الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء وثغرات النص الشعري في الشعر الشعبي العراقي

حيدر صادق صاحب
كاتب وشاعر

(Haider Sadeq Sahib)

2021 / 11 / 3
الادب والفن


قد يختلف أو يتفق معي البعض في أن الشعر هو موروث مهم وفعال في معالجة المشاكل والصراعات والنزاعات القائمة في أي دولة أو بلد وخصوصا في بلد عريق بثقافته وفنه كالعراق والذي يمتاز بالشعر الشعبي الجميل في طرحه لكن هناك من دخل الى الشعر الشعبي من بوابة الأحزاب تارة وتارة من بوابات أخرى غير معروفة فجهلوا حق النص وما يترتب عليه فمنهم من بدأ بكتابة النص الركيك والخادش للحياء وأخرين غيروا في النص بعض الكلمات التي تربينا عليها وعشنا معها بأخرى لا نعرفها ولم نسمع بها سابقا وهذه بوادر خطيرة لتدمير هذا الفن على المدى البعيد والمستقبلي ويتصف القول الشعري بانه وضع عقلي ممتزج بمادة تخيلية وهو من هنا يتأسس برؤى تتعامل مع اللغة تعاملا خاصا بوصفها وحدة اتصال موجه من جهة ووسيلة إفصاح لمدركات غير متناهية من عوالم التعبير والتأثير والأفهام من جهة أخرى.
ان اغلب العراقيين يتذوقون الشعر الشعبي ويحفظونه باستمرار، على الرغم من اعتقادي في ان حفظهم للشعر نابع من المواجع التي رأوها في حياتهم، فهو تعبير عما يختلج في نفوسهم الحزينة، حيث نجد حتى الاميين منهم يحفظون الشعر الشعبي، فما زالت احدى الابوذيات التي كان يردد بها جدي الذي لايقرأ ولا يكتب عالقة في ذهني: (خلفي واليمين التفت وايسار، واعاين لليفره الكَلب وايسار، صديجي الماحضرني بعسر وايسار، وجب تركه لأن ذاته ردية). فالشعر في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات يحفظ من قبل الناس الذين لايقرأون ولايكتبون، فربما تجد امرأة جنوبية بعصابتها السوداء تردد ابيات لمظفر النواب مثلاً...وهذا التلقي السريع للشعر الشعبي من قبل الناس، نابع من وعي الشاعر وفهمه لمتطلبات المرحلة التي يعيشها، فالشعراء السابقين متميزين بـنباهة اجتماعية كبيرة، اضافة الى ذلك مداركهم الفكرية الواسعة، أي انهم يقرأون باستمرار وحسبك قصائد مظفر النواب وشاكر السماوي وعريان السيد خلف وناظم السماوي وكاظم الكَاطع وغيرهم الكثير.في الفترات الاخيرة وجدنا تردي هائل في الشعر الشعبي العراقي وفي كل ضروبه سواء في القصيدة او الابوذية او النص الغنائي، وخصوصاً هذا الاخير الذي يحتوي على كلمات يمجها الذوق وتأبى سماعها الاذان، وفي خضم هذا الابتذال الادبي الذي نراه في الشعر الشعبي، الذي اعتقد ان غياب النقد ، سبب من الاسباب المهمة في تردي الشعر الشعبي المعاصر، على الرغم من صدور دراسات نقدية قليلة جداً. قرأت مؤخراً دراسة عن الحاج زاير لريسان الخزعلي واخرى للناقد حسين سرمك حسن، والتي كانت رائعة بحق وتعد من الدراسات المهمة الحديثة التي تناولت شعر مظفر النواب، لكنها لاتفي بالغرض كون الشعر الشعر الشعبي العراقي يتمتع بمساحة واسعة جداً، وبالطبع لست انكر ان هنالك شباب متميزين من كل محافظات العراق، يكتبون بحس جمالي مقتدر وهو تمثيل حقيقي للشعر الشعبي الاصيل، ولكن للاسف ان الشعر الخالي من الوعي يتغلب لانه منتشر في الاغاني الموجودة...وكذلك توجد مشكلة كبيرة وهو تردي الذائقة الشبابية حيث نجد الشاب يفضل بس بس ميو على البنفسج! وكذلك غياب الوعي عند بعض الشعراء فلذلك ينبغي على الشعراء الشباب المتميزين الان وهم قلة طبعاً، ان يرتقون بالذائقة الشبابية لا ان يسعون لخرابها، ويجب ان يوجد نقد منهجي للشعر يحاول سبر اغواره والوقوف على ابداع الذي يكتبونه، لان الاسفاف الشعري انتشر بشكل غريب وهذا سيكون سبباً في قتل التراث الشعبي الذي يمتلكه العراق ويصبح الشعر الشعبي مجرد كلمات بذيئة، خالية من النفس الشعري المتدفق، كنت اسأل الحاج حسين واقول له: مارأيك بشعر هذه الايام فيرد: عمي هذا خرط ! .. فـهل يرجع الشعر الشعبي الذي كنا نسمعه سابقاً، المتميز بسهولة الكلمة العراقية البليغة ولطافة وقعها على سمع المتلقي، وسلامة الذوق الذي يمتلكه الشاعر وكذلك عمق احساسه ونزعته الكاملة الى الابداع .؟ ام يبقى بعض الشعراء يكتبون ماهو مخل بالذوق ويسعى الى خراب الذائقة العراقية الاصيلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا