الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيطان داخل القفص

ناديه كاظم شبيل

2006 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


من جبال كردستان الشامخة ومن سفوحها الخضراء الساحرة التي تجلت بها الطبيعة بابهى صورها، جاءت المرأة الكردية البطله لتدلي بشهادتها ضد شياطين قاموا بابشع جريمة عرفها تاريخ العراق المعاصر الا وهي قصف الاف القرى الكرديه بالسلاح الكيمياوي الفتاك ،فاطاح بالاف الشهداء معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ والمدنيين من الرجال العزل.
وقفت المرأة الكردية بصلابة وبساله ،لتعترف بمعاناتها الجسيمه ،وقسمات وجهها تقول اكثر مما ينطق فمها ،قسمات امرأة ذاقت طعم الموت ،وشاهدت بأم عينيها مصاب احبتها وفلذات كبدها وهي تصارع الموت ،وتفقد البصر ، وتشوهت اجنتها لتصبح قطعا ممزقه ،لا لذنب جنته الا لكونها من كردستان الكفاح والتحدي والبساله
لقد اختصرت المراة الكردية الشجاعه كل ما عانته بدقائق معدودة ،ولكنها دقائق مشحونة بذكريات مؤلمة تعتصر القلب وتدمي الضمير والوجدان، ترى كم من السنوات ستمر لتخفف من لوعة الذكريات وتوقف نزف الجراح النديه
كان الشياطين الذين ادموا قلبها ودمروا قراها وقتلوا اهلها و اولادها يستمعون اليها ،وكأن القضية لا تعنيهم من قريب أو بعيد ،فضمائرهم ميتة منذ ان ولدتهم امهاتهم ،او ربما ولدوا من دون ضمائر اصلا ،والا فكيف استطاعوا ان يصمدوا امام عدسات التلفاز، والعالم كله يسمع ويرى اعمالهم التي ان دلت على شئ فانما تدل على انهم فاقدي الشرف والضمير والانسانيه
ان علي كيمياوي الذي لا يليق به اسمه الاول، الذي يحمل اسم صوت الحق ورمز العدالة الانسانيه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، بقدر ما يليق به لقبه الذي اختصر شخصيته العدوانيه الشيطانيه بما تستحقه فكان رمزا لما قام به من فتك وابادة جماعية لاكراد انقياء ابرياءفحمل خطيئتهم الى ان تقوم الساعة،وكذلك قيامه بقتل شباب اهوار العراق النشامى الذين تصدوا لهمجيته وعدوانيته ولم يفلتوا من بطشه فكان يجبرهم على شرب البنزين ليطلق عليهم النار فينفجروا ليقهقه كشيطان في صورة شيطان
انا على يقين بانه لا يوجد هنالك شخص نقي يستطيع الصمود و النظر في وجه كيمياوي لحظة واحده،لانه سيرى بالتأكيد وحه يسكنه الف شيطان وشيطان،ان وجهه صورة ناطقة لما تحمله روحه الشريره وما قامت به يديه الملطختين بدماء العرب والاكراد وجميع فئات الشعب العراقي المظلوم
لقد حاول الدفاع وكذلك فعل صدام وكيمياويه الجبان ان يحاوروا المراة الكردية الصامده ليضللوها وذلك بطرح الاسئله التافهة مثلا هل كانت هنالك رياح يوم الجريمة؟ ،وهل تسكنون على الجبل ام على السفح ؟ولماذا لم تدخلي اطفالك معك في الملجأ؟ ولكن الحاكم لم يترك لهم المجال لذلك وخاطبهم بانها تحدثت بوضوح ولا موجب للاسئلة الملتويه التي لا تغير من الحقيقة في شئ، نعم فجريمتهم جلية واضحه تشهد لها جبال وسهول وشجر وانهار كرستان الحبيبه،وتشهد لها مستشفيات بغداد ، فلقد شاهد معظم اهالي بغداد ،الاكراد الذين قدموا من شمال العراق للعلاج من الامراض السرطانيه التي استوطنت في ابدانهم البريئة الطاهرة
لا اعرف كم سيطول صبر ابناء العراق الذي فاق صبرهم صبر الجبال على تحمل ما عانت من ظلم الطغاة في عراقنا الحبيب
ترى هل من العدل والانسانية ان يحاكم صدام وزمرته المجرمه، وتستمر محاكمتهم كل هذه الشهور الطويله والتي ربما ستمتد الى سنوات اطول والشعب لا يزال ينتظر يوم الخلاص وساعة القصاص العادل؟
هل حاكم صدام الابرياء من ابناء شعبه ام انه كان يخرج مسدسه ليطلق ما يحلو له من الطلقات على رؤوسم دون ان تهتز له شعرة من شاربه الذي صبغه بالصبغة الامريكيه؟
العالم بشرقه وغربه يتعجب من الدمقراطية والرحمه التي تتعامل بها امريكا مع اذيالها وخدامها من الحكام الذين هم اصلا من صنع ايديها ،واضطهادها وبطشها للشعوب التي تكافح من اجل حصولها على الاستقلال و السلام والحرية والعدل والمساواة ،انها تضع العراقيل وتختلق الاعذار لتحول دون نيل الشعوب استقلالها وتحررها ، وان فعلت فلا بد من ان تدفع الشعوب الثمن غاليا واغلى مما تحتمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح