الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-خط ثالث- نشأت الديمقراطية الشعبية

كوثر الباجي

2021 / 10 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يبدو أن فكرة "الديمقراطية الشعبية" قد انطلقت في دوائر الكومنترن خلال الثلاثينيات عندما تم تشجيع تكتيكات "الجبهات الشعبية" لمعارضة صعود الفاشية. في خريف عام 1936 ، أعلن البلغاري جورج ديميتروف ، الأمين العام للكومنترن ، فيما يتعلق بالحرب الأهلية في إسبانيا ، أن الجمهورية المستقبلية ستكون "دولة خاصة ذات ديمقراطية شعبية حقيقية ،فهي ليست بدولة سوفياتية ، بل دولة معادية للفاشية ، دولة يسارية ، بمشاركة البرجوازية اليسارية الحقيقية ".
بعد دخول الاتحاد السوفيتي الحرب في عام 1941 ، تم تنظيم تكتيك الكومنترن المتمثل في إنشاء تحالفات مناهضة للفاشية على أسس ديمقراطية بفضل مساعدة الشيوعيين ، تم إنشاء "جبهات شعبية" في البلدان التي احتلها الألمان.
لم يكن هذا التعاون بين الأحزاب غير الفاشية ليساهم فقط في هزيمة النازية وحلفائها ، بل كان يتجسد ، بعد الحرب ، في إقامة نظام جديد بموجب شروط "الديمقراطية الجديدة" أو "الديمقراطية الشعبية" . كان هذا خيار القادة الشيوعيون الأوروبيون.
فمنذ سنة 1944 ، على سبيل المثال ، أعلن Gomulka البولندي عن ظهور هذا الشكل السياسي غير المسبوق ، والمختلف تمامًا عن ديمقراطية الدول الليبرالية الغربية: "في ظروف الديمقراطية الشعبية و بفضل تعزيز السلطة و جهاز الدولة من قبل العناصر الديمقراطية ، بفضل تطور الإنتاج المؤمم ، يصبح الطريق نحو التحولات الاجتماعية والعبور إلى النظام الاشتراكي ممكنًا ، وذلك بطريقة تدريجية"
ألقى جوتوالد في تشيكوسلوفاكيا أو ديميتروف في بلغاريا الخطاب نفسه.
أصر الجميع على الخصوصية الوطنية للديمقراطية الجديدة التي سيتم بناؤها.
بعد الحرب توجه جوتوالد إلى شعبه بقوله : "من الديمقراطية القومية ، بعد الحرب سوف تتطور تشيكوسلوفاكيا ببطء نحو اشتراكية معينة ، وفقًا لتقاليدها وعقلية سكانها" فمن وجهة نظره ، لم يكن هناك في جميع الظروف سوى طريق واحد للاشتراكية في ظل وجود توازن معين للقوى الدولية والداخلية .
ردد راكوسي ، رئيس الحزب الشيوعي المجري ، نفس القول في سبتمبر 1946 بقوله بأن الاشتراكية التي سيتبناها المجر ستكون الا نتيجة لتاريخ والقوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المجرية. ستكون اشتراكية ولدت على أرض مجرية وتكيفت مع الظروف المجرية ”.
ولقد رفضت السلطات السوفيتية نفسها فكرة "التحويل الميكانيكي للنظام السوفياتي".

ولكن ما كان بالضبط هذا الخط الذي من شأنه قيادة سكان أوروبا الشرقية إلى "شمس مشعة"؟

في الواقع ، لم يتم رسمه بوضوح ؛ بالكاد تم وضع علامات. كانت الخطوات الضرورية الوحيدة هي التعاون مع الأحزاب المعادية للفاشية بشكل أساسي ، وتأميم وسائل الإنتاج الرئيسية ، وإصلاح زراعي عميق ، وتوزيع أكثر عدالة للثروة ...
لم يتم التعبير عن أي شيء آخر بشكل صريح ، كما لو كان تم ترك كل خطوط العرض إلى "الجبهات" المختلفة حسب البلد والوضع الاقتصادي.
كان الأمر متروكًا للأحزاب التقدمية للانجاز والتكيف والبناء أو إعادة البناء ورسم برنامجها ، او وفقًا لنظرة العالم الاجتماع المجري لوكاش ، قياس قوى الديمقراطية الليبرالية والاشتراكية الشيوعية.
فإقامة هذا النوع الجديد من النظام لم يكن يعني التخلي عن بناء مجتمع اشتراكي.
كان من المفترض أن يسمح فقط بالانتقال لفترة بالإمكان أن تطول إلى الشيوعية. بهذه الطريقة ، سيكون الانتقال إلى المرحلة النهائية سلسًا.
وفقًا جوتوالد ، يمكن للمرء بالتالي تجنب اللجوء إلى دكتاتورية البروليتاريا والسوفييتات.
لاقت الديمقراطية الشعبية رواجا في النهاية سبتمبر 1946 ما أتاح للحزب الشيوعي المجري المضي دون حرب أهلية نحو الاشتراكية.
فكيف يمكن لمثل هذه التصريحات ومثل هذا البرنامج ألا يثير حماس الشعب ، وخاصة الطبقات الشابة؟ مع العلم أن هذا الخط الجديد ، وسيط بين الديمقراطية البرجوازية والديمقراطية الاشتراكية ،
لقد كان هناك أمل في بناء نظام ديمقراطي حقيقي ، أكثر عدلاً ، وأكثر مساواة مما هو عليه في البلدان الليبرالية ، وقبل كل شيء ، مناسب تمامًا لكل بلد .
أولى إنجازات هاته الحكومات كانت قادرة على تعزيز الأمل والثقة في هذا "الخط الثالث".إذ يبدو أن دمقرطة المؤسسات ، والمشاركة في الممتلكات الكبيرة ، وتأميم الصناعات الكبرى ، وإعادة إعمار البلدان المدمرة أكد خطاب القادة الشيوعيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط