الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسر اللَّوْز 14

علي دريوسي

2021 / 10 / 31
الادب والفن


كتبت إيمان لي تفاصيل كثيرة عن زوجها الثاني، عمّار، بعضها لن أبوح لكم بها لأنها فعلاً شديدة الخصوصية والحساسية، كان عمّار يقضي بالتناوب يومين في الأسبوع في بيت إيمان ويومين آخرين في بيته الأول في قرية تبعد حوالي عشرين كيلو متراً عن مكان عمله. درس عمّار، أبو أيمن، الهندسة الزراعية وتم تعيينه في مديرية الزراعة في المدينة ثم استلم لاحقاً رئاسة الوحدة الإرشادية في قرية جسر اللوز والتي تقدم خدماتها لأكثر من عشر قرى مجاورة. كان مبنى الوحدة يقع مقابل المستوصف الصحي مكان عمل الدكتورة إيمان.
كانت تكتب لي بسخرية لطيفة: بيني وبينه عشرون سنة بالعمر ومئة سنة بالتفكير، لكننا متفقين جسدياً ونفسياً، هو طيب وبسيط وحنون، يحب ابني لكثرة ما يحبني. لكنه لايفهم عدم معرفتي بالزراعة وبأشكال المزروعات، لا يستوعب عدم محبتي لهذا العمل. استطاع أن يحولني لفلاحة ولأني أحببته وقتها وافقت. يشتغل حوالي خمس عشرة ساعة باليوم ولايتعب. وعندما يطلب مساعدتي وأتعب بسرعة يستغرب. أنا زوجته الثانية لحسن الحظ. لديه من زوجته الأولى بنتان وأربع صبيان. أصغرهم بعمر العشرين. أربعة منهم متزوجون. ولديه مني صبي وقد أُنجب له بنتاً حلوة مثلي إذا بقي يحبني. والجميع هناك متعلق بابني، بأخيهم الصغير، وأولاده يحبونني كثيراً، وحتى امرأته، فهي تعاملني بلطف وتحسب حسابي من المؤونة كأنني ابنتها. ضرتي مريضة للأسف، ولم يكن بينها وبين أبو أيمن علاقة جنسية، وعندما أحببته لم أعلم أنه متزوج، وعندما علمت ذلك غيرت رأيي، لكنني ضعفت بعد أربعة أشهر من الوحدة، وتم الأمر. كان في عمر التماسك والقوة وأنا في حالة هشاشة فقدتُ حماية المجتمع، مطلقة، والحب ممنوع للأمهات والمطلقات حديثاً. حين ينتشر الفقر في أرض ما لسبب ما وتعم الفاقة ويختل التوازن بين عدد الرجال وعدد النساء حينها لا أرى مانعاً أن تتقونن ظاهرة تعدد الأزواج أو الزوجات في المجتمع. هذا يعني أنه بإمكان الرجل/المرأة القادر/ة مالياً وجسدياً أن يتحمل/تتحمل مسؤولية أربع زوجات/ أربعة أزواج، شريطة الموافقة الطوعية للطرفين الراشدين. الحياة قصيرة وجميلة يا أحمد ومن حق كل الناس العيش والتمتع والحماية.
أبو أيمن يزرع كل شيء، لانحتاج الراتب الشهري إلا للأشياء التي لاتُزرع. يشتغل كثيراً، يُشرف على زراعة البيوت البلاستيكية عند بعض المستثمرين. يعمل في صيدلية أدوية زراعية عشر ساعات في الأسبوع. أما أنا فأبيع الملوخية بعد زراعتها وقطفها والفليفلة والنعناع والباذنجان ... كل شيء، وهذا العمل متعب جداً. نحن لانجوع، لكن ليس لدينا نقود. عندما أزور أهلي مثلاً أنكسر لشهر كامل. أعتبر نفسي سعيدة مقارنة بحياتي مع ماهر، زوجي الأول. أبو أيمن سندي. نشتغل سوية ونشرب المتة أثناء العمل ونغني، الجيران يحسدوننا، في الليل نمارس الجنس رغم الحرب، وأحياناً أسكر بعد كأسين من العرق البلدي، أرقص له وأتحرك كما يشتهي، بينما يبقى هو على كأسه الأولى، يخاف فقدان التوازن قبل أن يسعدني بالجنس.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا