الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتظار

ميادة لوباني

2021 / 10 / 30
الادب والفن


انتظَرْتُها طويلا، خجلت من نفسي، اردت النهوض عن المقعد الخشبي الذي حفظ ملامحي وحركة جسدي القلقة كي أطفىء هاجسا شلّ ايقاعي وجعلني عاجزا، لماذا لا أهُبُّ وأطلق سهمي وأَتبعه حيث يطير وأرى لماذا تأخَّرَت؟ ماذا يشغلها؟ قالت دقائق وتكون هنا، لماذا اشعر اني عبيط وساذج؟ لماذا لا اهاتفها؟ ربما رسالة صغيرة تُجدي وتشفي غليلي، حتّى الانشغال بقصص الناس المارّة في هذا المكان من كرمل حيفا لم يعد يغريني، كانت يوما وجوه الناس وعيونهم تمنحني زمنا آخر من التأمل والسؤال، كنت مولعا بالنظر ورصد الحكايا والأسرار، كنت أخجل احيانا حين كانت رهينة مللي وشغفي وفضولي تصطادني وتأمرني بفظاظة الكف عن التوغل في ما لا يعنيني.

سأنتظر بضع دقائق أخر ، ستأتي كعادتها، تحمل حقيبتها، وافقتها ودفعتها للعودة الى البيت وقلت لها انتظرك هنا في هذا المكان القريب المطل على الكرمل الاخضر ، لم ادرك ان المساء غاب منذ وقت طويل ولم أعِ ان الليل بارد وان الحافلة الأخيرة تقترب من المكان.

رأيتها من بعيد تعدو، تحمل حقيبتها وشالها الأخضر الطويل، تلهث وتلوح لي بيدها ان الحق بها. التقطت عيناي طرف الحافلة الخضراء تهتز وتقبل نحونا ، قفزت من مكاني واطلقت ساقي لريح الكرمل الباردة وجعلت أعدو وهي تعدو وكلانا يلهث ويحرص ان لا يتعثر ويقع. نفخت في روحي وسدّدت خُطاي على طريق النصر . أُريد اللحاق بها ومسك يدها وشالها الأخضر الطويل، لكنها ماهرة في العدو، تعرف كيف تدير محرك الثانية والدقيقة حيث الشرارة وفتيل الحياة. أعدو ولا اقوى على اللحاق بها. حافلة بكامل كتلتها وجسمها ورائحتها تمر أمامي، تحمل وجها جميلا وشالا اخضر وحقيبة كبيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا