الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكل مايعجبك والبس ما يعجب الناس ....

عمر عبد الكاظم حسن

2021 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هذا واحد من الأمثال الشعبية الذي يعكس ثقافتنا ومنظومتنا الاجتماعية التي تحتوي على الكثير من القيم الخاطئة.

هذا المثل واحد من عشرات وربما المئات من الامثال الذي يغتزل كم هائل من قيمنا البالية في إرضاء الغير والظهور بمظهر يختلف تماما عن حقيقة الانسان.

وهو جزء من لوثة النفاق الاجتماعي التي جبل عليها الناس بفعل هذه القيم التي تجعل من الناس منافقين في سلوكهم واقوالهم وأفعالهم.

تفكيك الكثير من الأمثال واخضاعها إلى النقد يكشف بوضوح جانب مهم من ثقافة موغلة بالتدخلات الشخصية وانعدام الذوق والكياسة وعدم احترام حياة الناس .

فالكثير من العراقيين بفعل هذه المنظومة لا يجد حرج أبدا من إثارة الأسئلة الشخصية فبمجرد أن يتعرف عليك حتى ولو على جلسة عشاء عابرة .

يمطرك بكم هائل من الأسئلة منها على سبيل المثال كم أخ لديك وكم هو مرتبك وماهي عشيرتك وما هو دينك ...الخ من الأسئلة الفضولية.

بل يذهب البعض بعيدا في الفضول وربما يسألك عن مغامراتك العاطفية بل ربما يسألك عن طموحك واحلامك الشخصية ويحاول التدخل واسداء النصح .

ناهيك عن ارتكابنا ربما جميعا جريمة اقتحام خصوصية اطفالنا وناشئتنا فلا خصوصية في غرف نومهم ولا حرية في اختيار مستقبلهم .

الخيارات غالبا ما تحدد من الاهل حتى على مستوى اختيار هواياتهم او تعليمهم او اكلهم او شربهم...الخ

خصوصية الانسان نابعة من الحرية الفردية وهذه الحرية الفردية هي اساس وركيزة المجتمعات العقلانية الديمقراطية التي تحترم الفرد وتعظم فيه هذه القيم حتى يكون شخصا نافعا وصالحا.

اما محتمعاتنا الموبؤة بالكثير من أشكال التخلف والقيم الخاطئة هي مجتمعات مازوخية في حقيقتها تمارس أقسى أنواع الوصايا على الانسان.

فهذه الوصايا تسللت وأصبحت سلوك بفعل القيم الدينية والعشائرية وأمست قيم راسخة من الصعب التغلب عليها .

فالعقل الديني والعشائري باعتبارهما يشكلان رافدان مهمان في هذه الثقافة كانا ومازالا أكبر عائق في تطور مجتمعاتنا لانهما يفرضان قيمهما بتعسف ودكتاتورية منقطعة النظير.

فالمتدين مثلا يرى نفسه او دينة او مذهبه اوزعيمه السياسي او الروحي على حق دائما وابدا وغيره في ظلال مبين.

والعقل العشائري غالبا ما يذكر محاسن وكرم وايثار ونخوة ورفعة أبناء عشيرته وسموهم الاخلاقي حتى وان كانوا على العكس من ذلك تماما.

بدون الحرية الشخصية لن تنتج مجتمعاتنا غير المازوخية وجميع الأمراض النفسية والدكتاتوريات الدينية والسياسية فالحرية الفردية هي ماركة وعلامة المجتمعات المثلى الديمقراطية المحترمة .

الأمثال الشعبية هي المرأة الحقيقية لثقافة الشعوب وسلوكها الاجتماعي..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث