الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة القومية إلى زوال

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


نحن جزء من هذا العالم ، ويلفت نظرنا أحياناً أن نفكر بما يجري ، وما هو مستقبل الدولة القومية وفق مايجري ، الدولة القومية هي محل صراع اليوم ،وقد شهدنا على محاولة التصويت على الاستقلال القومي كما في برشلونة ، وكردستان العراق ، لكن ذلك لن يحدث لأنّ الصراع بحد ذاه هو على الموارد في الدرجة الأولى ، وصندوق الاقتراع لا قيمة له إلا عندما لا يكون في مصلحة الشعوب !
الدولة القومية بحدودها وحكوماتها المركزية وسلطتها السيادية أصبحت على نحو متزايد بعيدة عن العالم. وكما لاحظ كارل ماركس ، إذا قمت بتغيير نمط الإنتاج المهيمن الذي يقوم عليه المجتمع ، فإن البنية الاجتماعية والسياسية ستتغير أيضاً.لا شك أن سكان جنوب أوروبا كانوا مقتنعين في الماضي أن الامبراطورية الرومانية سوف تستمر ، ومع ذلك فإنها عندما تدهورت اقتصادياً وعسكرياً اختفت .وربما سكان سورية يعتقدون اليوم أن الأسد باق إلى الأبد ، وسورية هي بقعة صفيرة من الأرض ، وليست بالطبع امبراطورية رومانية ، فتلك الحرب التي وصعت حداً لحياة جيل كامل من الشباب ، مع ضعف الموارد سوف تنتهي قريباً ، وبأسرع مما نتصور، لكن الرأسمال القذر هو من يمد في أجل السلطة
يغرد المرشح الرئاسي دونالد ترامب قبل استلامه السلطة : "أمة بلا حدود ليست أمة على الإطلاق. سنجعل أمريكا آمنة مرة أخرى! تحدد الحدود من يدخل ومن يخرج ، ومن هو مواطن ومن ليس كذلك ، ومن يدخل ومن يأخذ من القدر المشترك. إذا لم تستطع الأمة الدفاع عن حدودها ، فإنها تتوقف عن الوجود بأي طريقة ذات معنى ، سواء كانت مصلحة مستمرة أو أسطورة متفق عليها بأنها كذلك. مع هذا لم يستطع ترامب وضع حدود و إيقاف الهجرة حتى بعد تسلّمه السلطة ، و ألعولمة هي التي منعت الدولة القومية على فرض التغيير ، و الرأسمال العالمي أسقط ترامب في الجولة الثانية من الانتخابات .
يبدو أن الإنترنت يبشر بمستقبل بلا حدود وخال من الهوية. ويبدو أن تغير المناخ وإدارة الإنترنت والجريمة الدولية تتجاوز قدرات الدولة القومية. وهناك توقعات أن يصل عدد اللاجئين إلى الغرب 200 مليون شخص بسبب تغير المناخ بعد أقل من خمسين عاماً، ولن تستطيع الدول منعهم ، فالبشر عندما يقررون الرحيل لن توجد قوة تستطيع منعهم .
الإنترنت عبارة عن تقنية مبنية على مبادئ خالية من الرقابة ولا مركزية ولا حدود لها. وهو الآن في كل مكان حيث يوجد بالفعل ملايين الأشخاص الذين يستخدمون تقنيات البيتكوين والبلوك تشين ، المصممة للسيطرة على المعروض النقدي من البنوك المركزية والحكومات ، وسيستمر عددهم في النمو، حيث أصبح هناك من يعتقد أنّه أصبح مواطن عالمي.
رغم ازدياد أعداد اليمين المتطرف في الغرب ، و المؤيد بطبيعته للدولة القومية ، لكنها موجة عابرة ، فمن يتحكم حقيقة في الحياة السياسية إضافة إلى وادي السيلكون ، مافيا الجريمة ، و الرأسمال القذر في العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ