الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهاء الصّلاحية -5-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 11 / 4
الادب والفن


أسأل: ماذا بقي منّي؟
لا شيئ سوى الجحيم
لا أثق بنفسي
أعيش و أنا أضع ذنوبي في الميزان
عملية توازن بين الفشل ،و الشعور بالذنب
حزن ،ألم
حب وحياة ضائعة
الندوب في روحي، و ليست في جسدي
اعتقدت أنّني
أجيد الدفاع عن نفسي، لم أنجح ، لكن لا بد أ أعود للمسرح.
أرغب أن أحصل على السلام
كنت دائمًا في حالة قلق شديد ، دائمًا ما كان لدي هذا القلق ... هذا التوتر لن أكون قادرة على الاسترخاء ، لم أستطع النوم ، لم أكن أعرف من لحظة إلى لحظة ما هي القاعدة.
لن تروى قصص النساء الصامتات
فلن يعرف أحد سرّي
كبرتِ يا حياة ، و أنت تبدّلين الحلم تلو الحلم، انتهت الأحلام ، بقي السّؤال الذي يؤرّقك: هل يوجد في هذا العالم حياة، أم أن الجميع يحاول البقاء ، ويستعمل أسلوبه الخاص . استنفذت أساليبي ، انتهت صلاحيتي للحياة، لكنن لا زلت أتمسك بها، ولا أعرف لماذا ,
. . .
يبدو أن نمراً يستطيع أن يبوح بأسراه أمامي:
-أتدرين يا حياة لماذا يقف الفشل بالمرصاد لي؟
أعرف الجواب .
ولدتني أمّي كي أعيش وحيداً
في مرة ذهبت إلى دكان أبي قال لي: لا تأت هنا بعد اليوم .
أردت على الدّوام أن أكون برفقة رجل ما اسمه أبي ، لكنّني كنت أشعر أنّه لا يحبني ، ويهرب من وجودي ، وعندما أصابني حادث سير لم يقل لي : الحمد لله على السلامة . كانت أمّي تعوّي ، استطاعت تأمين ثمن المستشفى . سألتها: لماذا أتيت بي إلى الدنيا ، لم تجب ، فقط كانت دموعها تجري .
لم تكن أمي محظوظة ، كنت مثل أمّي ، جلبت لي قلّة الحظّ ، كنت أخاف عليها من بطش أبي ، وهذا الأمر منعني من أتجاوز مرحلة الطفولة إلى الرّجولة ، أنا ذلك الطفل الخائف على أمّه ، والمراهق الذي يحتاج رجلاً في حياته يعرّفه على الحياة، يدفعه إلى العمل ، أو الخروج من هذا المكان الضّيق الذي اسمه الوطن. كان أبي عديم الحس بالمسؤولية أنفق أمواله على نفسه، كان يستطيع أن يبني لنا مجداً ، اكتفى بمتابعة ملذاته التي لم تمنحه سوى الاكتئاب ، وعندما دخل المستشفى بسبب إدمانه ، حاولت أمّي أن تمنحه الحبّ فعاد إلى الحياة، استغربت منها ، فقد كنت أتمنى موته .
لا أدري لماذا أشتم أبي . اعتبري نفسك أنك لم تسمعي .
أرغب أن أثور
أن أقول للعالم : كان أبي نذلاً
لا أحد سوف يسمع صوتي إن لم أكن صاحب نفوذ ، أو سلطة.
سوف أصبح يوماً كما أريد. أقف على المسرح كشخصية العام .
أقول للجمهور و أنا أبكي:
لم يدعني أبي أنمو
لم أصبح رجلاً
لكنّني كنت ذلك الرّجل بعد فوات الأوان
رحلت أمي قبل أن أكرّمها
قالت أن روحها سوف تحملني
ودعتها ، و أنا أشكو لها
ألمي كان جزءاً من ألمها

لم نكن أبناء بارين بها
تعوّدتْ على الاختباء
كنت أكشف مخابئها
لكنّها رحلت
أمي!
عودي للحظة فقط
أرغب أن أعتذر
لا حياة لمن أنادي
الآفضل أن لا تعود ، وتراني على تلك الحال
انتظري
لا تعودي الآن

-أحسدك يانمر على مشاعرك تجاه أمّك.
كانت أمّي على عكس ما تحدّثت عنه ، فأبي لم يكن موجوداً . عندما مات تساءلت: هل كان لدي أب ؟
كانت أمّي مهووسة بتأديب البنات ، نابت عن جميع رجال العالم في تقييدنا نحن الثلاثة أخوات ، اليوم هي ضعيفة ، أرسل لها ثمن الدواء ليس حباً ، لكن شفقة بالإنسان في داخلها . ذلك الإنسان الذي قتل من أجل الدفاع عن أفكار الرجال. تعتقد أمّي أنّها حمتنا من الرذيلة!
أنا اليوم معنّفة مغتصبة، أعيل أمّي
أختي تحاول الانتحار
أختي الأصغر تحاول الركض خلف الرّجال
وأخي في مهبّ الرّيح . لا أب ، ولا أم ، ولا أخوات .
تعال نلطم يا نمر أنفسنا
لماذا نحن على قيد الحياة؟
ألا يجدر بنا أن نفعل شيئاً؟
تعال نغيّر العالم
قد نستطيع ، قد لا نستطيع . فلنحاول !
. . .
أفكّر أن أعيش
أسافر حيث يسافر المطر
أظهر شمساً من بين الغيوم
لا زال في قلبي حبّ للحياة
من أنا؟
أنا تلك الطفلة السّمراء
تلك الفتاة التي كانت تحسد فتاة بيضاء
لكنّني أعود إلى المرآة
أنا جميلة بما يكفي
هل انتهت بانكساري الحياة؟
هناك فرصة أخرى ، لا أدري كيف ألتقي بها. فرصة قرب الباب . فقط عليّ أن أفتح الباب.
هل أنسى تاريخي ؟
تاريخ حياة
هو جزء منّي ، لكنّني لن أخجل منه
سوف أقف يوماً على مسرح ما
اقول للعالم
أنني حياة
كانت صاحبة المعلم
كانت مربية اغتصبها صاحب الدار
سوف أبكي كثيراً و يصفق لي الجمهور، وتقتنع النساء بأن هناك فرصة ثانية في الحياة
هذا سوف يكون عندما أرتفع ، أحقق إنجازاً كبيراً ما أروعك يانمر ! ألهمتني فكرة البوح بالحقيقة على الملآ .
أصبحت المهمّة أصعب ، فحياة اليوم ليست حياة الأمس ، في داخلها ثورة. لن تبدّل أحلامها، فقط سوف تثور
. . .
يا للهول!
أخي في قبضة الشّرطة على الفضائية. ضبط وهو يوزّع المخدرات. لماذا يا أخي ؟ أين كنت أيتها الأم من حياة ابنك الذكر؟
نسيت يا أمي ابنك
لماذا فعلت ذلك يا أخي .
-ماذا أفعل يانمر؟
-الأمر بسيط لو توفرّ المال . تدفعين الرّشوة ، ويذهب أخوك إلى بلد آخر يبدأ من جديد.
-سوف أوفر له ثمن الرّشوة، و أقوم بما لم تقم به أمي ، سوف أقول عندما أقف على المسرح: امرأة أنقذت أخاها من الضياع .
-سوف أساعدك لو استطعت!
-لماذا أنت متعاطف معي ؟
لا أستحق الشّفقة ، أنا مجرد خاطئة . و أنت مصرّ على العلاقة الفاشلة تلك .
-لو كنت أملك المال لطلبت الزواج منك ، لكن لن أتزوج إلا إذا أصبحت مليونيراً .
عندما ننتهي من ورطاتنا سوف نتزوج، سوف أكون معروفاً . أقدم أفكاري على المسرح ، أصطحب ابني معي إلى مكتبي ، أعلم ابنتي فنّ الحياة. سوف أكون رجلاً آخر ، ليس كأبي . سوف تكون أمّي هي ملهمتي. لا زالت في داخلي لم تمت .
سوف أنصّبك ملكة على دائرتي
فأنت تحملين روح أمي
و نقاء الطبيعة
كم هو محظوظ من عاش دون أب
فالمسيح لم يكن له أب ، أصبح على ماهو عليه الآن .
حتى محمداً ولد دون أب
لكن أنا لست هذا ، ولا ذاك
فقط أذّكر أبي أنه لا ضرورة لوجوده ، أو كان لا ضرورة لوجوده ، لو اختفى من حياتنا لم نكن نحمل ذلك الألم . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال