الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية في 6 تشرين الثاني /نوفمبر ( استعادة النظام البيئي , مهمة عالمية )

عادل عبد الزهرة شبيب

2021 / 11 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سبق وان اعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها المرقم ( 4/56 / RES / A ) والمؤرخ في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2001 , يوم 6 تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام بوصفه اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية . ويلاحظ دائما ان الناس والجهات المعنية يحصون دائما خسائر الحروب بعدد القتلى والجرحى بين الجنود والمدنيين وبما تم تدميره من مدن , ولا يتم تناول البيئة وما تتعرض له من دمار بسبب العمليات العسكرية والحروب , حيث يجري تلويث آبار المياه ويتم حرق المحاصيل والغابات وقتل الحيوانات المختلفة من اجل المكاسب العسكرية . وتشير تقارير الأمم المتحدة الخاصة بالبيئة الى ان ما لا يقل عن 40 في المئة من الصراعات الداخلية خلال السنوات الستين الماضية كانت مرتبطة باستغلال الموارد الطبيعية . وتولي الأمم المتحدة اهمية كبيرة لضمان ادخال العمل المتعلق بالبيئة في الخطط الشاملة لمنع نشوب النزاعات وحفظ السلام وبناءه لأنه لا يمكن ان يكون هناك سلام دائم اذا دمرت الموارد الطبيعية التي تدعم سبل العيش .
في السابع والعشرين من أيار / مايو 2016 اعتمدت جمعية الأمم المتحدة للبيئة قرارا اعترفت فيه بدور النظم البيئية السليمة والموارد المدارة بشكل مستدام في الحد من مخاطر النزاعات المسلحة واعادت تأكيد التزامها القوي بالتنفيذ الكامل لأهداف التنمية المستدامة المدرجة في قرار الجمعية العامة ( 1 / 70 ) المعنون (( تحويل عالمنا : خطة التنمية المستدامة لعام 2030 )) , كما تشير التقارير الى انه في كل ثلاث ثوان يفقد العالم من الغابات ما يساوي ملعب كرة قدم , وعلى مدى القرن الماضي تم تدمير نصف الأراضي الرطبة وفقدنا نحو 50 في المئة من الشعاب المرجانية ويمكن ان نفقد ما يصل الى 90 في المئة منها بحلول عام 2050 .
ونتيجة للدمار الذي تعرضت له البيئة من قبل الانسان فإن اليوم العالمي للبيئة يركز على استعادة النظام البيئي تحت شعار (( اعادة التصور ,اعادة الانشاء , الاستعادة )) , وترى الأمم المتحدة ان استعادة النظام البيئي تعني منع ذلك الضرر الذي يلحق بالبيئة وتغيير عواقبه انتقالا من استغلال الطبيعة الى علاجها وان استعادة النظام البيئي هي مهمة عالمية لإحياء مليارات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية من اعالي الجبال الى اعماق البحار .
وفيما يتعلق بالعراق فقد اهلكت معارك الحرب العراقية – الايرانية عام 1980 – 1988 بساتين منطقة مندلي بشكل خاص في محافظة ديالى. اما محافظة البصرة في جنوب العراق فقد ساهمت الحرب العراقية - الايرانية في تدمير شبه كامل لأكبر غابات النخيل في العالم تلك الممتدة على طول شط العرب حيث احالت القذائف الايرانية ملايين النخلات الى جذوع محترقة, الى جانب تأثير ملوحة الأراضي المتزايدة والناتجة من خلال قيام السلطات العراقية ابان الحرب مع ايران بردم اكبر اقنية للتصريف الطبيعي للمياه الممتدة ما بين شط العرب وبساتين النخيل وذلك لتهيئة الآرض لحركة المدرعات والمدفعية وعجلات القوات المسلحة المتمركزة في المنطقة . كما ساهمت احداث غزو العراق للكويت ومن ثم انسحاب الجيش العراقي بعد هزيمته في عام 1991 في صب المزيد من النار على بساتين النخيل والتي استخدمها المقاتلون الثائرون على نظام صدام المقبور كمناطق اختباء لهم وهذا جعلها هدفا لقوات النظام مما الحق الضرر الكبير في بساتين البصرة ومزارعها . كما تعرضت كذلك بساتين النخيل الممتدة ما بين مدينة الحلة وقضاء الهاشمية وعلى طول مسافة 34 كم تبلغها المسافة بين المدينتين حيث كانت بساتين النخيل تمتد على الطريق المحاذي لنهر الحلة , وبسبب عدم ولاء اهل المنطقة لنظام صدام آنذاك أمر الحاكم العسكري لمنطقة بابل بعد الأحداث بتسوية قرابة نصف مليون نخلة مع الأرض الممتدة ما بين المدينتين . ونتيجة للدمار الكبير الذي لحق ببساتين النخيل في مناطق مختلفة من العراق , اصبحت منطقة النخيل الأكبر في العالم سابقا تستورد التمور اليوم من ايران والسعودية والامارات . كما قام داعش الارهابي بحرق مزارع الحنطة والشعير وغيرها ملحقا الضرر الكبير بالبيئة العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق