . .
ـ و المسيح . . اذا تزوّجوا سيكون هذا الطيار خير عون النا
ـ و العذره . . علينا نساعدهم و نبارك الهم زواجهم
. . . .
. . . .
و بينما اجريت عملية جراحية لألماس لإستئصال احجار من كليتها اليسرى و بقيت راقدة في المستشفى لتتمائل للشفاء و تخرج الى البيت . . استُدعي سعدون على عجل الى مقر وزارة الدفاع و أُحيل الى مجلس تأديبي عسكري فوري، قرر عدم صلاحيته للقوة الجوية و احالته الى القوات البرية حسب حاجتها . . بسبب عدم انضباطه و لتصرفه باملاك الدولة و تلفها بحماقة، و بسبب انصياعه لعواطفه الهائجة التي لاتُعرف غاياتها، و يُحرم من جدول الترقية المرشح له اصولياً . . حيث كان مرشحاً لنيل النجمة الثالثة ليكون نقيباً !
و عند مقابلته لإبن عمه الوزير عبد المحسن، انهال عليه بشتى النعوت التي لم ينطقها بحقه من قبل :
ـ تريد تهجم بيتي و سمعتي ؟؟ انا اواجه انواع الأعداء و المتربصين و سارقي قوت الشعب و هم يترصدوني و يحاولون ايقاعي بفخاخهم . . هل نسيت انت مرافقي و مدير مكتبي و موضع اسراري و تقديري ؟؟؟ بهذا تجازيني ؟؟ قلت انك احببت هذه الآثورية و هي تحبّك، و انا ابديت كل استعدادي لمساعدتك و لسفرك معها الى قبرص و و . . لكن ان تزورها بالطائرة و تحطّمها عند قدميها ؟؟ و اين ؟؟ في الغدير اللي فيها انواع الاشقياء و القتلة و المجرمين كما يصفوهم، و تجينا بحقهم يوميّاً انواع الشكاوي من (محترمي) مجلس النواب، اللي اكثرها كما اعرف ملفقة و كاذبة، و لكنها شكاوي مسجلة رسميّاً و تطالب و تطالب و تطالب بطرد هالمساكين من ضحايا المذابح . . الله لايسامحك تدخّلنا بهالمشاكل و هاي اكبر ضربة اواجهها حتى الان لتلويث سمعتي باني اعتمد على خير و اقرب مساعد لي يقوم بذلك و يُطرد من القوة الجوية، لأسباب لايصفوها الاّ بكونها تخريبية او لناس لا يحترمون القانون !! احنا مو بين اهلنا و عشائرنا نتحرك بكيفنا و نصادق من نريد نصادقه بحرية، احنا في دولة و خاصة انت، لأنك ضابط اللي جايّه من الضبط و الربط !!
(يتبع)

27 /10 /2021 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل