الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفن من أجل الفن

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 11 / 2
الادب والفن


الفن و الأدب ليسا موقفاً سياسياً . يمكننا توثيق الواقع من خلال رواية من خلال بطلها عن الفترة الزمنية التي كتبت فها ، كما يمكننا أن نطرب بموسيقا، أو أغنية طرب ليس فيها معنى سوى بعض كلمات الحبّ .خلطنا أوراقنا اليوم فأصبحنا نضع الفنان أو الكاتب في الغربال ، ونحكم عليه وفقاً لموقفه، أو موقعه السياسي .
لا مكان في أوطاننا لفن، أو أدب لا يجامل السلطة، أو السلطة البديلة ، ومع هذا فإن هناك من يقدّم أداء جميلاً في الغناء ، أو الكتابة .
كانت أم كلثوم مع السلطة ، لكن الكثير من الناس سمعوا أغنياتها عن الحب ، وطربوا معها، وكذلك فيروز ، فإذا استثنيت الأناشيد الوطنية لها ستطرب بجارة الودي مثلاً ، وكذلك صباح فخري الذي كان يقف أمام المكرفون لساعات ، ولم يؤثّر على فنّه شيء إلا عندما حاول الرّقص .
كان نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس مع السلطة ، ورغم أن محفوظ حاز على جائزة نوبل إلا أنني أستطيع أن أقرأ أكثر لإحسان عبد القدوس ، ورغم أنني لست معجبة بدريد لحام فنياً، فقد أدهشتني أغنيته في الستينيات شو عليه ، وكذلك عادل إمام ، و إذا استثنينا الكتاب و الفنانين الملتزمين فإننا نقرأ ,نسمع أحياناً شيئاً حقيقياً . إذا كنّا سوف نقرأ ، أو نسمع الأخبار السياسية على شكل أدب، أو فن فإننا سوف نمتنع عن القراءة و الكتابة .
لكن يجري تلغيم الحقائق دائماً بموقف سياسي ، و آخرها كان صباح فخري المتّهم أنه مع الأسد. هل كان مطلوباً من صباح فخري أن يثور ، ولا ينتخب الأسد؟ صباح فخري ليس جورج قرداحي فجورج في النهاية عبد المأمور من م بي سي ، لكنه على النطاق السياسي أسديّ حتى الثمالة ، وهو ليس فناناً ، ولا كاتباً، ولا جديد في موقفه. لقد شارك السشيوعيين و القومين و البعثيين صوره ، وسموه " البطل" ، ولن نستبعد صفقة سعودية إيرانية تسامح من خلالها البطل. هذا البطل سياسي، حتى نزار قباني سياسي .
هناك من تطاول على الأدب و الفن فبعض الفنانين و الفنانات يمارسون الفشل لأنّ الواسطة كانت سبب ممارستهم .
كنت أقرأ اليوم عن رأي شخص بالنظام ، وهو إعلامي نظام سابق يعيش في أمريكا . استمر في عمله حتى التّقاعد ، و اليوم يضرب علينا وطنيات. وهناك ثائر عاثر الحظ يكتب قصائد، أردت أن أبعد الحكم المسبق عنه، ولم أتمكن من قراءة أكثر من سطر له.
إذا كنت تعيش في سورية ، ولديك بعض الموهبة . ألا تفعل المستحيل كي تأخذ فرصة؟
اليوم هناك علاقات متداخلة بين السّوريين ، والجميع يتمنى الرحيل ، وإذا كان أحدهم انتخب الأسد فإنه ليس بالضرورة أن يكون مجرماً . هو ليس له مكان آخر . هناك أسماء بعينها مثل سوزان نجم الدين مثلاً أتت إلى الفن على سمعة أبيها مداح الأسد في البرلمان، ومن شابه أباه ماظلم، وهؤلاء ينتهي كيانهم مع انتهاء النظام.
لو قيّمنا أدب الجوائز ، و الأدب المهمّش و أعطينا رأياً أدبياً ، أو سمعنا صباح فخري وقلنا غنى بشكل جميل ، وتناسينا المواقف السياسية، فهؤلاء لم يستعملوا الرصاص. أرادوا الاستمرار فقط. تقيين الأدب أدبياً، و الفنّ فنياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية