الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر النهودي

رياض قاسم حسن العلي

2021 / 10 / 28
الادب والفن


احد أسباب عدم اعجابي بالكثير من قصائد نزار قباني هو ذلك النمط الحسي الشهواني الذي يحول المرأة الى مجرد جسد وجد لمتعة الرجل والغريب ان مثل هكذا شعر يجد له صدى وقبول لدى النساء قبل الرجال.
فقباني لم يحتفِ بالمرأة بل هو حط من شانها ويمكن لأي باحث في علم النفس ان يُخضع نصوصه الى مختبر التحليل النفسي الادبي ليتبين لنا عمق الازمة الفحولية السادية التي عانى ويعاني منها شعراء العربية وكذلك ازمة الشعور الانكساري الذي تعيشه المراة العربية وهي تمارس نفس نمط تفكير الجواري والاماء في العصور المظلمة.
انتشر مؤخراً كلام كثير حول صدور ديوان لأحدى الكاتبات اسمها وفاء بوعتور وهو عبارة عن ترويج لنهودها او التغزل بها بل ان عنوان الديوان ماهو الا براند تجاري لنهودها وهو ما اعده شرخ كبير في الذائقة الشعرية واهانة بالغة للمرأة التي تحاول قدر الامكان التخلص من تهميشها من قبل مجتمع تسيطر عليه النزعة الذكورية .
وديوانها ذكرني بشاعر عباسي مغمور اسمه ابو حكيمة يقول مؤرخي الادب عنه بانه كان يعاني من العنة لذلك جاء شعره كله يتغنى بعضوه الذكري وهو ما اطلق عليه النقاد بشعر الايريات.
فهذا الديوان النهداوي وان كان لا يعد شئ في تحولات الشعرية العربية الحقيقية الا أنه بحق يمثل تعبير عن ازمة نفسية ذات بعد مرضي تعانيه الكاتبة بلا شك وحينما اطلعت على بعض نصوصها شعرت بالاشمئزاز والتقزز لهذا الانحدار الفضيع والاسفاف والركاكة والاباحية المقيتة.
وحديثي لا علاقة له بالاخلاق بمفهوميها الفلسفي والاجتماعي بل بالشعرية والجمال والتذوق الادبي واذا كان مثالنا الاول هو شعر نزار قباني فأن احد اسباب تقبل القراء له هو كتابته بطريقة تجذب القارئ العربي لأن الشاعر يعرف كيف يفكر هذا القارئ الذي يعاني من كبت مجتمعي رهيب يدعوه الى قراءة روايات البرتو مورافيا وشعر نزار قباني بحثاً عن مشاهد شهوانية مبالغ بها والان جاءت هذه الشوعيرة كي تحقق رغبات من يتسكع ليلاً في ازقة الماسنجر بحثاً عن الجنس الافتراضي الذي يشبع نزواته المرضية.
ولمعرفة حجم الازمة يمكن قراءة تعليقات اصدقاء هذه الشويعرة على ما تنشر في صفحتها على الفيسبوك ويؤسفني ان اقول حينما دخلت وقرأت هذه التعليقات شعرت كأنني دخلت الى ماخور او سوق نخاسة تعرض فيه الجارية مفاتن جسدها كي تباع بسعر مرتفع.
وطبعا لا ننسى ان الادب الايروتيكي موجود وله قراءه ومتابعيه وهو الادب الذي يحاكي غرائز الانسان وغالباً ما يكون خالياً من اي مسحة جمالية وان هدفه الاول والاخير هو تحقيق مبيعات والحصول على اكبر قدر ممكن من المال وثمة دور نشر عالمية متخصصة بهذا النوع الادبي الذي عانى ولمدة طويلة من الزمن من الحظر والمصادرة لأسباب عديدة.
وانا متأكد بأنه سيتم الاحتفاء بهذه الشويعرة ذات يوم من قبل نقاد يتمتعون بخيال فحولي متوهج عسى أن تتكرم عليهم بليلة ماسنجرية حمراء مليئة بكل ما تشتهيه نفس هذا الناقد النحرير المريضة وهم بالمناسبة كثر وينتشرون بشكل سريع ويمثلون لقمة سائغة لمثل هكذا شويعرات باذخات في العطاء الماسنجري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة