الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فيلم أميركي جديد ، حفيد أحد أعضاء (كو كلوكس كلان) يناضل ضد التمييز العنصري

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2021 / 10 / 29
الادب والفن


بعد ان بدأ المخرجين الأمريكيين من أصل أفريقي يَستَعيدون تاريخهم في السينما بفضل العديد من افلام المخرج سبايك لي مثل مالكولم إكس Malcolm X عرض عام 1992، فيلم سالما "Selma" للمخرجة إيفا دوفيرناي، عرض 2014، فيلم هارييت Harriet للمخرجة كاسي ليمنس عرض عام 2019 وفيلم MLK / FBI وثائقي أمريكي إخراج سام بولارد عرض 2020، استطلاع وبحث للتحقيق والمضايقات التي تعرض لها مارتن لوثر كينك جونيور من قبل جون إدغار هوفر ومكتب التحقيقات الفيدرالي ، من خلال وثائق رفعت عنها السرية حديثًا، وفيلم ليلة واحدة في ميامي One Night in Miami و فيلم و المسيح الأسود Judas Black Messiah اللذان عرضا عام 2021 والعديد من الأفلام الأخرى ، قد تبدو فكرة إعادة النظر اليوم في فترة محورية في تاريخ الجنوب العنصري من خلال رحلة ناشط أبيض غريبة بعض الشيء في فيلم ابن الجنوب Son of the South، ومع ذلك فهي قصة حقيقية.
تقع احداث الفيلم بمدينة مونتكمري، عاصمة ألاباما، وتحكي قصة الطالب الشاب بوب زيلنر (لوكاس تيل) أبن أحد المسؤولين عن كنيسة الميثودية* في المنطقة ، وحفيد أحد أعضاء (كو كلوكس كلان)، بكلية هنتنغدون التي لا تقبل غير الطلاب البيض. وتشير الدقائق الافتتاحية الأولى للفيلم إلى مدى خطورة أن يتخذ جنوبي أبيض موقفاً مناصراً لحركة الحقوق المدنية، وينظر إليه على أنه "خائن عرقي" في ستينات القرن الماضي. يبدا الفيلم بمشاهد وحشية دامية يهاجم العنصريين مسيرة كبيرة للسود ومعهم القليل من الرجال والنساء البيض يحملون لافتات تطالب بالحقوق المدنية وانهاء الفصل العنصري في وسائلا النقل العام، والمطاعم وحتى المراحيض، من المصابين جاوان (ليكس سكوت ديفيس)، امرأة شابة سوداء جميلة ومتعلمة ومناضلة، وعندما يسرع "بوب" شاب ابيض لمساعدتها يتلقى ضربة هو أيضاً، ويصبح قريبا منها فيما بعد.

ويتم تذكيرنا إننا في عام 1961 ، كومبس ، ميسيسيبي ويبدو أن بطل الرواية "بوب زيلنر" على وشك أن يُشنق من قبل حشد غاضب من الرجال البيض. ويستمر هذا التهديد في الظهور مباشرة بعد ومضات العودة في فلاش باك في الفيلم. بوب زيلنر طالب ذكي أكثر استنارة بشكل ملحوظ من معظم زملائه في الفصل، وعلى وشك التخرج من كلية هانتينغدون في مونتكمري . يُطلب منهم إعداد وكتابة أطروحات عن مواضيع مختلفة ، يختار هو وأربعة من زملائه الكتابة عن العلاقات العرقية، وسعياً للحصول على المعلومات، يذهبوا إلى كنيسة محلية خاصة بالسود لإجراء مقابلة مع القس الأسود رالف أبيرناثي (سيدريك ذا إنترتينر) والمناضلة روزا باركس (شارون لانيير)، ويصادف ان هناك احتفال بالذكرى الخامسة لمقاطعة السود في مونتكمري لحافلات نقل الركاب 1955-1956. و روزا باركس ، هي التي بدأت تناضل قبل 5 سنوات في مقاطعة حافلات مونغومري التي تمنع السود من الجلوس وتحث السود بالقيام بنفس العمل . تداهم الشرطة المكان وتهاجم الموجودين وتحاول اعتقالهم ، يتفادى الطلاب البيض الاعتقال بالفرار عبر باب خلفي. يُطلق عليهم في إحدى الصحف المحلية اسم "هانتينغدون الخمسة".
وتنصحه بشدة أحدى أساتذته بوب (نيكول أنصاري كوكس) ، مهاجرة ألمانية تشير بوضوح إلى مشاهدتها للوحشية النازية، بتجنب اتخاذ الموقف من قضية الحقوق المدنية التي من المحتمل أن تنفجر ، وحتى القس أبيرناثي يخبر الشاب الأبيض أنه قد لا يعرف ما الذي يريده. لكن بوب استمر في التصريح بآرائه ضد التميز العنصري ومبدأ التفوق العرقي- وكاد أن يعتقل ويُطرد من الكلية بسبب تقربه من (فرسان الحرية) اللجنة الطلابية اللاعنفية (SNCC) وهي واحدة من الهيئات الرئيسية لحركة الحقوق المدنية الأمريكية في الستينيات، بقيادة الشاب جون لويس (دكستر داردن) .

هناك الشعور بالذنب عند بوب من التقاعس عن العمل طوال الوقت ، ويستمع إلى المناضلة روزا باركس "سيأتي وقت يحدث فيه شيء سيء حقًا ، أمامك مباشرة ، وسيكون عليك تحديد الجانب الذي أنت فيه. عدم الاختيار هو اختيار "، وتلح عليه ذكريات مبكرة حين كان صبيا عندما كان في سيارة متحركة تمرّ بجانب صبي أسود صغير، ويخرج مضرب بيسبول ويكسر ذراعه بدون سبب ويّعبر لصديقته البيضاء ندمه وشعوره بالذنب ويتمنى أن يكون هو الذي تعرض للضرب بمضرب بيسبول بدلاً من ذلك الصبي.

وينجذب بوب ويتواصل مع الليبراليين البيض المتعاطفين مع السود، بما في ذلك الصحفية البريطانية جيسيكا ميتفورد (سيينا جيلوري).و السيدة فيرجينيا دور (جوليا أورموند)، التي كان لها دور كبير في دعم لجنة التنسيق الطلابية والأهم من ذلك ، أن المناضلة روزا باركس قد فتحت عينيه على ما يعانيه السود ، وتكشف له أنها بالكاد كانت بطلة عرضية عندما رفضت التخلي عن مقعدها في حافلة نقل الركاب . ويعاني بوب ايضا من القادة السود المشجعين أحيانًا والمتشككين أحيانًا أخرى، كما في حالة ريجي (شامير أندرسون) وهو مخضرم في الحركة ويشك في أسوأ ما في بوب بسبب جده ، ولفترة طويلة لا يبدو أنه يهتم بما إذا كان على صواب أم على خطأ.

ورغم ذلك اختار بوب مواجهة العنصرية المتفشية في ثقافته. متحديًا عائلته والأعراف الجنوبية البيضاء، في البداية كان بوب مؤيدًا سلبيًا للحركة، وعندما قام طلاب المدرسة الثانوية السود المحليون بنشاط للاحتجاج على مقتل المزارع المستأجر هربرت لي، يخرج للتظاهر معهم .
مع ان جده المتعصب ( بريان دينيهي، اخر دور له على الشاشة )، يعلن بفخر انتمائه للمنظمة العنصرية كو كلوكس كلان، ويحذره من توريط نفسه في حركة الحقوق المدنية. ويطلب منه "عدم الانحياز إلى جانب" في هذا الصراع أولاً ، وثانياً يجب عليه الحفاظ على موقفه "للتوافق" مع أقرانه العنصريين. ويصر الجد على "استدعاء الأشياء بأسمائها الحقيقية" ورؤية عنف "الغوغاء" بنفسه عندما يصل فرسان الحرية ، الذين يسافرون بالحافلات بين الولايات ، إلى مونتغمري* . وعندما يعلم انحياز حفيده إلى جانب لجنة الطلاب الأفارقة اللاعنفية، يحذره بهدوء مخيف من أنه إذا وجده يسير في عرض للحقوق المدنية ، "سأضع رصاصة في رأسك ". بينما يجد الدعم من خطيبته كارول آن (لوسي هيل)، وعندما يتلقى أشكال الإهانات والضرب والبصق في وجهه يحاول ان ينبهها إلى خطورة البقاء معه، ولكنها لا توافق على إنهاء الخطوبة . وعندما يسألها ، من أجل الجدل فقط ، ما الذي يمكن أن يفعله يسوع في هذا الوضع ، لم يكن لديها جواب واضح : "كلانا يعرف أنك لست منقذًا لأحد." بوب، لا يستطيع أن ينكر ذلك.

وعندما يُخبر بوب والده جيمس زيلنر (بايرون هيرلونك) ، الذي تحول منذ فترة طويلة إلى واعظ في الكنيسة الميثودية ونبذ الأفكار العنصرية خلال تجربة فريدة تم تذكرها في وقت متأخر نسبيًا في الفيلم، انه قرر الذهاب للمشاركة في مسيرة كبرى، ينظمها فرسان الحرية يمنح ابنه مباركته، وينطلق بوب إلى منطقة ماكومب ، ميزوري، للتظاهر، واثناء عبورهم الجسر يتعرضون إلى إعتداءات عنيفة من العنصرين والبوليس، وتنتبه أمرأة شابة سوداء جيسيكا ميتفورد (سيينا كيلوري) إلى وجوده بجانبها، تصاب بالذهول بشكل إيجابي عندما تدرك أنه ليس شخصا "يّمر" بالصدفة فحسب ، بل إنه أبيض يتظاهر معهم . ورغم انه يتعرض للأذى الجسدي والنفسي إلا انه استمر في النضال لصالح الحقوق المدنية، وقد سجن بوب زيلنر لمرات عديدة، وتعرض لمحاولات قتل ايضا وأصبح فيما بعد اول سكرتير تنفيذي أبيض في منظمة فرسان الحرية. وأجد ان القصة العاطفية أقل إقناعاً وسيئة إلى حدٍ ما. وتجنب المخرج بذكاء معظم الكليشيهات "المنقذ الأبيض" الشائعة في الافلام الهوليودية. ولا شك في أن هذا الفيلم جماهيري - فهو مصور بشكل جيد، وهو جميل بصريًا ومدته 105 دقيقة.
هوليودية
ليس من المستغرب ان يكون المخرج براون بارعًا جدًا في دمج وتوظيف اللقطات الإخبارية الأرشيفية بسلاسة وبشكل مقنع مع السرد في فيلمه، فقد عمل لعقود كمونتير في أفلام كثيرة منها اهم أفلام سبايك لي، كما استخدم لقطات أرشيفية من ثلاثة أفلام وثائقية ، جون لويس اضطرابات جيدة "John Lewis: Good Trouble" وفيلم MLK / FBI هو فيلم وثائقي أمريكي إخراج سام بولارد عرض 2020، استطلاع وبحث للتحقيق والمضايقات التي تعرض لها مارتن لوثر كينغ جونيور من قبل جون إدغار هوفر ومكتب التحقيقات الفيدرالي ، من خلال وثائق رفعت عنها السرية حديثًا. وفيلم فرسان الحرية "Freedom Riders" إخراج ستانلي نيلسون (2010) ، والذي تم مؤخرًا إضافته إلى السجل الوطني للسينما National Film Registry.

أبن الجنوب Son of the South فيلم درامي تأريخي من السينما المستقلة. سيناريو وإخراج باري ألكسندر براون استنادًا إلى السيرة الذاتية لبوب زيلنر ، التي نُشرت بعنوان "الجانب الخطأ من جريمة قتل: جنوبي أبيض في حركة الحرية" ، التصوير السينمائي جون روزاريو والمونتاج للمخرج نفسه، من بطولة لوكاس تيل، لوسي هيل، ليكس سكوت ديفيس، جوليا أورمون، سيدريك ذا إنترتينر، شارون لينر، سيينا كيلوري في. وعمل المخرج سبايك لي كمنتج تنفيذي. عرض لأول مرة في مهرجان الفيلم الاميركي الأسود American Black Film Festival في 26 آب / أغسطس 2020. ومن ثم في مهرجان دوفيل للفيلم الاميركي 2021.

*(فرسان الحرية) لجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية (SNCC)، وهي واحدة من الهيئات الرئيسية لحركة الحقوق المدنية الأمريكية في الستينيات.
*الحركة الميثودية ، وتسمى أيضًا المنهجية، هي مجموعة من الطوائف المرتبطة تاريخيًا بالمسيحية البروتستانتية، نشأت كحركة إحياء داخل كنيسة إنكلترا في القرن الثامن عشر، وصارت طائفة منفصلة بعد وفاة مؤسسها جون ويسلي . في الولايات المتحدة ، أصبحت ديانة العديد من العبيد الذين شكلوا فيما بعد كنائس سوداء على التقليد الميثودي.
*في الرابع من أيار/ مايو عام 1961 ، قام 13 ناشطًا من خلفيات مختلفة نساء ، رجال ، سبعة سود ، ستة بيض ، من مختلف الأعمار اختاروا العمل اللاعنفي. وبدأوا في مسيرة للحقوق المدنية استخدموا الحافلات للتنقل بين الولايات من قبل وفي كل ولاية كان الكثير من المواطنين الأحرار ينضم إليهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث