الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثالثة والعشرون
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
2021 / 10 / 30
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
الجزء الثالث
المخططات
اعمل وفقا لخطة
فهرس الأجزاء الكبيرة من عملك
يتكون العمل الجيد من عدة أجزاء : بداية ، ووسط ، ونهاية .
فحتى الكتاب الذين تجرى الحروف بين أيديهم كالماء ، ويصيغون
نصوصهم بسلاسة وإتقان ، فى إمكانهم تفكيك أعمالهم والإشارة الى كل
جزء منها .
والكاتب الذى يعرف الأجزاء المهمة من عمله يستطيع أن يشير اليها عن
طريق العناوين الفرعية ، وتقسيم العمل الى فصول ، وعنونة كل فصل .
والقارى الذى يرى العمل مجزءا أمامه ، أكثر قدرة على تذكر القصة
كاملة .
أفضل طريقة للتدليل على هذه التقنية ، هى الكشف عن الأجزاء المهمة
فى أغنية أطفال قصيرة وتبدو سهلة ، وهى أغنية " ثلاثة فئران عمياء "
يُبنى الجزء الثانى على الجزء الأول مع إضافة ايقاع :
انظر كيف تركض ، انظر كيف تركض ؟
أما الجزء الثالث ، فيحتوى على ثلاث جمل موسيقية متوازية ، لكنها
معقدة :
ركضت كلها خلف زوجة المزارع ، التى قطعت ذيولها بسكين حادة ، هل
سبق أن رايت شيئا كهذا ؟
ويكرر الجزء الرابع الجملة الأولى " ثلاثة فئران عمياء " وينهى الأغنية
فى دائرة محكمة :
كفئران ثلاثة عمياء ؟
نحن نتذكر الأغانى بسبب بنيتها الواضحة : بيت شعرى ، وبيت شعرى ،
والكورس ، والجسر ، وبيت شعرى ، والكورس ، والاٌلة الموسيقية ،
وبيت شعرى ، وكورس .
قد تخفى الألحان الجميلة تقنيات بنية الأغنية ، لكن الهيكلة الموسيقية
لتلك الأغنية تغدو مقبولة مع الاستماع اللصيق والقدرة على التعرف على
الأجزاء .
كان يطلب من كتاب الجيل القديم أن يقدموا مع مسودات أعمالهم تفصيلا
دقيقا لذلك العمل .
وكان ذلك التفصيل يأتى على شكل قوائم كالتالى
أ
ب
س
وهكذا دواليك
وكانت مشكلتى تكمن فى عدم تمكنى من تجاوز الحبكة والتخطيط لما بعد
الفصل الثالث .
كان على أن أواصل الكتابة حتى أصل الى ذلك الجزء ، وأنتظر أن تتكشف
بقية القصة أمامى .
لقد أدى بى ذلك إلى اللجوء الى حيلة تساعدنى على تخطى هذه العقبة
،وهكذا اخترعت تقنية التخطيط العكسى .
وهى أن أكتب مسودة القصة أولا ، ومن ثم أضع القائمة التفصيلية . وقد
أتضح لى أنها تقنية ناجحة ، فعندما لا أستطيع استخلاص الرسم
التخطيطى للقصة من المسودة ، فإن ذلك يعنى أننى لا أستتطيع تبين
أجزاء القصة .
وهنا تنكشف أمامى العيوب التى يعانيها هيكل وبنية القصة ككل .
وعلى الرغم من أننى لا أعمل وفق قائمة تخطيط ، فإننى أعمل وفق خطة
غالبا ، ما تكون على شكل جمل وعبارات أخربشها فى دفتر صغير .
دعونى أخبركم بتقنية أخرى تعلمتها ‘ الخطة المبدئية أو المرتجلة ،
شأنها شأن الأرقام والفواصل فى القائمة التفصيلية ، تساعدنى على رؤية
الأجزاء الكبيرة من القصة .
هاكم خطة لجنازة أحد أشهر العاملين فى مجال الترفيه " راى بولجر "
الذى أدى دور الفزاعة فى الفيلم الشهير " ساحر أوز " :
البداية مع صورة وحوار من فيلم ساحر أوز .
المحطات المهمة فى حياته كراقص فى أعمال أخرى غير أوز .
أغنيته المعروفة " لقد أحببت إيمى ذات مرة " .
شبابه كيف أصبح راقصا ؟
حياته المهنية فى التلفزيون
صورة أخيرة من فيلم ساحر أوز
لقد أعددت هذا المخطط العكسى بعد قراءة متمعنة لعمل " توم شاليز "
الفائز فى صحيفة واشنطن بوست .
عندما تصل القصة الى طول معتبر ، ينبغى على الكاتب أن يصنف الأجزاء
. وعندما تتحول القصة الى كتاب ، يجب إعطاء الفصول عناوين .
وفى الصحف والمجلات تحمل الأجزاء عناوين فرعية ، وعلى الكاتب أن
يكتب تلك العناوين بنفسه ، حتى لو لم يستخدمها الناشر .
وتكمن أهمية ذلك ، فى أن العناوين الفرعية تظهر بجلاء مفاصل العمل
للمحرر المشغول ، وتبين الأجزاء للقارىء المستعجل .
وكتابة تلك العناوين ستمتحن قدرة القارىء على تصنيف تلك الفصول ،
وعندما تكتب تلك العناوين بشكل جيد ستنكشف فى برهة البنية الشاملة
للعمل ، وتفهرس الأجزاء ، وتوفر منافذ إضافية إلى جوهر العمل .
فى العام 1994 نشر أحد المحررين الشجعان ، وهو " جين باترسون "
مقالة فى صحيفة " سانت بطرسبورج تايمز " بعنوان " من زور فى
المعركة : تجربة الحرب التكوينية .
كانت مناسبتها الذكرى الخمسين لاجتياح النورماندى ، وكان باترسون
نفسه قد شارك فى الحرب العالمية الثانية كقائد دبابة شاب تحت لواء
القائد باتون .
يبدأ باترسون مقالته الملحمية فى خضم الأحداث :
لم أرغب فى قتل الجنديين الألمانيين حين صادفتهما عن طريق الخطأ فى
وسط الشارع الرئيسى فى " جيرابرون " لقد قفزا من على دراجتيهما
الناريتين دورة كاملة فى الهواء عندما تجاوزا زاوية ، على مرمى أعمدة
النيران التى أطلقتها أسلحتى .
لقد سقطا متعثرين فى خطاهما ووقفا فى مواجهتى على بعد 20 ياردة من
فوهة المدفع والبنادق الرشاشة الخاصة بمدرعتى ، وتسمرا فى مكانيهما
لبضع ثوان بلا حراك كفريسة اخذت على حين غرة .
وظل الإطاران الأماميان لدراجتيهما الناريتين المسحوقتين يدوران فى
هدأة تلك اللحظة .
يقدم المقطع السابق سيرة مكتنزة للحرب . ومنه نستطيع استخراج خمسة
عناوين فرعية بارزة تفصل هيكل العمل :
رجل من القرن العشرين .
يقاتل مع مجموعة من الجنود الاشاوس
منبته من أرض جورجيا الامريكية
الموت العقيم
لاحظ كيف يستطيع القارىء أن يتنبأ ببنية ومحتوى مقالة باترسون من
خلال تلك العناوين وحدها ، لأ؟نها تقسم العمل الى أجزاء أكبر ، وتعطى
أسماء لتلك الأجزاء ، وتجعلها كحركة جلية تحتوى على منطق وترتيب
زمنى واضحين ، تمكن القارىء من فهم العمل وتذكره .
والى الاداة الرابعة والعشرين فى المقال القادم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قصف إسرائيلي متواصل على غزة وحصيلة القتلى الفلسطينيين تتجاوز
.. إسبانيا: في فوينلابرادا.. شرطة -رائدة- تنسج علاقات ثقة مع ال
.. من تبريز.. بدأت مراسم تشييع الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه
.. أزمة دبلوماسية -تتعمق- بين إسبانيا والأرجنتين
.. ليفربول يؤكد تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا جديدا له