الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الوطنية الأسيرة (1)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 11 / 4
أوراق كتبت في وعن السجن


نهاد أبو غوش
أعادت قضية هروب ستة من الأسرى الفلسطينيين أو تحررهم الذاتي ثم إعادة اعتقالهم من قوات الاحتلال إلى الواجهة، قضية الأسرى الفلسطينيين خصوصا مع عودة التكهنات والتسريبات بشان قرب إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع جنود جيش الاحتلال (أو أشلائهم) المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وكذلك الإضراب البطولي الطويل الذي يخوضه عدد من الأسرى والذي بات يهدد حياتهم بشكل جدي.
فعلى امتداد النضال الوطني الفلسطيني المستمر منذ أكثر من قرن ضد المشروع الاستعماري الكولونيالي الصهيوني وتجسيده دولة الاحتلال الإسرائيلي، تعرض نحو مليون فلسطيني للاعتقال لمدد متفاوتة، من بينهم اكثر من عشرين ألف فتاة وامرأة، ويوجد الآن في السجون والمعتقلات الإسرائيلية نحو خمسة آلاف أسير وأسيرة، من بينهم قرابة 40 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر ثلاثين عاما، ومن بينهم اسرى شارفوا على قضاء أربعين عاما في السجون.
هذا العدد قابل للزيادة أو النقص لا سيما مع وجود حملات الاعتقال الجماعية، واستخدام دولة الاحتلال لقضية الاعتقال كاداة مساومة وابتزاز، إلى موجات الصعود والهبوط في النضال الوطني الفلسطيني كما في الحالة السياسية والعلاقات بين قيادة منظمة التحرير ودولة الاحتلال. كما ينتمي هؤلاء الأسرى إلى مختلف فصائل الحركة الوطنية بما فيها التنظيمات الاسلامية واليسارية، وإلى مختلف مناطق وتجمعات الشعب الفلسطيني، كما يوجد عدد من الأسرة العرب مع أن العدد تراجع في السنوات الأخيرة بعد صفقات التبادل التي ابرمها كل من حزب الله وحركة حماس.
برز مصطلح "الحركة الأسيرة" باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية، وهذه الحركة لها نضالاتها وتشكيلاتها وأشكال تنظيمها، وعلاقاتها الداخلية، إلى علاقاتها بشعبها وبمؤسساته وبعموم بفصائل وهيئات الحركة الوطنية، وكذلك علاقتها بالاحتلال سواء عبر السجان المباشر الذي تتعامل معه يوميا في شؤونها الحياتية أو حكومة الاحتلال ومشاريعها السياسية لقهر الشعب الفلسطيني، ولذلك فإن تحصينات السجون المادية هي جزء يسير من حالة المواجهة المستمرة. وحكومة الاحتلال (وليس فقط إدارات السجون) لا ينظرون للأسرى باعتبارهم مجرد سجناء يفكرون بالهرب، بل هم جزء من قيادة الشعب الفلسطيني وقيادته المتقدمة، ولذلك حكومة الاحتلال معنية بكسر إرادة هؤلاء الأسرى ومنع التواصل بينهم وبين شعبهم وإخضاع كل مراسلاتهم واتصالاتهم للمراقبة. في محطات تاريخية عديدة كانت أعلى المستويات الحكومية للاحتلال تجري مفاوضات مع قادة الأسرى، اسحق رابين نفسه زار الأسرى وحاول التفاوض معهم في أواخر الثمانينات لإيجاد بدائل لمنظمة التحرير، وكذلك فعلوا مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين وقيادة حركة حماس في أكثؤ من محطة، كما أن السجون تحولت إلى معاهد وجامعات لتخريج الكوادر والقادة، الأغلبية الساحقة من قيادات الشعب الفلسطيني تخرجت من السجون، والسجن هو محطة لصقل تجربة المناضل وتطوير وعيه وثقافته السياسية، لذلك أهداف حكومة الاحتلال وإدارات السجون ليس منع الهرب فقط بل الحد من الدور القيادي والطليعي الذي تلعبه الحركة الأسيرة في إطار الحركة الوطنية.
بالنسبة للجانب المباشر من السؤال، التحصينات هي الجانب المادي الصمّ من المعادلة ولكن يوجد بشر على طرفي المعادلة، سجان يتعامل بمنطق الوظيفة واحيانا تكون لديه رغبات في الانتقام والتنكيل، وعلى الجانب الآخر سجين يناضل من اجل حرية شعبه وتحركه إرادة الحرية وقيم إنسانية سامية، هناك كثير من القصص التي استطاع فيها السجين/ الأسير التأثير على السجان أو العكس، وكما أن القدرات المادية للسجان تتطور وتتحسن، ايضا وعي السجين وذكاؤه وقدرته على اختراق التحصينات الأمنية في حالة تطور مستمر، تماما مثل المقارنة بين القدرات العسكرية الهائلة لدولة إسرائيل التي لديها مئات الطائرات وآلاف الدبابات ونحو 200 راس نووي، ولكنها تفشل أحيانا في السيطرة على مخيم مثل مخيم جنين أو حي الشجاعية في غزة إلا بعد ارتكاب مجازر وبعد أن تمنى بخسائر فادحة في صفوف قواتها، لأن المواجهة هنا هي بين دولة مدججة بكل أنواع الأسلحة وشعب مسلح بإرادة الحرية والقدرة على التضحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ


.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق




.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا


.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ




.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة