الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية- 5

نزار رهك

2003 / 5 / 15
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية (5)

www.Rahakmedia.com

 

الفاشية لا تعتمد على التوجه الطبقي ولا تريد تمثيل طبقة بحد ذاتها كالاحزاب البرجوازية او الشيوعية بل تحاول كسب الجميع لأجل اهداف تدعي بتمثيل الجميع ، وقائد الحزب الفاشي هو ممثل لجميع فئات الشعب فهو ( مناضل عمالي ) أكثر من النقابات ومالك للارض اكثر من الاقطاعي وبرجوازيا اكثر من صاحب المعمل ، دون ان يحقق او يتبنى اي  من اهداف هذه الطبقة او تلك بل يحاول الى يلتجأ بحل المطالب والاهداف عبر الوصول الى تحقيق الهدف ( الاسمى ) وهو الوحدة القومية المستحيلة والبعيدة عن الواقع والشائكة في ظل التفاوت السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي تعيشها الاجزاء المختلفة لهذه القومية كشعار ( الوحدة العربية ) او ( وحدة كردستان ) .

العقيد معمر القذافي فقد وجد في وحدة أفريقيا أكثر منالا من الوحدة العربية . أما الحديث عن الوحدة الأسلامية فهي بحاجة الى ديكتاتور لم تخلقه البشرية بعد.

ان الخلط بين الوطنية والقومية ، بين الواقع المعاش وتداعياته وبين الفنطازيا والخيال كحلم بعيد عن متطلبات المواطن العادي الذي يطمح للسلام على ارضه وتلبية احتياجاته المعاشية واخذ دوره في الحياة السياسية , أدى ويؤدي الى تجريد المواطن من الأحساس والتأثير بمحيطه وبالتالي من إشراكه بالعمل السياسي الوطني أو الديمقراطي وخلق في داخله مشاعر اللامبالات تجاه الأحداث السياسية الجارية في البلد بما فيها الحروب التي تقوده الى المحرقة وقد ولدت روح الخلاص الفردي من المأساة وهو مفتاح القضاء على كافة الأحزاب السياسية العراقية المعارضة وتحويلها الى أحزاب في المهجر.ومن بقي منها كان يحمل في توجهاته المعارضة نفس التوجهات القومية أو اللاوطنية وبنفس الفنتازيا التي تستند اليها ثقافة السلطة ولكنها بالأتجاه المعاكس .

 ان الاحزاب الفاشية في ارتكازها الى الشعار القومي والشوفيني فانها توجه حرابها الى الاحزاب السياسية للقومية نفسها في الاجزاء الاخرى من هذه القومية ( البعث العراقي في مواجهة البعث السوري وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية ) ( الحزب الديمقراطي  الكردستاني العراقي في مواجهة الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني ) ( الاتحاد الوطني الكردستاني في محاربة حزب العمال الكردستاني التركي ) وكذلك ( حرب الاخوة التي كلفت الآلاف من الضحايا بين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني ) وقد ارتكب ( الاتحاد الوطني الكردستاني مجازر تجاه مناضلي العديد من الاحزاب الوطنية العراقية تضعه في فئة الاحزاب التي تعتبر قانونا من مجرمي الحروب ومن الاحزاب التي ترتكب الجرائم الجنائية ) وهذا بالتأكيد لايعني ان المئات من مناضلي الاتحاد الوطني الكردستاني والذين شاركتهم شخصيا سنوات طويلة من النضال المسلح في مواجهة النظام الفاشي البائد هم مجرمي حرب او عصابات فاشية بل اعني بعض القيادات المهمة كجلال طالباني ونيو شيروان وغيرهم المسؤولين مباشرة عن الجرائم وهناك قوائم بالاسماء سيأتي اليوم لتقديمهم لمحاكم الشعب الديمقراطية إن عاجلا ام آجلا.

ان العسكرة السياسية ووضعها كمقياس للتوازن السياسي ( النموذج الامريكي ) اضافة الى عدم وضوح الانتماء الوطني عبر الشعارات القومية وضع المئات من اعضاء حزب الاتحاد الوطني وبتوجيه سياسي مقصود في معاداة العرب العراقيين ويهللون لكل حرب تقع على العراق وهنا اورد مشاهداتي للقاءات تلفزيونية غربية تُظهر بعض الاكراد يتقافزون فرحا عندما تُقصف بغداد بالصواريخ .. وقد وصلت حداً بظهور احدهم وسط مجموعة يعلقون على الحائط علماً ( كردياً !!) وهو يمسك بالطبلة ويغني فرحاً بالحرب . في احدى المحطات العربية يتصل احد الاكراد ويقول ( ان امريكا لا تريد سرقة نفط العراق ، بل صدام حسين هو الذي سرق نفطنا في كركوك!!)

ان التربية الفاشية لأعضاء احزابها تتناقض حسب موقعهم في السلطة ، في احزاب السلطة ( البعث ) تجري التربية باتجاه إذابة بقية القوميات في بوتقة السلطة وحزبها كحل للوحدة الوطنية ومَن يختلف مع هذا الرأي هو خائن ومرتزق وعصاة ومخربين .. الخ . اما الاحزاب الفاشية خارج السلطة او المعارضة ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) فيجري تربية اعضاءه بنفس المبدأ و بالاتجاه المعاكس ، ويعتبر الاجراءات الديكتاتورية موجهة فقط ضد الاكراد كقومية واعتبار المواجهة العسكرية من قبل السلطة باعتبارها احتلال اجنبي ، وعندما يتحدثون عن العدو يجري ذكر ( العرب ) بالاشارة الى قوات السلطة . وهنا تجدر الاشارة الى ان عدد الاكراد في قوات السلطة ( الجحوش ) هم اكثر عشرات الاضعاف من عدد الاكراد من افراد قوات البيشمة ركة في السنوات 1978 ـ 1988 ولم تذكر هذه الاحزاب متى جرى الاحتلال العربي لكردستان اذا كانت هناك دولة كانت تسمى كردستان .

الفاشية تحاول تقييم التناقضات الطبقية بانه خلاصة نهائية ثابتة وتركيبة اجتماعية يجب تكريسها بالكامل لخدمة القائد ، وهي بهذا تحاول عبور الصراعات الطبقية وتنهيها بوضع القائد ( الضرورة ، الفارس ، المناضل, مام ... الخ ) باعتباره الحكم في حل جميع المشاكل بما فيها المطاليب الاقتصادية في هذا المعمل او ذاك او تبني او رفض هذا المطلب العمالي او الفلاحي او ذاك .

الفاشية الجديدة في ايطاليا مثلا تعتمد على ملاكي الاراضي وبعض اصحاب النفوذ المالي او التجاري وكذلك المحاربين القدامى وخاصة مجرمي الحرب القدامى والجنائيين، وهو امتداد لاعتبار الاعمال الجنائية بحق الحزب الخصم او عوائل الاحزاب المعادية او السكان المدنيين المحسوبين على الطرف المعادي ، اعمالا بطولية نادرة ( إسرائيل خير مثال ) وفي كردستان قام الاتحاد الوطني الكردستاني بقتل العديد  من المدنيين وسجلوها باعتبارها اعمال مقاومة بطولية ( ومن بينها قتل اساتذة جامعيين ) . ويذكر ان الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني يعتمدون بالدرجة الاساسية على ملاكي الاراضي ورؤساء العشائر واصحاب رؤوس الاموال وهي ارضية مشتركة للتحالف المساند للحرب الامريكية والذي يضم في صفوفه عملاء ومرتزقة وطائفيين ومجرمي حرب ويحاولون بالتحالف مع الامريكان الذين يرفعون شعار اسقاط النظام العراقي الديكتاتوري المحافظة على ديكتاتورياتهم الصغيرة وتوسيعها بمساعدة قوات الاحتلال الامريكية . في احد اللقاءات التلفزيونية يقول جلال طالباني ( انا مشتاق ليس فقط الى كركوك وانما الى بغداد ايضاً ) . 

 

للموضوع بقية... 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال