الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح عراقي في سيدني

واصف شنون

2006 / 8 / 24
الادب والفن


قدمت فرقة أوروك للتمثيل ،والتي تشكلت حديثا ً في سيدني كبرى المدن الاسترالية ، عملا ً مسرحيا ً بعنوان (الرسالة الثانية )كاتبها الفنان عباس الحربي ومخرجها الفنان منير العبيدي ...
عباس الحربي وصل حديثا ً لأستراليا من الأردن ويبدو إن حب المسرح غالبه الأول ،فلم يتوانى حتى إستلهم وصول فنانة عراقية متميزة الى سيدني (سهام السبتي )ليبلور نصه المسرحي الذي إعتمد واقعية سحرية ،فقد وّظف الكيان المعاش الأني لـ(ممثلة ) مهاجرة مع دور قديم كانت قد أدته بنجاح قبل أربعين عام مع شخصية مشخصنة لـ حلاق طيب هو( الحاج راضي ) متخيلة في زمن يصر الكثير من العراقيين على أنه زمان الطيبة والوئام والسكينة والبساطة ،لأن الدراما الكوميدية كانت تريد القهقهة والنقد الإجتماعي العابر ،بينما كان المجتمع العراقي محصورا ً بين إنقلابات العساكر والسجون والشعارات القومية التي طالما حبلت هواء ً ..،لعباس الحربي خلطة مسرحية لايهان بها فقد إنتقل من من واقع معاش الى واقع سحري وذلك حين وظّف الروبوت كأداة مسرحية للبحث عن الطيبة المتبقية في بلاد منهوبة مهتوكة معرضة للزوال ،وهذا هو نوع من الحنين الذي تحتاج اليه المغتربات العراقية .
قام منير العبيدي مخرج العمل بإنجاز لايمكن غض النظر عنه لكل مهتم بامر الثقافة العراقية في سيدني واستراليا ،فقد إستطاع هذا المخرج المعروف بهدوءه (أعرفه منذ أواخر السبعينيات من خلال عمله الناجح "رحلة حنظلة "لسعد الله ونوس ) أن ُيركب مشاهد مسرحية بطريقة تعبيرية تلائم المسرح المجرد من الديكور الذي يعتمد نظريات المسرحي الألماني بريخت في توصيل وربط الأحداث التي تربط العرض المسرحي ببعضه دون تشتيت ،فهو كما يبدو على معرفة بما يريده جمهور عراقي في سيدني لم يسمع بتجارب مسرح الستين كرسي والمسرح الشعبي وفرقة مسرح الفن الحديث وما قدمه منتدى المسرح العراقي من أعمال ..،كذلك قام العبيدي بصنع ممثلين هم أصدقائه الشخصيين بعد أن زرع فيهم الجرأة المسرحية والقدرة على مواجهة جمهور متنوع المذاقات والرؤى
والولاءات ،لذلك شاهدنا إندفاع حسن الحمداني وعلاء الكنعاني وطارق الصفار وأحمد محسن ورغد أغا وعبدالله البصري وهم يناضلون في إداء أدوارهم الطويلة الصعبة وعلى مدى ستة عروض وأمام أكثر من خمسمئة متفرج ،كذلك لابد من الإشارة الى دور الفنانين أحمد المهدي وعباس جبر اللذان أشرفا على الإنارة والمؤثرات الصوتية ... ،إن كل نشاط ثقافي يتم القيام به في المغتربات العراقية يجب أن يلقى دعما ً معنويا من الجاليات العراقية المتنوعة والمتعددة الأعراق والأديان،ولايجب التدقيق في النوايا قبل مشاهدة وحضور أي نشاط ،لكنا شاهدنا في سيدني حضور فئات معينة من جاليات محددة فيما غابت عن الحضور أكبر جالية عراقية ساهمت في الإنتخابات الأخيرة وهي الجالية التي تسكن في وحول محيط بلدية أوبرن في سيدني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال