الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفت الحرية وهي تبحث عن حائها فينا

دعد دريد ثابت

2021 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في مقال في الجمهورية نت بعنوان " حاء راء الحرية " الذي نشره صديق بصفحته على مواقع التواصل الإجتماعي والذي أنتهيت للتو من قراءته. شدني مقطع عن إختلاف مطلب الحريات لدى الشعوب العربية في نضالها حينذاك ضد الإستعمار الأجنبي، واليوم مطلبها بحريات الأفراد الشخصية من حكام من داخل الأوطان، مقارنة بمطالبة الشعب الفلسطيني لحريته من الإحتلال الصهيوني.
المقالة تربط كما نوهت سابقا في إحدى خواطري القصيرة على صفحات الفيسبوك للإستخدام المتشابه لبعض الحروف في اللغة العربية يعطينا معنى متشابه، كدعس ودهس، وربطتها في خاطرتي حينذاك بقفشة، ان الأجنبي هو من أدخل العربة أو السيارة لبلداننا ولأنه أي الأجنبي لايستطيع لفظ العين ولهذا حين صدم أول عربي بسيارته قال دهسته عوضا عن دعسته، حتى تخلصنا من الأجنبي وأصبحنا ندعس بعضنا البعض.
وهذا يعود بي وأعود بكم الى الفكرة الرئيسية والتي كعادتي أدوخ وياكم السبع دوخات وتتيه عليكم الحسبة، أتسائل هل (وهذا حلم خرافي، ولكن دعوني أحلمه)، لو تخلص الفلسطينيون والعرب من الإستعمار الصهيوني، هل سيأتي به اليوم ليطالبوا به بحرياتهم من حكومات من صلبهم كما يحدث ببقية الأوطان اللا أوطان العربية؟
وهل سيكون الدعس مدعاة لثورة ربيع فلسطينة ستؤدي الى الخراب والتقسيم وهجرة الفلسطينيون مرة أخرى من بلادهم بعد أن حرروها من مستعمر سرطاني الى مستعمر محلي وطني عنكبوتي؟!
إذا ما الحل؟
الحرية كما جاء في المقالة عن لسان الرائع غسان الكنفاني «أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها، أحكي عن الحرية التي هي نفسها المقابل».
الحرية كالحربة، حارة متحركة حميمة، أي بمعني علينا أن نحسها، نفهمها نعيشها، نحتويها وتحتوينا قبل ذلك، نتقمص الوعي المطلق للحرية، هي مسألة نسبية لكل فرد، وحين يتجاوزها لحدود آخر قد تصبح مجرمة، قاتلة وخانقة. معادلة صعبة جداً، وكما دونت مرة " الديمقراطية تقضي على نفسها بديمقراطيتها ".
كذلك الحرية، قد تفقدها في مقابل أن تحصل عليها، إن لم نفهم مداها ونحتويها ونحرر ذواتنا من شعوذات القطيع، أياً كان.
ففي أوربا تم إنتخاب ونجاح الأحزاب اليمينة الفاشية في البرلمان وبنجاح ساحق تحت شعار الحرية والديمقراطية برغم معاناة أوروبا والعالم أجمع جراء ويلات حربين كان سببها التعصب القومي. وفي العراق وغيرها من البلاد، تم تدمير البلاد بأيادي أحزاب دينية طائفية وعنصرية لإنتخابهم من قبل العراقي بعد القضاء على صدام ونظامه، تحت مسميات الحرية والديمقراطية، واليوم يترحم العراقيون على زمن صدام بعد أن كان واحداً أصبحنا في عصر مملوء بآلاف بل ملايين أمثاله من جهة، وربما عاد الشعب لوعيه ولو بعد خراب البصرة والعراق بأكمله، وإن كان متأخراً ولكنه أفضل حالاً من لاشئ وعدم الصحوة نهائياً من جهة أخرى.
إذاً لن تكون هناك ضرورة لربيع ولا خريف، ففي سبيل الإستمرار بالحيازة على حريتنا، أعتقد علينا أن نفهم ماذا نريد نحن من أنفسنا أولاً؟ وحين نفهم ونعي هذا المعنى لن نحتاج أن نطالب الآخر أن يعطينا تلك الحرية، وأعيد وأكرر فقط حين يفهم كل فرد مايريده هو من الحرية، أو لنذهب الى الجحيم ونطلق سراح الحرية ونحررها منا ومن مطالبتنا بها.
وأعتقد انها اي الحرية منكفئة ومسكينة وتعاني من حريتها هي الأخرى وبرأيي لو أبدلنا الراء بالنون المحتضنة لنقطة حقيقة وجودها، لتصبح "حنية" هو العلاج الأنجح والأكثر فعالية لهذا الإنسان المُحير والمحتار بحريته!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية