الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غطيني يا سويلم وصوت زي صفية

طلال الشريف

2021 / 10 / 30
القضية الفلسطينية


باختصار شديد إنتهت أحلامنا لفترة طويلة بإقامة الدولة وتقرير المصير فقد أصبح الإحتلال إحتلالين الأول الاحتلال الاسرائيلي المباشر في الضفة الغربية والاحتلال القطري بالوكالة لقطاع غزة ، تلك هي الحقيقة التي تعمقت بمرور الوقت وطردت كل الأحلام بالإستقلال، ولا ندري إن كانت قطر وحماس قد أحسوا بخطورة ما فعلوا أم أنهم مازالوا سكرانين بخطة تمكين جماعة الإخوان في فلسطين؟ وهل اكتشفوا أن ما فعلوه وما يفعلونه قد خدم إسرائيل ومتن إحتلالها أم لا؟ ونتائج ذلك تغول المشروع الصهيوني لمسح أي فكرة أو إمكانية لتحرر الشعب الفلسطيني.

لقد عزلوا غزة عن الضفة بالتمرد المتواصل وغير المفهوم سوى الصراع التشغيلي والإلهائي للفلسطينيين وإدامة السيادة والسيطرة الاسرائيلية على غزة نفسها وليس كما قيل كذبا وتضليلا لقطر وحماس بدولة غزة، أو حتى بخطة ترامب، فالإنقلاب والانقسام ليس لتسليم الحكم أو السلطة لهذا أو ذاك بل هو إجهاض لمشروع الفلسطينيين جميعا للخلاص من الاحتلال الذي يتحول إلى احتلال مؤبد وتبخير حلم الدولة .. هذا على صعيد الأحتلال القطري بالوكالة، حتى باتت كل جهود العرب الآخرين وبعض الأوروبيين هي لإحداث توازن لمنع إنفراد حكم أو الاحتلال بالوكالة القطري لغزة، فغاب مشروع إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للفلسطينيين من العالم أجمع وحتى من الفلسطينيين أنفسهم.

في المقابل في الضفة الغربية الإحتلال صاحب القرار والسيادة والسيطرة المباشرة لم يتغير بل تحولت السلطة وأجهزتها الأمنية والادارية هي عامل مساعد لتكريس الإحتلال بقمع وإرهاب الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية خوفا من ضياع الحكم والسلطة الصورية على بعض شؤون السكان وليس سلطة على الأرض لإن الاحتلال لم يخرج منها وهذا أضعف السلطة وأضعف الشعب في مواجهة الاحتلال وأصبحت الضفة مثل غزة همها الوحيد هو عدم انتقال السلطة الوهمية لحماس تماما مثلما تخشى حماس على ضياع سلطتها أيضا الوهمية على غزة تحت الأوامر القطرية وضاعت فلسطين كل فلسطين أرضا وشعباً وتواصل تمتين وتأبيد الإحتلال الاسرائيلي المباشر وغير المباشر لينفذ ما لم يحلم به يوماً وبدل أن تنتهي إسرائيل بغزعبلات بسام جرار والمنجمين من جماعات الاسلام السياسي بنهاية دولة إسرائيل في العام 2022م فإذا بإسرائيل تعلو وإذا بفلسطين وأحلام شعبنا وأخطاء وجشع حكام الضفة وغزة تنتهي فلسطين ويتكرس الإحتلال للأبد وتضيع الأرض ويضيع الشعب وتضيع كل الأحلام أو هي في طريقها المحكوم عملياً بخيار بقاء الاحتلال وتمتينه، ومازال السكارى والفرحين بسلطات الوهم يأمل كل منهما بإنهاء الآخر وهكذا كانت اللعبة أو ما درجنا على تسميته بالمخطط بفهمنا السياسي العميق هههههه.

إنتهت اللعبة وضاع الوطن والشعب
لا تبادل للحكم لا بالانقلاب ولا بالانتخابات ولا تحررت الأرض وتوقف الجميع فرحين بما لديهم يريدون المال والحكم وقمع أي حراك بالقوة الحديدية والنارالشعب أو المعارضة أو نقد لأخطائهم وكله تحت شعار تحرير فلسطين فكرسوا الإحتلال وأضاعوا قضية عادلة.

لن تخرج قطر وحماس مما هم عليه ولن يتبدل عباس لا ديمقراطيا ولا انقلابيا فقد صنع عبابيس كثيرة تنتظر دورها والاحتلال فرغ امكانية تغيير هذا النموذج من الحكم في الضفة لصالحه حتى بوفاة عباس ولن يتغير منهج التعاون مع الاحتلال أيا كان الحاكم القادم ولن يكون في المستقبل مجلس تشريعي ولا مؤسسة حكم ولا انتخاب رئاسي بل هناك احتلال ووكلاء للإحتلال وليس حتى دولة واحدة كما يحلم البعض بل حكم جبري لمناطق الضفة ومجموعات من الناس تفصلها الحواجز يوجهها الإحتلال كما يريد وفي غزة بحكم قطري بالوكالة لإستدامة الوضع على ما عهدناه في قرابة العقد النصف الماضي.

لا ثورة ولا انقلاب عالحكم في غزة ولا ثورة ولا انقلاب عالحكم في الضفة ولا قدرة على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي مسبقا ولا حاليا أو مستقبلا .. بدكو وطن وإلا بدكو سلطة؟ .. غطيني يا سويلم وصوت زي صفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل