الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اريد أن اصبح لا شيئ 00 و أولى شمعات العنف

سميه عريشه

2006 / 8 / 24
الادب والفن


أريد أن أصبح لا شئ !!

في البدء كانت تناقشه وتحاوره ، بغية أن يفهمها وتفهمه 0 لكن يده سرعان ما كانت تمتد ، تنهى ذلك الحوار وتلك المجادلة 0

تعلمت أن تكظم غيظها حتى تهدأ ، تقبل عليه تعتذر عن خطأ لم ترتكبه 0

بالخبرة وجدت أن ذلك ينهى الخلاف أسرع 0 وكان هو لا يجد للسكوت بديلا ، فيصمت والعبوس يملأ وجهه 0 تسرع بفتح المذياع ، عله يبتسم0

لما انتبه إلى حيلتها ، قذف بالمذياع إلى الحائط 0 فتوقف صوت الأغنيات 0 صدرها يعلو ويهبط في انتظام أسرع كأنما يستنجد 0 سبابته أمام وجهها تلوح وتهدد 0تراجعت للخلف ، وبحركة لا شعورية وضعت يديها على خديها ، بينما عيناها ترجوان في خوف 0

المذياع المهشم على الأرض يصدر صفيرا حادا 0 يلف روحها القلق ، كغريقة تفتش بعينيها ، تبحث عن ابتسامة قديمة وملمح طفولة ، طالما أحبتهما في وجهه 0 تغوص تبحث عن ظل ، عن رقة ، عن قطرة ماء ، عن نبته 0 تشتاق لأغاني الحب ، لتلامس أرنبة الأنف وتناغم دقات القلب 0 تلوح بالمنديل الأبيض يمزقه 0 يشملها الاغتراب والحزن 0

دمعة صغيرة انزلقت في صمت إلى فمها ، تشكو إليه حزن العينين وصمتهما 0 وذابت ملحا وهى تئن 0

لمح الدمعة في عينيها 0 لمعت عيناه ، ابتسم في نشوة منتظرا أخريات ، أغضبه ذلك الامتناع وجواب الصمت ، تقدم بجسده الضخم 0 تراجعت 00
( عيناه جاحظتان ، فمه تتطاير منه أحرف الكلام ، وصوته الأجش يطبق على المكان ، وسبابته لازالت تلوح وتهدد)

ملأتها الرغبة في الصمت أكثر 0 استشاط غضبا ، تقم 0 تراجعت 0 تقدم 0 تراجعت ، احتضن ظهرها الحائط 0

نظرت في عمق العينين ولم ترمش 0 وكان قد اعتاد أن عينيها أبدا لا تواجهانه 0 فارتبك لحظة 0 أدهشتها وأغضبته ، فاندفع يطبق على رأسها يهزه بعنف 0 لم تصرخ ، غاصت في عمق العينين أكثر 0 ارتجف 0 أمسكت الضعف القابع بهما 0 انتبه ، هاجمها : أنت بدوني لا شئ ، أنت بدوني لا شئ 0

شعرت أن صوته يجهضها عنوة ، فاندفع جسدها نحو الباب صارخة في غضب : ( أريد أن أصبح لا شئ ، أريد أن أصبح لا شئ )0فتسمرت قدماه في الأرض ، لفه الخرس 0

استقبلتها أصوات الليل ووحشته وفضول القوم ، أوهنتها لحظة خوف 0 توقفت 0 سبت أذنيها جملته( أنت بدوني لا شئ ) ، مختلطة ببكاء منهار غث 0 فتلاشى منها الخوف0 تملكتها رغبة أن تبتعد 0 ضربت بقدميها في الأرض 0
--------------------------------

أولى شمعات العنف

فوجئ برد فعلها 0 لم يكن يتوقعه 0 صارت في غاية الغضب وهى الرقيقة دوما 0 رفعت للعناد علما 0 عبرت باب المعبد موثرة الهجر0

تمنى أن تعود بعد لحظة ، أو أن يخرج وراءها يرجوها أن تبقى ، أو أن يضمها إليه ، يحتضن الحلم فيها ويعتذر ، فقولته : ( أنها بدونه لا شئ ) معنى لم يكن يقصده 0 لكنه فوجئ بغضبتها، بهت ، تسمرت قدماه في الأرض ، لفه الخرس0

جلس القرفصاء ، وجم ، هجم على عينيه وقلبه طوفان من الدمع لا يرغبه لكنه يغلبه ويغلبه 000
ينخرط في بكاء ممزوج بتوقد الوجد وآلام الفقد : ( القلب يزخر لها ببحور الحب ، وهى فيه كل مراكبه ، فلماذا معها يتفجر فيه ذلك العنف ؟!!0

- صاح بصوت عال : هيّ السبب 0
- واجهت عيناه المرآة ، خجل واّثر الهرب : انطوى ينثر الغيم ، يقلب أشياءها ، يشتم الملابس ونوع العطر ، يفتش في القواميس عن حرف مرادف للمعنى ، يجعل منه مفعولا به وهىّ التي تستحق اللوم

لما انقضى الليل وأيقن من خلود وحدته 0 عاد إلى المرآة 0 إلى الفعل 0 فدائما في حشايا النفس هاجس خوف ، يغمض عينا ويفتح عينا ، يخشى وينتظر - لحظة الفقد - كما القدر في اشتداد الألم نستعجله 0

يد قاسية تجذبه لطفولته : ( يتشبث بجلباب أمه ، يفطره الدمع ، يرجوها أن تبقى أو تأخذه معها 000
يدا الوالدين تتنازعا نه ، ينشطر إلى نصفين ، جسد يظلله الأب ، وروح تشقى برحيل الأم 0 يرضع كأس اليتم 0 يكبر فيه شبح الفقد والرفض 0 يكسر فازة الورد !!!!
فتضاء بداخله : ( أولى شمعات العنف ) 0

اليد تضرب الحائط ، تلكمه ، يتساءل في غضب : لماذا لم تجاملني ، لماذا لم تجاملني ؟!!0 فكل النساء يجب أن يجاملن 0 فحين ينخر الضعف في وجداننا
نتوق لسماع ما يؤكد خارق قوتنا ، نغمض أعيننا ، نعيش الحلم الكذب نحتمل 0

إنها ( محبو بتي ) وهىّ الوحيدة التي يمكن أن تستوعبني ، فلماذا لم تجاملني ؟!!0 تلك ( الغبية) التي أحبها حبا جما ، لو كانت قد همست بأنني لها ( كل
شئ ) ، أو أنني في غرقها (الطوق ) ، لو كانت ، لو 00لو
كلمة كتلك ، كانت كفيلة بأن ( تشملني ) ، تهدئ من بركاني وثورته ، تفجر بذلك ( الضعف ) فيها ، تأجج الروح وفورة الجسد 0 تنصرني في عريني ، أصبح فيه ( الأسد :

فالقلب باستطاعته احتمال كل الهزائم إلا أمامها ، مرة هي هزيمته ، مرة هي هزيمته

شئ ما بعينيها يشعره بأنها دائما في حالة عطش ، وان بحوره مالحة 0 رغم أن ثغرها أبدا لم يقل شيئا 0 فتزداد غضبته وثورته ، يلوح بسبابته0 لا يحتمل ، يصبح دائما مشهر السيف0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنانة الراحلة ذكرى تعود من جديد بتقنية -اله


.. مواجهة وتلاسن بكلمات نابية بين الممثل روبرتو دي نيرو وأنصار




.. المختصة في علم النفس جيهان مرابط: العنف في الأفلام والدراما


.. منزل فيلم home alone الشهير معروض للبيع بـ 5.25 مليون دولار




.. إقبال كبير على تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية | #مرا