الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشهد جديد من رواية (موطن الخيبات) فاضل العتابي

العتابي فاضل

2021 / 11 / 7
الادب والفن


موطن الخيبات
رواية تحاكي خيبات عراقي في موطنه وكل أرض تطأها قدمه...
للكاتب
فاضل العتابي



دعوه إلى التوقيع على أقواله.
قال له: بعد أن نتركك يحق لك أن تطالع اعترافاتك إن كانت مخالفة لما أدليت به ومن حقك أن لا توقع.
ولا تنسَ هنالك عدة توقيعات ستصادفك مؤشرة كلها ولك الوقت المفتوح.
بعد خروجهم وإغلاق الباب نزع العصابة السوداء، وبعد النظر إلى الغرفة ومحتواها انتبه إلى أنها خالية من النوافذ، وتحتوي على طاولة مكتب كان يجلس المحقق خلفها وكان سامي جالسا على كرسي.
حمل الكرسي وجلس بالقرب من طاولة المكتب.
أول ما قرأه هو العنوان
أقوال الهارب إلى خارج القطر سامي عبد العظيم محمود
وبدأ يتصفح الإعترافات بسرعة ويتثبت من بعضها ثم يقوم بالتوقيع في الأماكن المخصصة لذلك. أحصى عدد التواقيع فوجدها اثنين وثلاثين توقيعاً.
أعاد الكرسي إلى مكانه ولبس العصابة السوداء بعد وقوفه خلف الباب وطرق الباب بكل هدوء وتراجع قليلا إلى الوراء بمسافة ليفتح الباب ويتم نقله إلى الزنزانة.
ولم يتم استدعاؤه إلا بعد فترة طويلة قاربت الشهرين.
ليتم إخباره أنه سيتم نقله بعد أسبوع من أجل المحاكمة.
وبعد أسبوع نقل في سيارة مغلفة مثل (البوكس) مع ثلاثة أشخاص، نزلوا في مكان حسب ما قال أحد الذين معه هذه محكمة الثورة.
أيقن لحظتها أنه ذاهب إلى الإعدام شنقا.
لأنه يعرف أن من ينقل إلى محكمة الثورة سيكون أقل حكم هو المؤبد.
أجلسوهم في غرفة، مقيدي الأيادي، تبادلوا بعض الأحاديث بصوت منخفض عن قضاياهم، واحد منهم كانت تهمته: اختلاس أموال والآخر الانضمام إلى المعارضة العراقية في إيران .
كان سامي أول من استدعاه القاضي أو رئيس محكمة الثورة
حيث تليت الاتهامات ثم سأله هل لديك اعتراض؟
أجابه سامي: كلا
ليدلي القاضي بالحكم
حسب المادة المرقمة كذا حكم على المتهم سامي محمود عبد العظيم بكذا سنة حبس
وحسب المادة المرقمة كذا حكم المتهم سامي محمود عبد العظيم بكذا سنة حبس
لتتوالى الأحكام
وآخرها حسب المادة كذا حكم على المتهم المدان سامي محمود عبد العظيم بالإعدام شنقا حتى الموت.
ثم قال له رئيس المحكمة:
-اخرج (سود الله وجهك) يا خائن.
خرج سامي يمشي دون أن يرف له جفن لأنه كان يتوقع هذا الحكم
بعد ذلك، تم نقله مباشرةً إلى سجن أبو غريب، قسم الأحكام الثقيلة في انتظار تصديق الحكم من قبل (مفتي الديار العراقية) وتحديد موعد التنفيذ.
كان يقضي وقته بالمطالعة فقط بانتظار يوم التنفيذ، وكان هناك مجموعة كبيرة قبله تنتظر التنفيذ أيضا، منهم من له سنتان أو أكثر وهو ينتظر.
وبعد شهور قليلة استعرت حمى الإعدامات بالتنفيذ للذين هم قبله، منهم من هو ميت قبل التنفيذ، ومنهم من هو صلد ويضحك وكأنه ينتظر اطلاق سراحه، وبعد ثمانية شهور من هذه الحملة أبلغوهم بالأسماء كانوا أربعة عشر محكوماً، صادف ذلك في شهر نيسان وتم عزلهم في زنازين منفردة بانتظار يوم التنفيذ.
وفي صبيحة الثامن والعشرين من نيسان تم جمعهم من جديد هذه المجموعة ليسوقهم لقاعة فسيحة دخلوا القاعة بملابسهم الحمراء وإذا بالقاعة مصفوفة بكراسي والزينة معلقة.
كان ذلك اليوم هو عيد ميلاد القائد الضرورة، وهذا الأمر لا يهمهم من بعيد أو قريب، كانت مكبرات الصوت تصدح بالأغاني لتمجيد القائد والأهازيج كلها بحب القائد،
وبقيت أغنية عالقة بذهنه ولم ينسها ليومه هذا
يغنيها المطرب العراقي(ياس خضر)
عنوانها

(شكد أنته رائع سيدي)

سيدي شكد انته رائع سيدي
بيدك الطيبة الكريمة والله داويت المواجع
من النصر جندينا راجع
الله الله
والسعد للديرة راجع
والهنا لكل بيت راجع
خضرت كل المرابع والضوه بكل بيت ساطع
دكت أجراس الكنائس كبرت كل الجوامع
الله أكبر
والشوارع مدري هيه من الفرح تحضن الناس
مدري هيه الناس من كثر الفرح تملي الشوارع
سيدي سيدي شكد انته رائع سيدي
من وطن من شعب رائع سيدي
بيدك الطيبة الكريمة والله داويت المواجع.
وعند نهايتها والجميع جالسون على الكراسي
وإذا بضابط برتبة عالية يدخل إلى القاعة ومن ثم تبعه الكثير من العساكر برتب مختلفة ومنهم آمر السجن.
وقف الجميع احتراما له وهو مبتسم
وقف خلف منصة منصوبة وسط القاعة
قال السلام عليكم
نحن هنا في هذا اليوم العظيم المبارك هذا اليوم الذي مَّنَ به الله على الشعب العراقي العظيم وعلى الأمة العربية، ألا وهو يوم عيد ميلاد القائد الحبيب القائد المجاهد محبوب الشعب (صدام حسين) أطال الله في عمره وجعله ذخرا للأمة العربية المجيدة وللعراق.
حضورنا هو اليوم هنا ليس بالصدفة بل نحمل لكم البشرى العظيمة من قائد عظيم رؤوف بشعبه ورحيم.
مكرمة من سيادته الذي عودنا على مكارمه التي لا تعد ولا تحصى. واليوم أنا هنا لأقرأ عليكم مكرمة السيد القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه في عيد ميلاده الميمون،
ألا وهي قرار سيادته العفو عن هذه المجموعة التي صادف اليوم تنفيذ حكم الإعدام
بحقها وهو نفس اليوم الذي يصادف عيد ميلاد سيادته. وتلا عليهم الآتي:
قرار باسم رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة
قررنا نحن صدام حسين رئيس جمهورية العراق
بما يلي
العفو عن المحكومين بالإعدام من تسلسل واحد الى تسلسل أربعة عشر وإطلاق سراحهم فورا بدون أي مساءلة.
الموقع أدناه
صدام حسين
رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة.
وبدأ الهرج والمرج يعم القاعة وسط الرقص والإغماء الذي أصيب به بعضهم، خرج العساكر من القاعة بعد انتهاء التهنئة وعلاج من أغميَ عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته