الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير)

سامي عبد الحميد

2021 / 11 / 2
الادب والفن


1-2
تحل هذه الأيام الذكرى الأربعمئة لوفاة الشاعرالدرامي الكبير(وليام شكسبير) . ويحتفل المسرحيون في أنحاء العالم بهذه الذكرى العطرة. وفي الدورة 35 لمؤتمر الهيئة الدولية للمسرح ITI ستقدم مسرحيته الغرائبية (العاصفة) ولكن ليس بنصها المنطوق وانما بالتعبير الجسدي للممثلين. وقبل أيام احتفل مهرجان (على بن عياد) في تونس بتلك الذكرى حيث قدمت فيه اعمال مختلفة من تراجيدياته وكوميدياته عرضتها مجموعات من الطلبة التونسيين ومجموعات محترفة من عدد من البلدان العربية.
ومثلما اهتمت المسارح في شتى انحاء الدنيا بمسرحيات شكسبير فقد فعل المسرح العراقي فعله معها ومن بدايات القرن العشرين وحتى اليوم. وقد شاهد المتفرجون اولاً (تاجر البندقية) و(يوليوس قيصر) وتلتها (هاملت، وعطيل ثم ماكبث، وحلم ليلة صيف وروميو وجوليت والملك ليروالعاصفة واخيراً ماكبث) قدمت بعنوان (حصان الدم) وبإعداد قاصر. ولا أعتقد ان مسرحاً في أي بلد لم يضع في برنامجه تقديم احدى مسرحيات شكسبير وفي موسم من مواسمه. لعل ما كتب عن شاعر المسرح الإنجليزي وليم شكسبير يفوق – ان امكن حصره – ماكتب عن أي فرد في تاريخ البشرية، فقد اصبح شكسبير بعد موته بعشرات السنين اسطورة يساهم فيها بنو وطنه واهل بلدته خاصة بكل ما هو عجيب مغرّب. واتسعت رقعة الأسطورة لتشمل شهرتها أوروبا وأميركا وبرز اسمه في الشرق.
فلم هذا الاهتمام بمسرح شكسبير؟
اولاً: لكون مضامين مسرحياته لها إنسانية في أبعادها العميقة. ففي (ماكبث) هناك (ثيمة) الطموح غير المشروع بقتل صاحبه. وفي (الملك لير) هناك عقوق الأبناء او خَرف السلطة وفي (عطيل) هناك التمييز العنصري، والغيرة القتالة. وفي (هاملت) هناك النزاع على السلطة والخيانة والأخذ بالثأر.
وفي (تاجر البندقية) هناك التعصب الديني والابتزاز والحقد وقسوة القلب. وفي (يوليوس قيصر) هناك نكران الجميل والنزاع على السلطة. وفي (تيتوس اندرونيكوس) هناك استغراق الطاغية في سفك الدماء وفي (روميو وجوليت) هناك مأساة التقاليد الباليه والتعصب الفئوي. وتكاد معظم مسرحيات شكسبير الكوميدية تتعرض للحب ومفارقاته وتناقضاته كما في (حلم ليلة منتصف صيف) و(كوميديا الأخطاء) و(كما تحب) وغيرها.
ثانيا: لصياغته المحكمة لعناصر الدراما وتحقيق عوامل الترقب والتشويق وتأجيج الصراع بين (الشخصية الموجبة – لبروتاغونست) و(الشخصية السالبة – انتاغونست). ومناصري كل منها. ففي (عطيل) بين (القائد الغربي –عطيل) و(احد ضباطه – ياغو) وفي (هاملت) بين (الأمير هاملت) و(عمه كلوديوس) وفي (تاجر البندقية) بين (المرابي اليهودي شايلوك) و(التاجر – أنطونيو) وهكذا. ومن دواعي التشويق والترقب التزام شكسبير بالبناء الدرامي الهرمي لأحداث المسرحية ابتداءً من الاستهلاك ومروراً بالتعقيد وصعوداً الى ذروة الصراع ثم نقطة التحول ونزولاً الى الحل. ولعل التزام مبدأ (السبب والنتيجة) أي (التبرير) من عوامل تحقيق الترقب والتشويق ، فالمتفرج يبقى متشوقاً لما يفعله (هاملت) عندما يعرف بأن (عمه) وبالاتفاق مع (أمه) قد اغتالا (أباه). ويبقى مترقباً لما سيفعله (عطيل) عندما سمم (ياغو) فكره بأن زوجته (دزدمونة) قد خانته مع (كاسيو)، وماذا سيفعل (الملك لير) عندما تصدقه ابنته الصغرى (كورديليا) القول عندما طلب منها رأيها به فتقول له (لا شيء) بعكس شقيقتيها الكبرى والوسطى اللتين راحتا تكيلان له المديح تزلفاً ورياءً ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي