الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (4)

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لولا وعد بلفور ، الوزير البريطاني ، في 2 تشرين الثاني ، نوفمبر 1917 بإقامة وطن قومي لليهود و لولا الإحتلال البريطاني لفلسطين بعد الحرب العالمية الأولى ، لم وجدت دولة أسرائيل على أرض فلسطين و لمَ حُرم الفلسطينيون جميع الفلسطينيين ، من العيش الآمن في فلسطين ، لصالح الإستيطان اليهودي الذي قادته الحركة الصهيونية بدعم من بريطانيا و حلفائها ، ما يزال مستمرا حتى يومنا هذا حيث تطبق الدولة الصهيونية قوانين الطوارئ البريطانية التي وضعت في الأصل كما هو معروف في أحكام حقوق المستوطن على الإنسان الأصلي ، أي في إطلاق يده في القمع و القتل و الترحيل ، في سياق المواجهة العنيفة بين مجتمع متقدم و آخر متأخر . لولا الإحتلال لم نشأت مقاومة الإحتلال ولولاحرص الزعماء في شبة الدولة العربية على السلطة لم اعترضت أجهزتهم الأمنية المقاومة ولمَ أذعن هؤلاء الزعماء بإبرام اتفاقيات الإعتراف و التطبيع مع الإستعمار .

مجمل القول أن الأمور تسير في لبنان كما في الأقطار الأخرى في سورية و العراق على وقع بوتيرة تحددها هذه الدول الاستعمارية الغربية التي اقامت دولة استيطانية لها في فلسطين بمحاذاة لبنان ، التي اقتطعت منه أو اقتطع منها، ناهيك من النفوذ الذي تمارسه بواسطة و كلائها و عملائها لمنع التئام مجتمع وطني. فمن الطبيعي إذن أن يكون لبنان مشمولا بالمخطط الجهنمي الذي نحن بصدده .

لا شك في أن الهدف الأساس للمستعمر هو تصفية حركة التحرير الوطنية التي تنهض ضد الشروط و الإجراءات المفروضة على السكان الاصليين من أجل إجبارهم على الرضوخ لإرادته ، أي بكلام أكثر تبسيطا يمكننا تلخيص سياسة المستعمر بالسعي إلى منع الناس من الإحتجاج و الإعتراض دون نزع مبررات و أسباب ذلك . هنا يحسن التذكير بان المجتمع في لبنان ، اوبالأحرى المجتمعات في لبنان ، تعاملت مع العامل الإسرائيلي ، بالأساليب و الوسائل التي استطاعت امتلاكها .فمن غير المنطقي في هذا السياق ، أن يُلام المقاوم على طبيعة مقاومته دون النظر إلى عدوانية الإستعمار . و من البديهي أيضا القول أن المقاومة هي في الواقع سيرورة تنطلق في ظروف معينة و بالتالي هي تتقد و تخبو تبعا لمتغيرات هذه الظروف . مهما يكن لا ينتظر المقاوم أن يرخِّص له المستعمر بمقاومته . مهما يكن فعلى الذين ينعتون المقاومة بالارهاب أن يقدموا نعتا للإستعمار !

يحسن التذكيرهنا بأن القوات الإسرائيلية غزت لبنان في سنة 1982 و نجحت في تصفية المقاومة الفلسطينية ، فكان ذلك بحسب ظني انعطافة حاسمة باتجاه اتفاقية أوسلو.تجدر الملاحظة في هذا السياق إلى أن قوات الغزو حاولت أيضا فرض اتفاقية استسلام على الدولة اللبنانية و لكن هذه الأخيرة لم تتمكن آنذاك من تمريرها لأن الحكومة السورية اعترضتها.

السؤال إذن عما يخبئ المخطط الجهنمي للبنان . أو بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، كيف العودة إلى النقطة التي توصل إليها المفاوضون اللبنانيون و الإسرائيليون في اتفاقية 17 أيار ،مايو1983، ماذا ينتظر لبنان ؟ الوصفة العراقية أم الوصفة الفلسطينية ؟؟ما هو المسار الذي يتصوره الأميركيون و الإسرائيليون لأخد البلاد إلى هذه الصيرورة أو تلك ؟؟من يفتح الحدود مع أسرائيل يغلقها مع سورية و العكس صحيح .

إن أخشى ما يخشى على اللبنانيين و على كينونتهم كمواطنيين في بلادهم ، هو أن يتوافق زعماء طوائفهم على الصلح مع الولايات المتحدة كما حدث في العراق أو أن يقتسموا قضيتهم الوطنية فيما بينهم كما فعل الفلسطينيون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا