الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأن لديه خبرة بالماضي

ممدوح رزق

2006 / 8 / 24
الادب والفن


أريد التوقف عن أن أفعل شيئا .. أي شيء يصنف كضرورة .. كوسيلة حتمية للبقاء على قيد الحياة وتأجيل الموت .. أريد أن استمر في الاستيقاظ كل يوم بعد الظهر مترنحا ومتفائلا بالحياة دون أسباب مقنعة .. أتناول إفطارا بلا عناية في اختياره كمجرد ربع رغيف مثلا وقطعة جبن صغيرة وكوب شاي يعقبه فنجان قهوة .. أمضي اليوم بأكمله مستلقيا على الأريكة وممسكا بريموت كنترول يجعلني أتجول بتراخ شديد بين القنوات التليفزيونية لمتابعة الأفلام والبرامج والأغنيات التي لا تدخلني في جدل مع العالم ولا تحرضني على الاشتباك مع الحكمة السماوية .
أريد الوصول إلى عدم الحاجة لاستخدام هاتفي المحمول إلا لمشاهدة الأفلام الجنسية والاستمتاع بالـ Games فحسب دون إجراء مكالمات أو انتظارها .. أن أقرر عدم الدخول مطلقا إلى شبكة الإنترنت استنادا لثبات موقفي المحسوم الواثق بعدم أهمية معرفة أي شيء أو التواصل مع أي أحد أو التحدث عن نفسي بأي طريقة .
الأريكة .. المكوّن الحميم الرائع الوفي والخادم المطيع المخصص للاحتفاء باللامبالاة .. السكن الآمن للعينين الناعستين والابتسامة المرتخية .. الحالة الطفولية الثملة لما بين النوم التام واليقظة التامة .. هي ليست السرير الذي يسرقك لصالح غيبوبة مؤقتة أو دائمة .. هي أيضا ليست المقعد الذي يثبت حواسك في وضع الانتباه ومراقبة ما يحدث من حولك .. المتعة السرية التي يمنحها الجلوس بالضبط فوق النقطة الفاصلة بين ما يشبه الوجود والعدم .. حيث يمكنك أن تعيش دون التورط في إكمال أدوار قديمة تخصك ويشترك معك الآخرين في تنفيذها أحيانا لجعل الحياة والموت يستمران كما هما .. دون التورط في إضافة أدوار جديدة لإنجاح العالم .. ليس أكثر من التمطي كثيرا والتثاؤب وإدخال اليد وراء السروال لحك الخصيتين ثم رفعها إلى أنفك لتشمم الرائحة بمنتهى النشوة .. ليس أكثر من أن تظل مرتميا برأس ثقيل وعظام مفتتة تؤلمك قليلا بدغدغة تحفز طوال الوقت رغبتك الشديدة في الضحك .. أن تبدو دائما كامرأة نصف نائمة مبتسمة بشبع جائع للمزيد من اللذة وتحاول أن تفرد جسدها المتكسر والمتوجع برعشاته الدافئة صباحا بعد مضاجعة طويلة ومنهكة استغرقت الليل بأكلمه مع رجل قوي وعنيف للغاية .. كلمات قليلة وضحكات قليلة وصمت كثير .. أن ترى أحيانا وأنت مستلق نقطة ضوئية زرقاء ضئيلة تقترب في عينيك لتظن أنها عزرائيل فينتفض قلبك فزعا قبل أن تعتدل وتكمل ارتخاءك حينما يتضح لك أن هذه النقطة الضوئية ما هي إلا تعب عادي لعينيك المجهدتين ، وأن مشاهدة التليفزيون لمدة طويلة وضوء الحجرة مطفأ تفعل أكثر من هذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟