الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنت عسولة

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 11 / 5
الادب والفن


كانت بنت عسولة ، ليست جميلة وليست عادية ، لها قصة شعر جميلة تنسدل على

جبينها ، ولكن من قال ان الجمال الصارخ كان من شرائطى ، فان غرامى

بالفتيات ليس معلقا على مستوى جمالهم .

فتاتى لم تكن متعلمة لا اعرف لماذا ، رغم ان اسرتها لم تكن فقيرة واشقائها فتيان

وفتيات ، كانوا فى مراحل دراسية مختلفة وراقية ، ويشار اليها بالبنان .وبعضهم انتهى من الدراسة .

كانت فتاتى جارة لنا ، ودائما أسمع صياح والدتها عليها ، ومناداتها لها بطريقة

مميزة " يا نوران " ، لا أعلم كيف تعلقت بها ، ربما لأن شباك غرفتى يفتح على

المطبخ ، الذى تقريبا كانت لا تغادره الا قليلا .

كنت أغلق باب غرفتى وأتحدث اليها بالأاشارات ونستطيع بسهولة ان نقراء سويا

حركة الشفايف ، وبين الحين واللأخر كانت ترسل لى عبر شباك المطبخ قطع من

البسبوسة الجميلة التى تصنعها ، او قطع من الكيك الساخن .

وتواعدنا اكثر من مرة على اللقاء وكان من الصعب ،ن نلتقى فى بلدتنا الصغيرة

فأنا معروف وهى أيضا .

وهكذا رتبنا كى نلتقى فى القاهرة وكنا نجوب شوارعها متسلقين المواصلات العامة

، وأستقر رأينا على الذهاب لمنطقة الاهرامات الساحرة ، وامضينا يوما جميلا.

فى هذا اليوم استلقت عليا واصبح وجهها مقابلا لى ، وانحنيت عليها اقبلها فلم تمانع

قبلتها وابتسمت ، وانحنيت عليها مرة اخرى وقبلتها ، وانفرجت شفتاها قليلا ،

فحاولت ان اقبلها بعمق وألوك لسانى فى فمها ، ولكنها أغلقت فمها ولم تمكنى،

والتفتت الى قائلة مينفعش ؟

سألتها لماذا ؟ لاننى اعانى من مرض مزمن ولا أريد ان اضرك " قالتها لى بنبرة

حنان " ، لم أفهم وقتها وحتى الأن ، وما هو هذا المرض المزمن الذى يمنعها من

تقبيلى بعمق ؟

واستمرت علاقتنا وإكتفيت منها بالأحضان الدافئة ، ولكن علاقتى بها بدأت تفتر

قليلا قليلا بعد انغماسى فى علاقة أخرى .

ولكننى كنت اتتبع اخبارها من أن لأخر ، حتى علمت من صديق أنها تزوجت من

شخص يعرفه يكبرها بعشر سنوات تقريبا ، كانت مفاجئة لى ، لأعتقادى أنها لن

تتزوج لظروفها التى المحت لى عنها .

وبعد سنة تقريبا عرفت عرضا من صديقى أن زواجها أنتهى بالطلاق ، ولم يستمر

سوى اقل من الشهر ، وأن اهلها كانوا سببا رئيسيا فى افساد زواجها ، وعادت

الفتاة الشقية الى بيت اهلها مرة اخرى ، ، مكتسبة لقب مطلقة .

عادت الى المطبخ متفانية لخدمه اهلها ، الذين ربما سعوا فى طلاقها ، لتخدمهم
باقى حياتها .

طفت الى ذاكرتى ما قرأته للكاتب العظيم: عبد الوهاب مطاوع فى كتاب

" أندهش يا صديقى " عن كلمة قرأها للشاعر الأمريكى جيم اٌجى :

ترى ماذا يكون إحساس الأنسان حين يكون قد أثرى الحياة من حوله بكل هذا الحب

للاخرين ، ثم لا ينال منها ، أو منهم إلا قليلا ، أو اقل القليل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى