الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات نصراوي: العسكر يغنّي أغنيات المجد والظفرْ

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2021 / 11 / 6
سيرة ذاتية



ضمن سياسات حكومات إسرائيل المتعاقبة، يجري تضييق الخناق عل تطور البلدات العربية، لدرجة عدم توفير أراض للبناء وتوسيع مسطحات البلدات العربية، وبناء مناطق صناعية، الا بحالات قصوى تدفع العديد من المواطنين للبحث عن منازل في البلدات اليهودية المقامة طبعا على أراض البلدات العربية، كما في الناصرة العليا التي غير اسمها ل "نوف هجليل" والتي أصبح أكثر من 30% من سكانها من المواطنين العرب واتوقع ان يزداد عدد المواطنين العرب مستقبلا لأكثر من 50%، رغم كل خطط السلطات لتوطين المزيد من اليهود فيها. لذا دعوت في مقال قبل أكثر من عقدين من السنين، ان يرى المواطنين العرب بالناصرة العليا (نوف هجليل) ومدينة كرمئيل في الشاغور، وغيرها من البلدات المقامة على أراضيهم المصدرة، بلداتهم الخاصة، حيث تخصص الحكومة لهم الميزانيات الكبيرة وبرامج تطوير مختلفة، وليس سرا القول ان تشكيل مجلس بلدية الناصرة العليا (نوف هجليل) لم يعد يتيسر بدون أعضاء البلدية من المنتخبين العرب.
ان التخطيط الرسمي من حكومات إسرائيل بتوفير أراض بأسعار مناسبة لتطوير البلدات العربية ببناء منازل وتخصيص مناطق للسكن والصناعة اسوة بما تقوم به في الوسط اليهودي. هو امر غير وارد الا بحالات نادرة لردع التدفق للمدن اليهودية المقامة عل أراضيهم.
هذا الواقع يدفع الاف المواطنين لما يسمى "البناء غير المرخص" على أراضيهم التي تُصعب (عمليا ترفض) حكومات إسرائيل إدخالها ضمن مناطق البناء للبلدات العربية. من هنا نشهد تنامي ظاهرة البناء غير المرخص. وهو تعبير يخص بالأساس المجتمع العربي في إسرائيل. عمليا لم تقر حكومات إسرائيل حلولا لحل مشكلة الضائقة السكنية في البلدات العربية. وهذا ليس وليد الصدفة بل هو ضمن السياسة التمييزية الشرسة لحكومات إسرائيل التي صادرت عمليا أكثر من 93% من أراضي الفلسطينيين، وحصة المواطنين العرب في إسرائيل والذين يشكلون 20% من المواطنين لا تتعدى 3.5% من الأرض. والنضال لوقف هذه السياسة لم يتوقف بل تسن قوانين جديدة تفرض دفع تكاليف الهدم إذا لم يقم المواطن نفسه بهدم منزله "غير المرخص" الذي بناه على قطعة ارض يملكها لكنها لم تدخل ضمن تنظيم البناء، رغم انها بلصق وضمن اراضي البلدات العربية.
كتبنا كثيرا عن هذا الواقع سودنا الاف الصفحات، والموضوع يطرح بتواصل على المؤسسات الرسمية، لكن لا حياة لمن تنادي.
ما زلت أتذكر قصيدة معبرة عن الألم من هدم المنازل "غير المرخصة"، للمرحوم الشاعر سالم جبران، اسجلها كوثيقة ضمن النضال المتواصل لحماية المنازل التي بنيت في البلدات العربية، على أراضي يملكها المواطنين وتواجه خطر الهدم!
.
قصيدة "المعركة" للشاعر سالم جبران

غيْمُ الغبار في الفضاء.. والشررْ
ويوسفٌ محتجزٌ
بين الجنود، تستبيحه الذكرْ..
أنا..أنا بنيتُهُ
بعت لكي أقيمه الماعز والبقرْ
أحجاره .. أنا بنفسي كلّها قطعتُها
قطعتها.. حجرْ.. حجرْ!
وعندما جاء من الرامة بنّاء لكي يبنيَهُ
رفعته إليه للسّقالهْ
رفعته، حجرْ.. حجرْ!
يا ناس! يا إله! هل يُهدم في هنيهةٍ
كأنّهُ زحاجةٌ..
أو بيضة فتنكسرْ؟
نُفّذت الخطّة
والعسكر عاد مسرعًا
وهو يغنّي أغنيات المجد والظفرْ
ويوسفٌ
يكفكف الدموع من عينيْ وحيده عُمرْ
ويستغيث.. ثم ينكبُّ على زوجته
يريد أن يسكتها
وهو يكاد من أساه ينفجرْ!
يا شعب إسرائيلَ.. بوليسكم
عاد.. اخرجوا، حالا، إلى ساحاتكم
واستقبلوه.. إنّه
قد حطّم العدوّ
وانتصرّْ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يااستاذ نبيل اتركوا العنصرية ومعاداة اليهود واعملو
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 11 / 7 - 04:18 )
واعملوا من اجل وطن واحد وشعب واحد في هذه الارض الصغيرة التي سميتموها فلسطين-اليس عيبا ان البشر الاخرين الاسوياء في ال104سنوات الاخيره بنوا دولا عطمى ورائده ومرفهة في الولايات المتحدة وخصوصا في استراليا وكندا وكونوا شعوبا جباره تتكون من عشرات الاعراق والديانات واللغات والوان البشره وانتم لازلتم تقسمون اهل هذه القرية الصغيره التي سميتموها فلسطين الى يهود وتشتمونهم ليل نهار بل تسمونهم ابناء القرود والخنازير وتعلمون اطفالكم على الاساءة اليهم بل وقتلهم وتسمون ذالك نضالا بل بطوله-اخي استاذنبيل ان عدد -الفلسطينيين الذين صاروامواطنين في بلاد الرفاه والدمقراطية يزيد على عدد كم وعدد اليهود فيبلاد الشام-اخي نبيل غيروا عقليتكم العدوانية الانانية المنافقه الكاذبه وانظروا للامور بشويه عقل وشويه انسانيه وصيروا ناسا طبيعيين وانظروا بتقزز للارهابيين المجرمين القتله عصابات حماس والجهاد وكل الارهابيين بينكم كي يطمئن اليكم اخوتنا اليهود ويعتبروكم شركاء وعقلاء لتكملوا سوية بناء سويسرا شرقاوسطيه تكون مثالا لتوعية اشباه البشر المتسممة عقولها بالفايروس الاسلامي عدو الانسانيه-اليهود هم سكان منطقتكم والعربيه ك


2 - الى صادق الكحلاوي
نبيل عودة ( 2021 / 11 / 7 - 05:36 )
رغم اني لا اوافق على رايك الذي يلقي باللوم على شعب نكب ويعيش تحت سلطة اضطهاد قومي شرسة، الا اني قررت نشر تعليقك لأنه راي يستحق النقاش.
.انا نشات بحركة شيوعية تنادي باخوة الشعوب والنضال اليهودي العربي المشترك
وما زلت امميا في نظرتي للشعب اليهودي
الشعب الفلسطيني شعبي لم يحتل ارض فلسطين ويشرد مليون فلسطيني ويرتكب التطهير العرقي ضد المواطنين اليهود.ويصادر 93%من الأرض التي يملكها الشعب الفلسطيني
بل ما زلنا ندعو لدولتين لشعبين ولست ضد دولة واحدة للشعبين
لكن وضع اللوم على الفلسطينينن تحت الاحتلال والقمع اليومي هو موقف غير صادق ولا يبشر بمستقبل يحترم حقوق الشعب الفلسطيني.
المشكلة ليست برفضنا ، بل برفض الاعتراف فينا كشعب له خقوق مثل اي شعب آخر في عالمنا
لمستوطنون في الاراضي التي احتلت بعد 1967 يسيطرون بقوة الاحتلال بصمت عربي ودولي
لسنا ضد فكرة دولة مشتركة ومساواة السؤال هل الفكر الصهيوني يرانا كبشر ام كسكان لا
يعترف فينا كمواطنين متساوي الحقوق حسب قانون القومية؟
رغم ذلك لسنا اعداء لحياة مشتركة ومساواة وحل سلمي للقضية الفلسطينية


3 - هل يخجل الفلسطينيون من هويتهم الفلسطينية ؟!
محمد بن زكري ( 2021 / 11 / 7 - 13:32 )
بإلحاح ملفت ، تكرر وصف البلدات الفلسطينية ، باستعمال مصطلح « البلدات العربية » 8 مرات !
و تكرر وصف المواطنين الفلسطينيين في دولة إسرائيل ، باستعمال مصطلح « المواطنين العرب » 4 مرات ! زائدا وصف المجتمع الفلسطيني في دولة إسرائيل ، باستعمال مصطلح « المجتمع العربي » !
و لمرة واحدة فقط في المقالة ، تمت الإشارة إلى الهوية الفلسطينية في تعبير « أراضي الفلسطينيين » !
فإذا كان الفلسطينيون أنفسهم يتماهون مع الأيديولوجيا الصهيونية التي تنفي فلسطينية الأرض و البشر ، فلا غرابة أن يلح الساسة و المفكرون الصهاينة ، على نفي الهوية الفلسطينية ، و استبدالها في خطابهم السياسي المؤدلج صهيونيا ، بصيغة « عرب إسرائيل » ، بما يفيد ضمنا بأن الفلسطيني دخيل طارئ على الأرض الإسرائيلية . رغم الإشارة إلى فلسطين و الفلسطينيين عشرات المرات في كتاب التناخ (العهد القديم) ! و لا لوم - إذن - على دولة إسرائيل في إصدارها قانون الجنسية اليهودية ، و يكون من المفهوم رفض إسرائيل المطلق لفكرة قيام دولة واحدة لكل مواطنيها ، على كامل تراب فلسطين ما قبل 48 . و لوم على الخلايجة (العرب الحقيقيين) في التطبيع الكامل مع إسرائيل !


4 - عزيزي محمد بن زكري
نبيل عودة ( 2021 / 11 / 7 - 13:47 )
التعبير لا علاقة له بالقضية القومية للشعب الفلسطيني الذي نكب بوطنه وبجرائم تطهير عرقي فضحها كاتب يهودي يساري بكتاب عنوانه التطهير العرقي في فلسطين، واسم الباحث د. ايلان بابه
انت تكتب بناء على نص وقد عبرت بالنص عن واقع مؤلم ولم اكتب بحثا او دراسة شاملة ومقالاتي مليئة بالفاصيل الكثيرة ولا استطيع مع كل مادة اكتبها ان اكرر جميع المواقف والتفاصيل


5 - الأستاذ نبيل عودة المحترم
محمد بن زكري ( 2021 / 11 / 7 - 15:40 )
مع استدراك سقوط حرف (لا) النافية ، سهوا ، من آخر جملة في تعليقي السابق « (لا) لوم على الخلايجة .... » . أكمل بالقول إن (العرب الحقيقيين) لم يعد يهمهم و لا يعنيهم من شأن فلسطين مثقال ذرة من غبار ، فهم يتنافسون في سباق محموم على إقامة أوثق العلاقات (الستراتيجية) مع دولة الفصل العنصري إسرائيل . و حجتهم (المراوِغة) أن الفلسطينيين أنفسهم قد تخلوا عن (فلسطينهم و فلسطينيتهم) .
و لذا ، فكلما صادفت مفكرا أو كاتبا فلسطينيا ، يصف فلسطينيي 48 ، داخل ما يسمى الخط الأخضر ، باستعمال مصطلح « عرب إسرائيل » ، تنتصب أمامي علامة الاستفهام التعجبي : لماذا هذا المصطلح المفخخ (عرب إسرائيل) و ليس (الفلسطينيون داخل دولة إسرائيل) ؟! فمداخلتي - في واقع الأمر - لا تخص شخصكم الكريم بالذات ، و إنْ جاءت على هامش مقالتكم هذه . و كل قصدي هو التنبيه إلى أن فخاخ اللغة المخبأة داخل المصطلحات ، هي أخطر كثيرا مما قد تبدو عليه من براءة .
و بكل التفهم و التقدير : تحياتي و احترامي


6 - أخي محمد بن زكري
نبيل عودة ( 2021 / 11 / 7 - 16:28 )
شكرا على ردك وانا احترم كل راي يناقش بغض النظر هن رايي الخاص
التسمية فيه اشكالية معينة لمنها ليست جوهرية
نحن مواطني اسرائيل بفضل لا ناقة لنا فيه ولا جمل، انما عالم عربي مفكك ويتهاوى بلا مكستقبل مع الأسف، وأي مقارنة مع اسرائيل بالمجال العلمي واللتقني والاقتصادي هو مؤلم لعالمنا العربي.
مثلا التسميات السائدة عرب 48 وعرب الداخل والفلسطينيون مواطني اسرائيل، وفلسطينيي 48
وعرب اسرائيل
جعلةا المشكلة بالتسمية. وهو أمر لا اهمية له ولا اظن اننا يجب ان نتمجور حول ما هي التسمية الأصح
هذا لن يغير فكرنا ونهجنا ونضالنا من اجل المساواة والسلام باقامو دولة فلسطينية في مناطق فلسطين 1967 وكل تفكير آخر مجرد نزوات لن تقود الى شيء، او باقامة دولة مشتركة ضمن مساواة كاملة لكني لاارى ان ذلك ممكنا.
اذن انا فلسطيني .. وأي تسمية اخرى لا تهمني حتى لو استعملتها.
واقع القومية العربية اليوم محزن ومفكك وضعيف، الدين بالمفاهيم التي يعلم بها اضعف الهوية
القومية
بل وكتب التعليم السعودية تعتبر الفكر القومي مؤامرة استعمارية صهيونية صليبية
ما يقلقني ليس هويتي القومية بل الهوية القومية العربية لمجمل عالمنا العربي

اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في