الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك عراقي مرتاح؟

احمد موكرياني

2021 / 11 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هذا السؤال قرأته قبل سنوات عندما وصف ناشره الشعوب العربية في المنطقة كل شعب بصفة يتميز بها.

ان هذا السؤال يدل عن عمق معرفة الذي نشره ويدل على المعاناة العراقيين منذ بدأ التاريخ.

الغريب من عدم راحة العراقيين، هو ان ارض العراق منذ بدأ الخليقة كانت تعتبر جنة عدن بسبب خضرتها ومياهها ووفرة مواردها، لذلك يستغرب المرء لعدم راحة العراقي وهو ينتمي لأرض أكثر خصوبة ومعطاة من اية بقعة أخرى في العالم.

لا اظن العراقي المواطن الأصيل ابن الارض الرافدين هو السبب، بل هم الذين استعمروا وهاجروا الى العراق من الشرق ومن الجنوب ومن الغرب ومن الشمال: الإغريق والفرس والعرب والترك المغول.
فلم يكن الشعب العراقي أغريقيا ولا فارسيا ولا عربيا ولا تركيا، بل سومريا، لذلك لا توجد الروح المواطنة في النفوس من يتولون السلطة في العراق، لأنهم ليسوا عراقيين اصلاء، فحكم العراق العباسيين من الحجاز لفترة 767 عاما، فجعلوا من بغداد المركز الحضاري والعلمي في العالم وبعده حكم الترك المغول العثمانيين دمروا حضارتنا وعشنا في فترة ظلام دامت 384 سنة، وبعدها نصب الاستعمار البريطاني ملكية مستوردة من الحجاز، وبعدها جاءنا المد القومي الأُحادي المتطرف الدموي من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي، وان كان حزب البعث رغم مبادئه العنصرية القومية ودمويته كان اكثر وطنية من العهود السابقة لأن قادة البعث من العراقيين ولدوا على ارض العراق.
فهل ولاء نوري المالكي وهادي العامري او قيس الخزعلي او فالح الفياض وغيرهم من عملاء إيران يحملون روح المواطنة للعراق وهم يعلنون صراحة ولائهم للخامنئي، لذلك لم يتطور العراق خلال فترة توليهم السلطة ولن يتطور العراق الا بعد قلعهم ومحاسبتهم على جرائمهم في قتل العراقيين وسلبهم لأموال الشعب العراقي وعمالتهم لإيران.

ان مهزلة الانتخابات والصراع على المناصب وجه آخر من مأساة العراق والعراقيين، فهل الأحزاب الحالية يمثلون الشعب العراقي وتطلعاته نحو تطور والازدهار والأمن الأمان، لا وألف لا، ان الأحزاب الحالية هم مجموعة من عصابات يتاجرون بالدين وهم اكفر الناس بالدين الإسلامي ولا يخشون الله ولا عقابه، وانما جعلوا من اطماعهم وتجارتهم بالدين القبلة التي يحجون اليها.

فلو جمعنا رؤساء الأحزاب الدينية في مناظرة تلفزيونية عامة للمنافسة فيما بينهم، فهل يتمكن أي منهم ان يقدم خطة اقتصادية لتطوير العراق، بالتأكيد لا ولكنهم سيتنافسون في عرض تبريرت شيطانية لا يقرها كتاب الله ولا المذهب الشيعي العلوي العربي الصحيح لسرقاتهم للأموال الشعب العراقي وقتلهم للمعارضين اللذين حرم الله قتلهم، وتطهير المناطق السنية مذهبيا وارض كردستان قوميا، كل بطريقته وحججه لتحليل سرقاته وأسباب القتل وتطهير حزام بغداد وديالى وسامراء وكركوك، فمنهم من يعتبر سرقاته هو مالا سائبا بدون مالك وفقا لفتاوي المرجعيات الدينية وليست أموال سحت، او يعتبرها الآخر اجرا لنضاله في محاربة العراقيين وقتلهم تحت راية خميني، وحتى لو اختبرنا ثقافتهم الدينية فسيفشلون من تقديم رواية دينية صحيحة، فهم اقل ثقافة من أي طالب حوزوي متوسط المستوى، لذلك لا يعلمون بماذا سيحاسبهم الله على جرائمهم بحق البشرية، فسيصيبهم الخزي والعار في الدنيا، فهم احقر الناس في نظر معظم العراقيين، وفي الآخرة لهم حسابًا عسيرًا عند الرب العالمين.

كلمة أخيرة:
• لا اثق بسياسي او قائد يصبغ شعره، لأنه في إخفاء حقيقة عمره يمكنه في ان يخفي الكثير، لأنه يكذب على الناس بإظهار نفسه أصغر سنا، ويبالغون البعض في الصبغ الأسود وكأنه يصبغ حذائه، وقد كتب المؤرخ العراقي شامل عبد القادر مقالة بعنوان "طاح صبغه" في الحوار المتمدن في 2010 سخر فيها من الرجال السياسة في عهد الملكي وقيادات البعث بصباغة شعرهم، فهل رأيتم رئيسا أمريكا او غربيا يصبغ شعره، انهم ان صبغوا شعرهم لسخرت الصحافة منهم، كما فعلوا بالرئيس الامريكي ترامب حيث كشفوا حتى عن حجم عضوه الذكري الصغير في برنامج تلفزيوني امريكي.
• لا اثق برجل دين يتولى السياسة مهما علت درجته العلمية او الفقهية، لأن السياسي في الوقت الحالي منافق وكذاب والا لا يمكن ان يبقى في الحكم ان صارح الناس والعالم بقناعاته، وانما يصرح بما يرغبون الحكام والشعوب من سماعه، أي يكذب على الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال