الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسين وجميلة ( الحلقة الرابعة)

احمد عبدول

2021 / 10 / 28
الادب والفن


ا خرجت الام وما ان فتحت باب الدار حتى اندفع المدججون باسلحتهم الى الداخل صاحت الام : دخيلكم يمه دخيلكم احنه شسوينه توقف احدهم وكان ضخم الجثة حاد الصوت ورد قائلا : ها حجية كلينه وين هزمتي ابنج لعميل ) دخل المدججون الى البيت وقد تعالت أصواتهم بالشتم والانتقاص من ياسين ووالده كان ناهض ابو العيس يؤكد على ام ياسين بشدة على ضرورة ان يحضر زوجها بأسرع وقت الى الفرقة الحزبية وإلا فأنهم سوف يرسلونه بمكان ولده الى جبهات القتال كما عليه ان يعترف بأي تنظيم سياسي قد انخرط في صفوف حزب الدعوة العميل ام في صفوف الحزب الشيوعي كانت أم ياسين تؤكد لهم بان ولدها ليس لا يعرف شيء عن هذه الأمور شيء وان كل ما في الأمر انه خرج ولم يعرفوا عنه شيء
لم تكن تستطع ان تبوح لهم بالحقيقة وكيف ذلك وقد يكلفها الأمر بان يزج بكل أفراد العائلة في غياهب السجون حيث الفرامات الكهربائية التي كانت تفرم أجساد الضحايا لتلقي بهم طعما للأسماك في نهر دجلة بالقرب من محيط الكاظمية
خرج أفراد اللجنة الأمنية وقد احتشد بعض الصبية أمام الدار صاح بهم (عايد أبو شوارب ) وقد رفع بندقيته الى الأعلى (يا لله كلمن يطب البيته كلكم خونة )
أغلقت ام ياسين الباب وهمت بالدخول وما ان استقرت حتى أ ومت الى انتصار ان تأتي لها بقدح من الماء فقد شارفت على الانهيار شربت قليلا من الماء بينما ألقت بما تبقى منه في يدها وأخذت تمسه وجهها
علم ابو ياسين بكل ما جرى بعد عودته من العمل افترش سجادته وراح يصلي العصر، وضعت أحلام بين يديه صحن من الحساء (شوربة عدس) ثم ارتد ى ملابسه الزي الرسمي العقال ورداء الرأس (الغترة) ويمم وجهه شطر الفرقة الحزبية وقد تمنى انه لو كان نسيا منسيا
ما ان استقر به المقام داخل غرفة المسئول الحزبي وقد جلس عدد من الرفاق عن يمينه وشماله وراح يعرف نفسه ولم يكد يكمل كلامه حتى قاطعة (مجبل) بصوت مرتفع من وراء طاولة خشبية ثبت فوقها العلم العراقي بينما كانت صور الرئيس ترتفع من خلفه راح (مجبل) يكيل التهم لابو ياسين ويتوعده بالأذى والقصاص وانه يستطيع ان يلقي به في السجن او يبعث به الى سوح القتال وان عليه ان يحضر عندهم بين أسبوع واخر لغرض معرفة التحاق ولده بأي حزب معارض
في تلك الإثناء كان ياسين قد اعتاد بعض الشيء على منفاه تحت الأرض داخل بستان خاله فقد كانت أشجار الحمضيات تحيط بالمكان أما أشجار النخيل فكانت تغطي البستان الذي يتوسطه نهر صغير ( بزل) يحمل أعذب النسمات وارقها كلما هبت الريح
شعر ياسين بالرضا وهو يجد أبناء أخواله يتسابقون في إعداد الملجأ وتزويده بكل ما يحتاج اله فقد سارع حميد وعلي ومسلم واخرين التى تنظيف المجل وفرش الأرضية كما جي بأكياس السكر والشاي كون ياسين يعشق الشاي وهو يصنعه بيده حتى جهاز الراديو (القيثارة ) كان هناك لكي يستمع من خلاله لما يجري من إحداث وان يساعده في ان لا يشعر بثقل الوقت وطول ساعاته
فرغ الجميع من مهامهم بعد ان جهزوا لياسين كل ما يحتاجه قبل ان يهموا وقد غابت الشمس أوصاه خاله عبد ان يأخذ حذره وانه إذا ما سأله احد لا يعطي اسمه الحقيقي وان يكتفي بالقول انه احد العمال المزارعين الذين يعملون في مزرعة الحاج دواي وان كان مثل هذا الا مستبعدا كون المكان لا يصل إليه غير أخواله لا سيما ان الأنهر تحيط بالبستان من أكثر من جانب .
نزل ياسين الى منفاه الذي اختاره على مضض وهو متثاقل الخطوات فقد بذل فيه جهدا لم يبذله من قبل أنار المكان بواسطة المصباح الكهربائي المثبت على الجدار الأيمن داخل الملجأ والقى بنفسه على السرير بقوة وقد تراءت صورة والدته وعذوبة صوتها وكيف كانت لا تنام الا بعد ان تطمئن عليه وتسأله هل ينقصه شيء تسال ياسين في داخله ترى كيف حالها كيف هو حال والدي الذي كن يحسب لي الأشهر والسنوات لأصبح طبيبا مشهورا في العاصمة بغداد كيف هو حال أخواتي زكية وانتصار وأحلام لكن النعاس غلبه ليغط في نوم عميق
عند الساعة التاسعة صباحا كان حميد يصيح بصوت عال ( صباح الخير يمعود الدنية الظهر ونته بعدك نايم) استيقظ ياسين وهو يمسح عينيه بكفه اليمنى عسى ان يتلاشى ما علق بهن من نعاس ورد قائلا ( صباح الأنوار أخويه حميد انزل انزل كعدت ) كان حميد يحمل بيديه كيسا وضع فيه عدد من البيض المسلوق والخبز الحار وفي يده الأخرى اناء زجاجي فيه لبن بالإضافة الى قطع من الجبن الأبيض ( جبن العرب) طلب ياسين من ابن خاله ان يشاركه في تناول الإفطار بعد ان جلسا سوية لكنه أكد على انه يتناول إفطاره بعد ان صلى الفجر ثم سارع لإعداد العلف للمواشي قبل ان يرتفع قرص الشمس .

غادر حميد بعد ان دخن له سيكاره سومر أعطاه إياها ياسين وهو يؤكد ان أخاه عقيل سوف يكون عنده وقت الظهيرة ليأتي له بالغداء رد ياسين شاكرا كل الشكر ممتنا كل الامتنان لكن حميد رد بقوة وهو يقول : احنه اخوتك ياسين شنو هالحجي اصطحب معه ياسين سكائره واخذ يرفع يديه الى الأعلى وهو يأخذ نفسا عميقا مفعما برائحة القداح فقد اعشوشبت الأرض في شهر نيسان فكان الجو جميلا والنسيم عليلا .
النهر الصغير الذي يقع بالقرب من الملجأ كان مؤنسا لياسين الذي تعلم السباحة من خلال سفره مع والده إثناء العطلة الصيفية عندما كان والده يصطحبه الى ناحية المجر الكبير في محافظة ميسان لأبناء عمومته فتعلم هناك السباحة ونصب شباك السمك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح