الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحوة

محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)

2021 / 11 / 3
الادب والفن


شاب ريفي قضى طفولة و مراهقة مقيدة فلا مجال للإختلاط
في بيئته التي نشأ فيها و لم يكن لدى والديه وعي ديني ليؤهلونه نفسيا
ويوجهونه توجيها سليما في تعامله مع الطرف الآخر
فنشأ مكبوتا لديه مشاعر و عواطف لا يستطيع البوح بها أو إشباعها
حتى في دراسته الجامعية كان الخجل يلازمه و الخوف من الصد
أو السخرية يمنعانه من التقرب من أي زميلة له ،،
تخرج من الجامعة و التحق بالعمل مدرسا في مدرسة إبتدائية
بمدينة بعيدة عن قريتهم النائية و قبل أن يستلم عمله اختارت له أمه إحدى فتيات القرية
لتزويجها إياه على أن تقيم معها في منزل العائلة و يقضي هو أيام دوامه في حجرة
إستأجرها بالمدينة يستخدمها نهارا للدروس الخصوصية و ليلا للمبيت فيها
و يعود كل أسبوع لزوجته و أهله ،، زوجته فاترة المشاعر كل همها إرضاء والدته و والده
و من ذلك استمدت قوة باعدت بينها و بينه أكثر و أكثر و إزداد حرمانه العاطفي أكثر و أكثر ...
مرت السنوات و إستمر في عمله و حقق نجاحا فيه و أصبحت الحجرة شقة من حجرتين
إحداهما للدروس و أخرى للمعيشة ،،
كانت لإحدى تلميذاته ظروفا جعلته يهتم بها إهتماما خاصا
فقد تخلى عنها والدها و هي رضيعة بعدما أدمن المخدرات و هرب من مسئوليته تجاهها
و ترك أمها تكافح وحيدة لترعاها و تتحمل نفقاتها، ، تطوع بمنح البنت دروسا مجانية
و كانت مجتهدة و ذكية و من أوائل الفصل على الدوام ،،
في صفها السادس الابتدائي إنتقل هو للعمل بالمدرسة الثانوية
و انشغل في تلميع إسمه في تلك المدرسة و حشد أكبر عدد من الطلبة للدروس الخاصة لديه
و نسى الفتاة و إنقطعت أخبارها عنه و مرت ثلاث سنوات و في بداية العام الجديد
و في طابور صباح أول يوم دراسي يتأمل الوجوه الجديدة فإذا بالفتاة بين الصفوف
لكنها ما عادت تلك الطفلة التى يراها سابقا فقد إكتمل بنيانها و استدار عودها و أصبحت يافعة كاملة الأنوثة ،،
سعدت جدا الفتاة برؤيته فقد إفتقدت وجوده كثيرا و كذلك سعد برؤيتها ،،
نقلها لفصله الذي يدرس له و أوصى زملائه عليها مدعيا أنها قريبته
و خصص لها موعدا لإستذكار دروسها عنده مجانا كما كان يفعل و هي صغيرة
لكن هذه المرة جعل الدروس فردية و ليست وسط مجموعة كما كان السابق
و شيئا فشيئا جعل الدرس يومي بحجة مساعدتها في باقي المواد
و الأم انزاح عن كاهلها عبء كانت تحمل همه كثيرا ،،
و كلما مر يوم إزداد تأمله لها و إستيقظت داخله كل المشاعر التي طالما كبتها
و لم يعشها في مراهقته أو بعد زواجه فإزداد تعلقا بها و أحضر لها الهدايا و قبلتها
فأغفل فارق السن و نسج خيالات بينه و بينها و الفتاة لماحة و ذكية و نظرات عينيه فاضحة
باحت لها بولهه و إستحسنت الأمر و راق لها فهي ككل فتاة مراهقة نظرات الإعجاب تطربها
و الهدايا تسعدها و رويدا رويدا تحركت مشاعرها تجاهه و بادلته النظرات
فأشعلت مشاعره و أججتها حتى أنه في لحظة جنون لم يستطع منع نفسه من احتضانها و تقبيلها
و أعلن لها عن رغبته في الإرتباط بها و بالفعل تقدم لخطبتها
و كانت صدمة للأم التى أدركت كم كان عليها أن تمنع أي متسلل لقلب إبنتها
و أنها رغم كفاحها عليها طيلة سنوات إلا أنها في أخطر مرحلة بالعمر اهملتها ،،
تصدت الأم لرغبة إبنتها بقوة فأشرعت الإبنة في الإنتحار لولا عناية الله أنقذتها
و اضطرت الأم منكسرة للبحث عمن يساندها (حتى لو كان الرجل الذي تخلى عنها و عن إبنتها)
فما استطاع إثناءها و أدرك كم جنا على نفسه و على أسرته ،،
لم تستسلم الأم و صمدت في مواجهة تلك الزيجة حتى أنها لجأت لمدير المدرسة
و الذي إحتضن البنت و ناقش معها بالمنطق مصير زيجة كتلك و حلل لها استاذها
و كشف لها ظروفه كلها
و كذلك تحدث معه و خاطب ضميره فأفاق و تراجع عن أوهامه
و طلب نقله لمدرسة قريبة من بلدته ليعود لأولاده و زوجته
و ابتعد ،،و عادت البنت من جديد لحضن أمها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا