الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفول الأسطورة الإسرائيلية .. مهام متعددة في معركة واحدة

بدر الدين شنن

2006 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مع الإنجاز الثوري الكبير الذي حققته المقاومة اللبنانية ، باختراق أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر ، حققت أيضاً اختراقاً لمنظومة مكونات هذه الأسطورة الثلاثية الأضلاع المتمثلة ب : 1 - عصبة الدول الإمبريالية " مجموعة الدول الصناعية الثمانية " 2 - الرأ سمالية الصهيونية + إسرائيل 3 - النظام العربي " أنظمة غنية لها علاقات إقتصادية واسعة مع السوق الدولية + أنظمة ا ستبدادية معادية للديمقراطية وحقوق الإنسان " . ودون إهمال الضلع الإمبريالي والضلع الصهيوني في مثلث الأسطورة ، فإن الضلع العربي ، هو الأبرز أهمية ، وهو ماينبغي التركيز عليه في الظرف الراهن في الصراع العربي الإسرائيلي . ذلك لأنه ، كما ظهر من خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان ، بقدر ما يشكل مصدر قوة وإ سناد للعدو الصهيوني ، فإنه يشكل مصدر ضعف وعجز وإحباط لقوى التحرر والمقاومة العربية ، . وهذا ما كشفه بطريقته الوقحة واعتمد عليه رئيس الوزراء الصهيوني علناً في حربه على لبنان

إن كشف منظومة الأسطورة الإسرائيلية ، لم يكن ليحدث بهذا الجلاء والوضوح ، لولا الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة اللبنانية للجيش والكيان الصهيوني ، والتي طرحت للمرة الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي ، إحتمال ا سقاط هذا الكيان من خلال تداعيات إقليمية قد تفقد السيطرة عليها ، وتفضي إلى إحداث زلزال عسكري وسياسي من الصعوبة بمكان إدراك مجاهيله ونتائجه ، إن على المستوى الإقليمي أو الدولي . وهذا ما دفع كل مكونات الأسطورة إلى التحرك ، ووقف الحرب، لإلتقاط الأنفاس ، وإعادة النظر في الحسابات

كما أن كشف منظومة أسطورة إسرائيل ، قد كشف لأول مرة أيضاً ، وبوضوح ، ليس حالة العلاقة التحالفية الثلاثية ، التي تشكل خلفية هذه الأسطورة فحسب ، وإنما كشف أيضاً النتائج المصيرية المشتركة لهذا التحالف ، والتي أثبتت حرب الثلاثة والثلاثين يوماً ، أنه إذا ضرب أحد اضلاع مثلث الأسطورة ينتقل الوجع إلى الضلعين الآخرين ، وتنتقل الخسارة إلى كافة الأضلاع ، كل حسب مركب ضعفه أو قوته . وهكذا عندما برز العجز الإسرائيلي أمام المقاومة ، انتقل العجز إلى بقية مقومات الأسطورة ، واضطر الضلع العربي للتعاطي مع الحرب على لبنان بمنتهى اللؤم والتواطؤ ، واضطر للعب على المكشوف وفق مصالح تحالفاته الإمبريالية والصهيونية .. تخلى عن مسؤولياته في التصدي للعدوان حسب معاهدة الدفاع العربي المشترك .. فك إلتزامه بشرف المقاومة .. وتشبث بكرا سي الحكم على حساب المصير والكرامة .. واضعاً أمن إسرائيل قبل أمن أي بلد عربي .. ووجود ومستقبل إسرائيل قبل وجود ومستقبل لبنان وغير لبنان في الفضاء العربي

الجواب الحقيقي على السؤال .. لماذا .. ؟ ليس هو ما قيل رسمياً تحت ضغط فوران الحدث : " عدم التشاور مع " العقلاء " من القادة العرب .. أسر الجنديين الإسرائيليين مغامرة عديمة المسؤولية .. الدمار الذي تحدثه الحرب دونما ا ستعداد مسبق " وإنما هو الإلـتـزام التام بالمصالح المشتركة ، التي تربط أنظمة هذا الضلع العربي بأمن وبمصالح الضلعين الآخرين ، الذي بات معروفاً أنه يفرض في مقدمة أولوياته " لفلفة " القضية الفلسطينية ، وسحق أي تحرك مقاوم .. معارض لعولمة .. لأمركة وصهينة العالم العربي

ويكاد يغيب الاستثناء عند تحديد خلفيات الضلع العربي .. فهناك معاهدات " سلام " بين مصر والأردن وإسرائيل ، وهناك إعتراف ديبلوماسي ومكاتب إتصال وتجارة إسرائيلية في دول عربية في الشرق والغرب، وهناك تعاون أمني بين دول مغاربية وحلف الأطلسي ، وهناك معاهدات أمنية خليجية أميركية تنتشر بموجبها عشرات القواعد العسكرية الجوية والبرية والبحرية فوق الربوع العربية العريقة ، وهناك إحتلال ومذابح العراق ، وهناك شلال الدم اليومي في فلسطين ، وهناك ، قبل كل هذا وبعده ، المشاركة الخليجية وغير الخليجية ، الإذعانية ، مع الدول الإمبريالية على الثروات البترولية وعوائدها المالية . وبالمناسبة ، تشير مختلف الدراسات إلى أن الأموال العربية المنهوبة من شعوبها العاملة في الخارج ، تتجاوز ألفي مليار دولار أميركي . والسعودية وحدها تضخ 60% في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة الأميركية . ومن البديهي ، باعتبار ، أن هذه الأموال هي موضوع تداول وا ستثمار على المستوى الدولي ، فهي تحت تصرف المستثمرين الصهاينة أيضاً .. وللعلم مع الحرص على عدم النسيان .. إن الجالية الأميركية في دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر أكبر جالية من المـغـتـربـيـن الأميركيين في العالم

وإذا ما دخلنا في العمق بحثاً عن مسوغات هذا الإلتزام ، فإننا نجد ما هو أكثر من هم الحفاظ على عروش وكراسي الحكم وأكثر من مجرد تقاطع مصالح نسبية ، نجد أن الأنظمة العربية وخاصة الغنية منها صارت تعتبر نفسها جزءاً عضوياً من النظام الرأسمالي العالمي . بل وشريكاً في بنية المنظومة الإمبريالية المقررة لمصائر العالم . فالسعودية على سبيل المثال ا شتركت منذ الخمسينات في أنشطة مكافحة الشيوعية على مستوى عالمي في أفريقيا وآسيا وأوربا . وقدمت أكثر من مائة مليار دولار في نفقات حروب أفغانستان والبلقان ومثلها في حرب الخليج الأولى والثانية . وتلعب دوراً كابحاً ، حسب الطلب الأميركي ، لأسعار البترول ، باسم الحفاظ على توازن الأسعار الدولي ، وتقوم بعقد صفقات شراءأ سلحة تجاوزت قيمها المالية خلال الخمسة عشر عاماً الماضية 200 مليار دولار ، مشروطة بالإشراف الإمبريالي عليها وبعدم ا ستخدامها ضد ا سرائيل ، وذلك مساهمة منها في تخفيف أزمة قطاع صناعة التسلح في أميركا وبريطانيا وفرنسا بالدرجة الأولى . وهي مصنفة عالمياً ضمن مجموعة الدول العشرين الأغنى في العالم التي تستحوز على 80 % من الناتج الإجمالي العالمي ، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية واليابان وألمانيا وإيطاليا
والصين وكوريا الجنوبية .. ألخ

ولهذا ، كان الإصطفاف في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان بالنسبة للأنظمة والشعوب العربية متناقضاً . الأنظمة إجمالاً صمتت تواطأت .. ساومت .. لتخطف إنتصار المقاومة .. لتحجم وتحاصر المقاومة . والشعوب سيما الفقراء فيها نزلت إلى الشارع وقفت مع المقاومة .. أعلنت تحديها لطغاة العصر .. وأدركت بفطرتها
وأصالتها .. أن معاركها ضد الصهيونية وضد الإمبريالية وضد الاستبداد هي معركة واحدة في ساحات متعددة

لقد ا ستنقعنا طويلاًً .. طويلاً .. في مياه سايكس - بيكو - بلفور .. الاستبداد .. الآسنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا