الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة (الجزيرة الفضائية ) في ذكرى تأسيسها ال (25)

ابراهيم خليل العلاف

2021 / 10 / 31
الصحافة والاعلام


استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ومما يجب علينا تأكيده ، ونحن نحتفل بالذكرى ال(25) لتأسيس قناة الجزيرة الفضائية من العاصمة القطرية ( الدوحة) انها القناة العربية الاولى التي ذاع صيتها وانتشر تأثيرها ليس على صعيد الوطن العربي وبلدان الشرق الاوسط وانما في العالم كله ولعل السبب في ذلك يرجع الى الاساس العلمي الاعلامي المتين الذي بنيت عليه القناة وطريقة اختيار العاملين فيها وانفتاحها على نخبة من المثقفين والمبدعين العرب والاجانب واعتمادها عليهم وبدون اية قيود وشروط ، واضرب من نفسي مثلا فلي مع قناة الجزيرة أكثر من وشيجة وقد تحدثت في بعض برامجها كما كتبت لها ولمركز بحوثها اكثر من مادة وهو ما اتشرف به واعتز وما قدمته لها متاح على الشبكة العالمية للمعلومات – الانترنت .

ويقينا ان من يريد ان يكتب تاريخ الجزيرة ويقف عند دورها وتأثيرها الاعلامي والثقافي والاجتماعي عليه ان يعود الى وثائقها الاولى ويتفحص هذه الوثائق ويحللها للوقوف عند كل ملامح التأسيس واداء الوظيفة وحجم التأثير ولازلت اتذكر ان عددا من رؤساء الدول ومسؤولي دوائر مخابرات اشتكوا من قناة الجزيرة وحجم تأثيرها في اوساط شعوبهم وهذا دليل قوة تأثيرها .

قناة الجزيرة وبالعودة الى بعض المدونات التاريخية ومنها ما كتبته الانسكلوبيديات ومنها مثلا انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية ورابطها التالي :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_(%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9)
يكتشف حقيقة مهمة تتعلق بتأسيس القناة فالقناة حكومية تابعة لشبكة الجزيرة الاعلامية العائدة للدولة القطرية وهي قناة اخبارية اعلامية مصورة تأسست في الاول من نوفمبر – تشرين الثاني سنة 1996 وابتدأت بمنحة مالية قدرها ( 150) مليونا من الدولارات قدمها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني . ومعنى هذا اننا نحتفل اليوم بيوبيلها الفضي وحسب ما هو متعارف عليه في دول الغرب . وسبب تسميتها ب(الجزيرة) يرجع الى انها تنطلق من جزيرة قطر .وقد جرت مسابقة لاختيار شعار للقناة وهو الشعار الحالي الفائز في المسابقة وهو كتابة اسم (الجزيرة ) بالخط الديواني العربي الذي يظهر كزخرفة على شكل كمثرى .

وقناة الجزيرة اليوم ليست قناة اخبارية وانما هي قناة للأخبار والثقافة والاقتصاد والفكر والادب والفلسفة والعلوم وتتحدث بلغات عديدة كما ان لها منافذ وكوى يجعل من يتابعها يتابع ما يجري في العالم ان كان ذلك على مستوى الحدث السياسي ، أو الحدث الاقتصادي أو الحدث الاجتماعي أو الحدث الثقافي والعلمي ، وهي كما اراها (مدرسة) في الاعلام والثقافة ومن يتابعها يجد زيادة في عقله وفكره وتوجهاته وهذا ينبع من علميتها وحياديتها وتقديمها المادة الاعلامية بطريقة علمية احترافية واضحة جدا .
ما يأخذه البعض على قناة الجزيرة انها تفسح مجالا للرأي الآخر او ما قد يراه البعض الرأي المضاد لما هو سائد ، وهذا التوجه محمود ومهم وضروي كم نحن في الوطن العربي بحاجة اليه مع انني ارى ان من الضرورة بمكان ان تعكس القناة التوجه القومي العربي وتقلل من التوجه الديني الاسلامي ويقينا انها وفي ضوء اضمحلال الظاهرة الاسلاموية السياسية وبروز الظاهرة القومية وحتى الليبرالية ستعكس القناة واقع حال الامة وهذا شيء طبيعي فالقناة لا يمكن الا ان تعكس الواقع ولكن بشيء من نشر فكر التقدم والحرية والتنوير وهو ما نريده ونطمح اليه من قناة الجزيرة ومن كل وسائل الاعلام المتوفرة التي تنطلق وتتوجه الى جماهير شعبنا في الوطن العربي .

انا شخصيا اعتمد على قناة الجزيرة وهي تصول وتجول في انحاء العالم وبشكل خاص في الشرق الاوسط والوطن العربي وما تنشره وما يصدر عن مركز البحوث فيها يعد اليوم من المصادر الاساسية لتكوين الصورة الواضحة لما يجري في العالم وقد تأكد لنا هذا من متابعتها لما حدث في الولايات المتحدة وافغانستان والعراق والخليج العربي وفي فلسطين المحتلة .كانت الجزيرة من خلال مراسليها وموفديها في كل مكان كانت في العراق واليمن ومصر وتونس وليبيا والجزائر والخليج العربي وكانت السباقة في نقل ما يحدث وبطريقة المصور الفوتوغرافي الذي ينقل الحدث كما وقع . ولاننسى ما قدمته وتقدمه مثلا قناة الجزيرة الوثائقية من تقارير ومتابعات ومعلومات على صعيد مناحي الحياة المختلفة . كما يجب ان نثمن ما يقدمه مركز البحوث من دراسات وبحوث ذات قيمة اكاديمية وعلمية وثقافية رصينة ودقيقة .

ومما ينبغي علي ذكره ان قناة الجزيرة صارت اليوم تنافس القنوات العالمية والامريكية والفرنسية والبريطانية على وجه الخصوص فنسختها لا تصدر بالعربية بل باللغتين العربية والانكليزية مع توفير ترجمة احترافية ترافقها لغة الاشارة ايضا وهذا مما يجعلها معتمدة وموثوقة .كما ان التغطية التي تقدمها لما ينعقد من مؤتمرات ولما ينظم من مباريات رياضية او مهرجانات سينمائية او معارض تشكيلها او مؤتمرات صحفية تعطيها قيمة اعلامية رفيعة ومؤثرة .

منذ انطلاقها سنة 1996 وحتى سنة 2001 كانت القناة تبث من دون اية اعلانات وسرعان ما توفر لها الاكتفاء الذاتي وبدأت تعتمد على نفسها في تمويل نفسها لكن هذا لا يعني انعدام الدعم المالي السنوي للقناة والهدف هو ان تترسخ اقدامها على الساحة الاعلامية العالمية وهكذا القناة اليوم مكتفية ذاتيا ولها تعاملاتها الاعلامية التجارية والاعلانات تمول جزءا من نفقاتها .

ولقناة الجزيرة او بالأحرى شبكة الجزيرة مجلس ادارة ومدير عام ونائب للمدير العام ومدير تنفيذي ورئيسا لتحرير الاخبار ومدراء للأقسام ومحررين ومذيعين ومراسلين وموظفين آخرين . وغالبا ما تغير الشبكة في هيكليتها وفقا للتطورات ورغبة في اضافة دماء جديدة اليها من العاملين .ومن يعمل في الجزيرة يتمتع بكفاءة شخصية وعلمية وثقافية عالية المستوى فضلا عن الاتقان التام للغة العربية وللغات الحية والقناة لا تقتصر على القطريين بل هي مفتوحة لكل الكفاءات المتميزة سواء كانوا قطريين ام عرب ام اجانب . ومن المذيعين المعروفين فيها الاستاذ جمال ريان ( فلسطيني) والاستاذ عبد القادر عياض (جزائري) والاستاذة خديجة بن قنة (جزائرية ) والاستاذة ليلى الشيخلي (عراقية) والاستاذة ايمان عياد (فلسطينية) والاستاذة فيروز زياني (جزائرية ) والاستاذ احمد بشتو ( مصري) والاستاذ هيثم ابو صالح ( لبناني) والاستاذ عبد الصمد ناصر (مغربي) والاستاذ محمد كريشان (تونسي) والاستاذ حسن جمول (لبناني) وغيرهم .

ولا يمكن ان ننسى بعض الرواد ممن عمل في قناة الجزيرة من مذيعين ومراسلين منهم الشهيد الاستاذ طارق ايوب (فلسطيني ) و(سامي الحاج (سوداني ) و(عبد العظيم محمد (عراقي) وعاصم الغامدي (سعودي) وعلي حسن الجابر (قطري) ولطفي حجي (تونسي) ووليد العمري(فلسطيني) وأخرون .

قناة الجزيرة تعد من المصادر الموثوقة التي يحتاجها المواطن والباحث والمهتم الذي يبحث عن معلومة قد تخالف المعلومة التي تقدمها له وسيلة اعلام دولته وعندما يسمع خبرا من قناة الجزيرة فمن المؤكد انه يقارنه بما يتوفر لديه من قنوات اخرى وبهذا فهو يُعمل فكره للوصول الى الحقيقة قدر الامكان .وما يعجبني في قناة الجزيرة طريقة تحرير الخبر فلا لف ولا دوران ، وانما تقدم الخبر مقرونا بالزمان والمكان لذلك اجد ان قناة الجزيرة اليوم باتت تتمتع بموثوقية تجعل عددا من القنوات الاجنبية المتناظرة ، واستنادا الى اتفاقيات، تعتمد على ما تقدمه قناة الجزيرة .

ومما اراه مهما في قناة الجزيرة اهتمامها بمبادئ حقوق الانسان ، وحرية الفكر وطريقة تغطية الصحفيين للخبر .ولقناة الجزيرة قنوات متخصصة للبث المباشر وباللغة الانكليزية وبالرياضة .ومن المؤكد ان عدد من يتابع قناة الجزيرة ، يزداد يوما بعد آخر . وثمة احصائية تقول ان عدد من يشاهد الجزيرة في العالم يصل الى ال (100) مليون مشاهد . ومما زاد في الاقبال على قناة الجزيرة انها تبث ايضا ، ومجانا على شبكة المعلومات العالمية – الانترنت .
من برامج الجزيرة : الجزيرة هذا الصباح - للقصة بقية – تأملات- الاتجاه المعاكس – الجانب الاخر – المتحري – نشرتكم – حياة ذكية – مراسلو الجزيرة – اكثر من رأي – بلا حدود – الشريعة والحياة – تحت المجهر – حوار مفتوح –زيارة خاصة –سري للغاية – شاهد على العصر – في العمق – ماوراء الخبر – يحكى ان – فوق السلطة – ايجاز ، بكسر التاء ، وغيرها من البرامج .

ومن المناسب القول ان هناك قنوات لابل حكومات تنظر بعدم ارتياح الى ما تقدمه قناة الجزيرة لكن قناة الجزيرة مستمرة في حث الخطى وغذ السير وطموحها لا يقف عند حد فهي تجدد نفسها دوما وهناك خططا منها اطلاقها بلغات غير العربية والانكليزية كما ان هناك خططا لإصدار جريدة دولية فضلا عن انها تمتلك مركزا للبحث العلمي هو مركز الجزيرة للدراسات وتسهم القناة في نشر الوعي وزيادة عدد من يؤمن بفكرتي التقدم والحرية في العالم فهي – بحق – قناة تنويرية ونطمح جميعا ان تتوسع بهذا المنحى اتمنى لقناة الجزيرة وهي تحتفل بعيدها ال(25) التقدم والتوفيق والبهاء والازدهار خدمة لحركة الاعلام العربي الحر الذي نحن بحاجة ماسة اليه في هذه المرحلة المهمة والحساسة من تاريخنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟