الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطابور السادس و إشكالية المثقف في فهم نفسه

المهدي المغربي

2021 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يسود عند المثقف مع الاسف اعتقاد ما ان الجماهير هي التي في حاجة إليه
ان يشرح لها و يحلل و يوضح و يعطي تصورات لما سيحدث و ينظر و و و
وينسى او يتناسى إنه هو الذي يلهث ورائها و يسعى اليها و هنا استحضر ما قاله
ماو تسيتونغ في هذا الشأن: لن تتعلم منك الجماهير مادمت لا تستطيع أن تكون تلميذا لها.
هذا يفسر مذى أهمية الاستماع إلى نبض الشارع بدل الاملاء و التوصيات و إعطاء الارشادات من فوق بشكل يجعل الهوة تتسع و تأخذ مسارا يشبه و يحتل مكانة و وظيفة خطاب التنويم المغناطيسي
اذا كان الشعب بوعيه و حسه الفطري بالظلم و القهر مدرك لما هو فيه من ازمة فهذا الشرط قادر على جعله يفكر في نقيضه و في الحل الذي يلبي طموحاته و يجعل المعادلة معكوسة
مثلا اذا قرر الشعب ان ينزل للشوارع رافضا الحرب او محتجا على سياسة القهر و الاستغلال او من جراء قمع حريته المتزايد كل هذا في افق العصيان المدني
و جعل الانتفاضة الكبرى ممكنة ففي هذه الحال لا يحتاج إلى القيل و القال او شرح الملابسات و الحيثيات و الخلفيات
عندما يقول الشعب كلمته يقولها بالحسم و لاجل الحسم مع ما يجعله لعبة او ورقة يملا بها الفراغ و ترتب بها مواقف المساومات و التسويات الحزبية البعيدة عن هدف الجماهير المقهورة و الغاضبة من سياسة التكتيكات و تفويت الفرص و ليس مستبعدا ان تكون زمرة الطابور السادس متواطئة مع من هو سبب مأساة الشعب حتى تضمن تسوية مريحة مع نظام الحكم لمصلحتها على مصلحة الجماهير

المثقف يتصور طرحا ما و يطرحه على طاولة الجماهير بعدما ان زوقه و نمقه كي تؤمن به هذه الاخيرة بعدما ان يُستتب امرُها الى حقنة الاستلاب السحرية
اما الجماهير بل قل لكن الجماهير تصورُها هو فيما يجلي فعلها على محك الصراع و ليس على هامش جدليته و في هذه الحال يصعب على المثقفاتي استمالة الناس بالرغم من شحنة الكلام المعسول المتدفق من الخطاب الموجه ايديلوجيا و المبرمج لهذا الغرض
كل التصورات الممكنة من مخيلة المثقف تظل حكيا استهلاكيا اذا لم يعتبر هذا المثقف هو ذاته الجماهير واحد منها و جزء منها يتألم مع معاناتها و يعاني مثلها ويتزاحم في دروبها و في جمعياتها و نقاباتها انذاك تتحقق الوحدة العضوية التي تكلم عنها غرامشي و لن يعد للتباين و الاستاذية مكانا تمييزيا متعاليا يطرح اشكالا لا منهجيا و لا معرفيا
و في هذه الوحدة المتماسكة تظهر المعرفة العلمية لخلق اللحظة الحاسمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي