الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أوراق حراك تشرين 2019 الحلقة الثالثة

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2021 / 10 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات ومواقف
في تلك الأيام المشتعلة بالبهجة والحماس يتجلى الإنسان وهو ينزع خوفه وتردده مع الجموع الهادرة التي خرجت إلى الشارع لتهدر مطالبة بحقوقها في الحياة التي بدأت بمطالبة بالعمل للخرجين العاطلين لترتفع إلى المطالبة بعودة العراق المنهوب من قبل قوي عميلة لإيران وأمريكا تبغي تركيز تفتيته ليسهل نهبه.
كنت أتابع ثانية ثانية الأحداث وأنا جالس في غرفة بعزلتي الدنمركية لا أعرف الليل من النهار لا أخلد إلى فراشي حتى ينهكني الجهد والتركيز، أتابع المواقف والأحداث أحفظ وأسجل وأكتب وأراسل ثوار الساحات الذين يكتبون لي بأن ما أنشره يتابع في التحرير وساحات المحافظات.
أشد شيء جعل من حماستي بركاناً هو قوة وشجاعة ووضوح كلمات الثوار، وهذا الوضوح في خضم الثورات وزخمها هو ما أحرج السلطات وعراها فأوغلت في عنفها لتتحول إلى سلطة قتل صريحة رأيناه عبر الشاشات وقناصتها تلتقط الصبايا واليافعين الراقصين أمام زخم الرصاص حاملين علم العراق ثم يسقطون مضرجين بالدماء معانقين ساحة التحرير أرض وطنهم المنهوبة. كانت كاميرات المتظاهرين تصور، وكنت أنتفض وأدور في الغرفة مثل مسموم وأنا أعيد مشهد سقوط حامل العلم من رقصته وسط الشارع على رصيف وسطي، أصرخ وأصرخ فهذه اللحظات البارقة في تاريخ عراقيَّ لم أفلح في عيشها، فمن يستطيع التظاهر زمن البعث وسطوته المطلقة، أشعبنا سجوناً وذلاً حتى أضطررنا إلى اللجوء إلى الجبال الوعرة والسلاح، هذه اللحظة التي تجلى فيها العراقي المهضوم الحقوق فخرج عاريا إلى الشارع وواجه الرصاص وقنابل الغاز والهروات والكواتم وووووو
لحظة حلمت بها وأعيشها في عزلتي من خلال الشاشة وأنا معوق حربٍ عاجز
أسجل وأتابع
هنا حفظت ما كتبته جارتي التي كانت طفلة حينما التحقت بثوار الجبل كما أخبرتني وهي تسألني عن مواضيع تتعلق بالأدب قبل أشتعال تشرين، حدثتني عن معرفة والدها الذي من جيلي في محلة "حي العصري" بيّ وعن معرفة والدتها بنا وقالت:
أمي تعرفكم بيت أهلها خلف بيتكم تقول يا هذوله بيت الحلوين.. يمه كلهم حلوين ولد وبنات ومناضلين
مت من الضحك، تابعتها وهو تخرج إلى الساحات في الديوانيةوسط الرجال تهتف وتصرخ دون خوفٍ ووجل، ما أنصع الإنسان وهو يتجلى في خضم الثورة يتحول إلى ما يشبه كيان أسطوري لا يهاب شيء لا الرصاص ولا الدخان ومستعد لسفح دمه من أجل حياة أفضل
هنا تخاطب في كلمة باللهجة العامية وتشخص العلل الكامنة خلف عدم تحول هبة تشرين إلى ثورة جارفة تسقط كل البنى التي أقامتها أحزاب الفساد والقتل.
التقديم والكلمة 27- 10-2019
أسمعوا الثائرة آلاء السعيدي
طالبة دكتوراه
أسمعوا هذا النداء الشجاع باللهجة
أحييك يا بطلة
بمن مثلك تستقيم الأمور ويعود الوطن
آلاء السعدي
(الوطن ما غزر بيكم
بس بي حوبة وتعثر
يمعودين بربوره بكلبي خلي اكولها قبل لا اموت
كلنا نتابع المشهد ونفخر بشبابنا ...لكن اللي راح يموتني قهر بعض( بس ركزلي ع بعض قبل لتتهجم) الفئات تكول عين ك.....بة وقليلة بحقهم هذه اللفظة اللي هم :
١ الأكاديميين، رؤساء الجامعات ، مدراء عامين
واللي بعضهم بطل الكيبورد خاتل وينشر ...خلي نشوفك وسط الميدان يا حلو
٢ العشائر اللي عدهم نواب بالبرلمان اكول لو أسكت منو ومنو
٣ شيوخ الفين وهسه جماعة صورني مع شيخ فلان وفلتان...لو كنت بطلابه وفضيته...بوية الوطن عنده طلابه مع الفاسدين دواعش السياسة
خرب دينكم إذا عدكم دين ...وإذا عدكم شرف ...شويه خلي بكصصكم قطرة حياء اطلعوا شاركوا شبابنا ....تدري كنتوا مجاعة وصديم صاكركم مخليكم تركضون ع ٣٠٠٠ آلاف دينار وخلاك تبيع دبس ..وعدس وعشاك خباز
والمالكي غسل وجوهكم ب٥ مليون و٣ واقل حوت بيكم ٢ مليون وربع ...متكلي شنو سويت ترى هن جمل رصفتهن وصلت براسي دكتور..شخليت للتاريخ اطلع ...
أما هذولة العشائر لوكية البعث وين اكو شريف يطلع صور ماضيكم بتلفزيون الشباب سابقا من كنتوا ترحون تتلوكون على ألف دينار ....ترى نعرفكم والله بالأسماء
حسوا شويه وشاركونا انتم والبرلمانيين متختلفون عن صديم الخسيس كلكم أيتام المال والسلطة
هذا الوطن وطنا وميحتاج نخوه منا ...نريد نخلص من احزابهم اللي جثمت على قلوبنا ١٦ سنة يكفي دمروا الوطن وسرقوا قوتنا...فهيهات نسكت )
في نفس الليلة نشرت بوستاً يدعو للعصيان المدني
28-10-2019
عصيان مدني
نصرة لشهدائنا والوطن
في مواجهة ما كتبه مثقفوا السلطة من إدانة لحرق مقرات أحزاب السلطة الطائفية في جنوب العراق كتبت الكلمة التالية 27-10-2019
(ويكتب مثقف خانع تافه لم أُحرقِتْ مقرات أحزاب الطوائف
جيل ثورة تشرين العراقية الفتي
التي أندلعت في اليوم الأول من الشهر
طوبى لكم
ستغيرون بنية الشخصية العراقية
ستنزعون الذل والخوف والتشوه الذي أصابها في الخمسين سنة الأخيرة من عمر العراق
هذا الجيل العراقي الذي لا يعرف الخوف
هذا الصبي في زقاق من أزقة العراق يواجه مرتزقة الأحزاب الطائفية بصدرٍ عارٍ ويقف بثبات وسط الشارع حاملاً علم العراق.
شاهدوا كيف يصيبون زميله بالرصاص الحي
ثم كيف يقتلوه؟
وكيف هرع المتظاهرين لإخلائهم غير هيابين بالرصاص
هذا جيلٌ مختلفٌ لا يتصوره العملاء والمأجورين
هذا جيل سيصنع معجزة
أقبل جباهكم
وأصلي لكم يا أبطال
سلام إبراهيم)
خبر
27-10-2019
(اتسع نطاق الاحتجاجات
عشائر الناصرية نزلت للشارع
الثورة ستنتصر)
قوبل هذا النزول باستنكار من قبل الكثير من المنتفضين العارفين أن من علل المجتمع العراقي هو سيادة بنية العشيرة العامل الجوهري في تخلف بينية المجتمع وسد الأبواب نحو الحرية وحقوق الإنسان والمساواة على إساس القانون، لكن هكذا كانت مجريات الأحداث في هذا اليوم
27-10-2019
وصلني فيديو وضعته في صفحتي عن خروج طالبات مدارس العامرية بحراسة الجيش وهي تهتف بحياة الثوار وسلمية الحراك
(نزول مكثف للمرأة
طالبات المدارس في العامرية ببغداد نزلت إلى الشارع منددات بالعنف في التعامل وقتل الشباب العراقي المحتج
يصرخن
سلمية.. سلمية
بحراسة الجيش)
هذه اللحظة من أهم اللحظات في تطور الحراك إذ وصلتني صور وأفلام عن تمكن الثوار من السيطرة على بنايات تشرف على ساحة التحرير والجسر، أمكنة أتذكرها جيداً وتحتفظ ذاكرتي بصورة لأركان سلطة الشيعية الطائفية بين عامي 2015-2016 لا أتذكر بالضبط حينما أحتدمت التظاهرات وأتسعت لكن بحدود القوى التي قادتها وكانت محدودة المطالب. في شرفة هذه البناية وقف وقتها المالكي وإلى جواره الجلاد الجديد الذي تبلور برعاية حرس الثورة الإيراني وسليماني "فالح الفياض" والعامري، وبقية الجوقة التي لم يشهد التاريخ العراقي مثل قذارتها وعمالتها، وقفوا يفكرون كيفية إخماد هذه الجموع والقضاء على أندفاعها قبل أن تستفحل وفعلا تمكنوا وقتها من قمعها وإخفات شعلتها. وقفة تأملت وجوههم في الصورة الشهيرة التي وشت لعيني الفاحصتين مدى الشر الذي ينبثق من العيون المحلقة نحو الأسفل إلى الجموع، شر وحقد على العراق والعراقي طبعاً سيتطور ويكون الحشد الشعبي وجهاز أمنه يساهم في حملة الأغتيالات وتغييب العديد من الناشطين المجهولي المصير حتى الآن، حقد وكره هو كره الدكتاتور نفسه للعراقي الذي أذله وحارب به طوال زمن سلطته وقتله في المعتقلات والمقابر الجماعية وفي القصف الكيمياوي وأنا من ضحاياه، وفضل عليه العرب المهاجرين إلى العراق، حقد هذه المرة من بواعث طائفية تغذيها السلطة الإيرانية الحاقدة لكل عراقي وهذا ليس كلاما أطلقه جزافاً، بل عشت قرابة سنتين مع زوجتي كلاجي في معسكر لجوء كنا فيها شبه مساجين، وأثناء خروجي في إجازات إلى طهران والمدن الأخرى رأيت حجم معاناة العراقيين والقوانين الإيرانية التي أذلتهم ولم تعترف بوجودهم، وكان ما يسمى سابقاً "المجلس الإسلامي الأعلى" وقوات بدار بذرة الفساد فلا تسهل معاملة أي عراقي دون رشوة لعناصر المجلس وقوات بدر حتى في أبسط المعاملات، وبالرغم من أستخدامهم كعملاء برافعة الطائفة حتى أنهم زجوا بهم كمقاتلين في الجبهات مع القوات العراقية وقتل منهم العديد، أحدهم إبن جدي "صالح حميدي" والثاني زميلي الرياضي المعروف في الديوانية "سعدي حطاب" والعديد غيرهم، بالرغم من ذلك كانت السلطات تعاملهم بأزدراء واحتقار شديد، ذاك الحقد والمعاملة التي لمستها خلال فترة سنتين من وجودي في إيران رأته بعيون فالح الفياض والمالكي والعامري وهم يشرفون على حشود ساحة التحرير، ويوم 27-10-2019 صعد الثوار وأحتلوا هذه المنصة التي هرب منها قادة السلطة، وأحتلها الثوار وهم يغنون وينشدون
موطني موطني
الجلال والجمال
في ربالك
هل أراك
رقصت طرباً في غرفتي وحيداً، يا لهذا اليوم التراجيدي، بكيت على الشهداء وهتفت مع الثوار ورقصت لهم وهم في شرفات تطل على ساحة التحرير
27-10-2019
(ساحة التحرير الآن
شباب الثورة العراقية يصورون من المكان الذي كان يراقب منه المالكي وعصابته قبل أعوام
والفياض وعصابته قبل أيام
صلاة لكم
تصنعون تاريخًا
وتعيدون للعراقي أدميته
عناقي
سلام إبراهيم)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام