الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفلاس البعث ... نهاية لعبة ؟

داود البصري

2003 / 5 / 15
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

لم يبق للبعث عندي ما أغنيه                          ودعته وسأبقى العمر أبكيه !        

 

بهذه الوداعية الشعرية الرومانسية إختتم الشهيد الفلسطيني الراحل كمال ناصر علاقته بحزب البعث  وكل مايمثله من قيم سلوكية ومناورات حزبية لم تؤسس سوى لمشروع هزيمة قومية شاملة إنطلقت من تدمير الإنسان العربي وإستمرت في فاجعة الخامس من حزيران/ يونيو 1967 حينما سقطت الجولان وأعلن قادة البعث الميامين سقوطها قبل أن تسقط فعليا بعد أن هرب قائد الجبهة البعثي أحمد المير على صهوة حصان عربي أصيل؟؟ ثم إختتم البعثيون الصورة التاريخية لشجاعتهم الإستثنائية في هروب وتبخر وتلاشي قيادتهم القطرية والقومية والفرق والشعب والفروع في يوم بغداد الحر في التاسع من إبريل/ نيسان المنصرم ! لينتهي الحزب كما بدأ كذبة .. ومناورة .. وإنحطاط .. وعمالة لكل القوى الدولية ؟ فأين حزب ( الطليعة العربية المناضلة ) اليوم ؟ وأين تلاشت أعمال ومنجزات وتبشير أكثر من أربعة عقود من التاريخ العراقي وستة عقود من التاريخ العربي ؟ بل أين كل تلكم الشعارات التي ملأ البعثيون بها بطاح دنيا العروبة عن وحدتهم وحريتهم وإشتراكيتهم ؟ وأين أحاديث الحلم والثورة العربية ومعركة المصير الواحد التي تحولت لمعركة الهروب الواحد والشامل ؟ وماهي إنجازاتهم على وجه الخارطة العربية كي يطالب بعض الواهمين اليوم بضرورة السماح لحزب البعث بحرية العمل السياسي وإنتشاله من حالة الضياع التام والتلاشي الكامل ؟ وهاهي الأيام تفعل فعلها ، فبالرغم من مرور حوالي خمسة أسابيع على هروب وهزيمة البعث العراقي أعلن البعث الأردني عن حملة ( ترشيق ) وتقشف شملت إغلاق عشرة فروع ودكاكين كانت تفتح بسطاتها لتجنيد الإرهابيين والخونة وعناصر المخابرات للتظام العراقي البائد ثم يقول الرفيق المناضل ( تيسير حمصي ) بعد ذلك بأن البعث الأردني مستقل عن البعث العراقي ؟ وهي كذبة مضحكة لاتتناسب وعقلية أهل الرسالة الخالدة ؟ البعثيون في موريتانيا أكلوها أيضا وكانوا يأكلونها منذ زمن ؟ أما بعثيو اليمن وعبر رفيقهم المليونير الهارب ( قاسم سلام ) فلايملكون وسيلة سوى تمنيات بائسة في مقيل قات في قصر الرفيق الهارب ؟ ويتحسرون بعد ذلك على أيام الزمالات الدراسية والمنح والعطايا الصدامية السخية ؟ ودفعات الرشوة القومية ، وفقدان الفردوس التكريتي وإلى الأبد .. فحالة ( الطرطرة ) القومية قد أضحت في خبركان ؟ وليالي ( الهبش ) و ( الهبر ) و( الشفط ) لن تعود؟ أما البعث السوداني والذي لطالما تدثر الرفيق ( بدر الدين مدثر ) بعطايا قيادة صدام القومية فإنه قد عاد للخرطوم ليكون تحت سيف البشير البتار ولتنتهي آثاره ومؤثراته رغم كون البعث السوداني واحدا من أفشل الأحزاب في التاريخ السوداني الحديث؟ أما بعث لبنان للرفيق المريض ( عبد المجيد الرافعي )! فلقد عاد لعزلته القاتلة ولحجمه الحقيقي ومات موتا سريريا معلنا وبصمت ... ؟ خصوصا وأن الرفاق الألداء   في الشام باتوا يعدون العدة أيضا لتصفية التركة البعثية وبموجب الإستحقاقات الأميركية الواجبة الدفع الفوري! والتخلص من ملابس الطلائع والفتوة وشعارات التقدم والإشتراكية والقائد الفرد المعجزة هي البداية الموضوعية للتخلص من من ديناصورات البعث السوري كخدام والأحمر ومشارقة وغيرهم من أصحاب الشوارب الغليظة التي لم تجد تطبيقاتها الرجولية إلا في أجساد المحرومين والضعفاء من أبناء الشعب المسكين المستلب ، أما أعداء الأمة .. فإن التوازن الإستراتيجي لايسمح بهزيمتهم من الضربة الأولى بل على شكل أقساط مؤجلة الدفع؟! ؟ .. تاريخيا فإن هزيمة البعث الأخيرة في العراق كانت قد سبقتها هزيمة مماثلة في نوفمبر / تشرين عام 1963 حينما سلط الرئيس العراقي الراحل عبد السلام عارف قوات الجيش عليهم فحصدهم كالعصف المأكول خلال ساعات في كل مدن العراق ليتبرأ قادة الحزب كالبكر وصدام وعماش من بعثيتهم ثم تكفل القطار الأميركي بعودتهم عام 1968 ثم لتعود الدبابة الأميركية لحصدهم في ربيع العراق ؟ إذن فإن بعث العراق أميركي البداية والنهاية ؟ ولاعزاء بعد ذلك لأصحاب الشوارب الغليظة ... فالحزب الذي أسس للهزيمة القومية الشاملة شرب من كأس عمالته وإرتباطاته الدولية المشبوهة ، والبعث الذي هيمن على مفاتيح الشرق الأوسط الإستراتيجية متسببا بسلسلة من النكسات القومية الشاملة قد أفلس اليوم بالكامل وإنتهت خدماته التي لم تعد تتناسب والأوضاع الدولية الجديدة ... فإفلاس البعث الشامل قد طرده وإلى الأبد من خارطة السياسة العراقية والعربية ، وباتت عودته للحياة من مستحيلات العرب تماما كالغول والعنقاء والخل الوفي .. والبعثي النظيف؟ وأعتقد أن مجازر العراقيين الجماعية المكتشفة أو تلك التي ستكتشف في سوريا قريبا ستضع النهاية الحقيقية لمرحلة البعث الكارثية السوداء.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ