الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسين وجميلة ( الحلقة الخامسة)

احمد عبدول

2021 / 10 / 30
الادب والفن


طلب ياسين من ابن خاله عقيل ان يشتري له شبكة لصيد الاسماك الصغيرة المسماة (الخشني) من النهر القريب عليه فقد ورث ياسين عشق هواية صيد السمك من والده المتحدر من ناحية قلعة صالح والذي جاء الى بغداد في ستينيات القرن الماضي الى العاصمة بغداد ، بعد أسبوع كانت شبكة الصيد ذات الفتحات الصغيرة بحوزة ياسين وقد زودها بقطع صغيرة من الفلين لكي تكون بمستوى الماء ، بينما ثبت اسفلها قطع (الرصاص ) لتلامس قاع النهر .
كان ياسين يقضي معظم ساعات الظهيرة حيث ترتفع درجات الحرارة في نصب شباكه وسط النهر وانتظار ما يمكن ان يعلق بها من اسماك صغيرة ، فكانت تلك الهواية تخفف عنه وتسليه ، وتبعد عنه الهموم والمخاوف .
وبينما كان ياسين ينتظر إحدى قطع الفلين التي تعلو شباك الصيد ان تتحرك ايذانا بصيد سمكة ، واذا به يستمع لأصوات تقترب منه اخذ يستدير وإذا بمجموعة من النسوة يركبن الحمير وهن في طريقهن الى الضفة الأخرى للنهر سارع لارتداء ثيابه وهو يطيل النظر وقد انتبهت النسوة لوجوده قال في داخله لا بد ان هؤلاء النسوة سوف يسلكن ذات الطريق بعد عودتهن. بعد اقل من ثلاثة ساعات ، تناهى لسمعه صوتهن مجدد قام منتصبا وسكارة السومر (سن طويل) في يده ، واخذ يتطلع اليهن وقد اقتربن من الجسر المصنوع من الخشب والذي كان بدون سياج جانبي فرحن يعبرن وهن يحملن على ظهور الحمير أكياس كبيرة من علف المواشي البرسيم بالإضافة الى الخضراوات .
كانت أنظار ياسين مشدودة الى احداهن وهي تتوسط صويحباتها ، كانت شابة فاتنة انسته انه في وضع لا يؤهله للتعرف على اي بنت .
عاد ياسين وقد جمع له عدد من أعواد القصب المتيبسة واخذ يشوى له بعض الأسماك الصغيرة بعد ان قام ببقر بطونها وغسلها بالماء ومن ثم نثر داخلها قليلا من الملح في تلك الإثناء وصل خاله دواي وولده حميد اخذ خاله يضحك بصوت عال وهو يقول : اليوم غداك زوري زلمة معدل
رد ياسين قائلا : ثلثين الوله من خاله
جلس الجميع وهم يستمتعون بالطعام الذي أعده لهم ياسين الذي افتخر به خاله كونه يحسن كل شيء
في اليوم التالي استيقظ ياسين بشكل متأخر شرب قدحا من الشاي وتناول قطعة صغيرة من الجبن ثم هم بالتوجه للنهر لم يجد شيئا في شبكته قرر ان يرفعها من النهر ثم يقوم بنصبها في مكان اخر لكنه فكر انه اذا ما ابتعد عن المكان فسوف لن يصادف النسوة اللواتي تركت فيه أحداهن شيئا لا يعرف حقيقته .
أبصر ياسين حميد يتجه نحوه ففرح كثيرا تصافح الاثنان ثم جلسا خارج المخبأ وأخذا يتبادلان إطراف الحديث راح ياسين يسأله عن أخبار والده ووالدته وأخواته فأكد له حميد ان الامور جيدة وما عليهم سوى ان ينتظروا وان لا يتسرعوا بأي اتصال .
هم ياسين مسرعا واخذ ينتظر قدوم النسوة لم تمض سوى دقائق وإذا بهن يقبلن اتجاه الجسر اخذ ياسين يقترب منهن رويدا رويدا لكي يلقي عليهن بالسلام فترد سلامه تلك المرأة التي لفتت انتباهه، وهو ما حدث عندما صارت شابة بعينين ملونتين تلبس العباءة وقد تدلت خصل من شعرها الذهبي على جبينها وجها لوجه مع ياسين الذي أطال النظر إليها وقد بدا عليها الحياء والارتباك ، شعر ياسين بشعور لم يألفه من قبل واخذ يقول: في نفسه لعله الحب الذي اسمع به من قبل .
سألت (انعام ) التي فقدت زوجها بعد شهر من زواجها في معارك نهر الكارون ، عن ذلك الشاب الغريب الذي اخذ يطيل النظر إليهن لا سيما (جميلة) قالت امل : يمكن يشتغل عد الحاج دواي
ردت الاخرى :
بس ولا شال عينه عن جميلة ؟
بينما أطرقت جميلة الى الأرض وبانت على محياها إمارات الحياء

سرح الخيال بعيدا بياسين وهو ملقى على سريره وسط سكون قاتل لا يتخلله سوى صوت المروحة الأرضية المثبتة على طاولة خشبية وهي تتجه نحو الشمال تارة وتارة نحو اليمين .
مضت ثلاثة أيام ولم يصادف ياسين النسوة الذي اخذ ينتظر قدومهن بفارغ الصبر وقد سلبت أحداهن فؤاده وطارت بلبه ، في اليوم الرابع وعند الساعة الخامسة عصرا تفاجأ ياسين بالنسوة وهن يعبرن الجسر وقد قدمن من الجهة المقابلة للجسر استغرب كثيرا لكنه سرعان ما استنتج بان هناك جسرا اخر مثبت على هذا النهر كن قد سلكنه خلال الأيام الماضية
أخذت جميلة تعدل رداء رأسها (الشال) وهي تتوسط حمارها لكنه انزلق من يدها الى أسفل النهر عندها ارتفع صوتها وهي تقول
: اشلون بنات شالي وكع بالماي
ثم سارعت برفع عباءتها للأعلى لتغطي شعرها انتهزها ياسين فرصة وقفز الى النهر دون ان يخلع ثيابه ثم تناول الشال من الماء والنسوة ينظرن اليه وقد اكبرن فيه تلك الغيرة اقترب ياسين من صاحبة الرداء وأعطاه إياها وهو يقول
: تفضلي
قالت أمل :اخذي جميلة وكلي للرجال شكرا
رد ياسين :هذا واجب
عرف ياسين اسم تلك الفاتنة التي شغلت فؤاده ، سألته (انعام) عن عمله فأكد لها بأنه مزارع يعمل في بستان الحاج دواي وقد قدم من احد محافظات العراق وهو يرفع إطراف ثيابه السفلي المبتلة خوفا من ان تلامس التراب رحبن به كثيرا ثم واصلن مسيرهن اتجاه المدينة
لم تستطع ام ياسين ان تصبر أكثر على فراق ولدها فهي لم تره منذ تسعة أشهر فاتحت زوجها بضرورة رؤية ولدها بأسرع وقت فقد نفذ صبرها وما عليه الا ان يقوم بالاتصال بحميد عبر هاتف خارجي خوفا ان يكون الهاتف مراقب من قبل عناصر الأمن ، لغرض التحضير لزيارة عمته في الأيام القليلة القادمة ، في اليوم التالي قصد ابو ياسين إحدى المحال التجارية التي كان يعرف صاحبها ويثق به ، اخرج ابو ياسين قصاصة ورقية من جيبهد ثبت عليها رقم هاتف الحاج دواي رن الهاتف وبعد قليل كان حميد يرد على زوج عمته اخذ ابو ياسين يكلمه بصوت خافت وقد انشغل صاحب الأسواق بالحديث مع صديق له خارجها اطمأن والد ياسين على أوضاع ولده ثم وضح لحميد بأن عمته تريد ان تأتي لزيارة ولدها بأسرع وقت فقد نفذ صبرها ولم تعد تحتمل فراقه . فوعده حميد خيرا وهو يقول
: اشوف الوالد ورجعلك خبر


اتصل أبو ياسين بعد مرور يومين بحميد من نفس الأسواق فوجد حميد يؤكد له ان الأمور على ما يرام ولا يوجد أي أمر يحول بين زيارة عمته لولدها
ما ان قدم أبو ياسين واخبر زوجته بأنه بان أخوال ياسين ينتظرون قدومها وان الأمور تسير على ما يرام حتى طارت إلام وبناتها فرحا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى