الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وراء محاولة اغتيال الكاظمي ؟

رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)

2021 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



في خضم الخلافات السياسية بخصوص نتائج الانتخابات النيابية العراقية ( المبكرة ) و توتير الاوضاع الامنية بتحريض الناس من قبل بعض التيارات و الجماعات على رفض نتائج هذه الانتخابات المخيبة لآمال و خطط هذه الاطراف ، و بعد اطلاق العديد من التهديدات و التهم بحقه تعرض السيد مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال (صبيحة الاحد 7 نوفمبر2021) و ذلك بهجوم ارهابي بالصواريخ المحمولة على طائرات مسيرة على محل سكناه .
و بكل تأكيد فإن ما حدث بكل مواصفاته و أهدافه الخاصة و العامة يدرج في خانة الارهاب ، فالهجوم اضافة على استهدافه لشخصية عراقية تمثل رأس الحكومة العراقية ، استهدف أيضا مجمل العملية الديمقراطية و السيادة الوطنية العراقية و ضرب و قمع ارادة و مطلب الشارع العراقي و حرية رأي المواطن العراقي الذي عبر عنه في العملية الانتخابية التي شاركت فيها جميع القوى السياسية العراقية منها التي تقبلت النتائج و منها التي رفضتها و ترفضها بعناد (مشبوه) و لا ترضى الا بإعتبارها هي الفائزة برغم فشلها حماهيريا في كسب ثقة الجماهير بها ،و لفقدان الثقة هذه اسبابها المعروفة لدى الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي و التي عبروا عنها بوضوح خلال احداث تظاهرات و احتجاجات تشرين (2019) في بغداد و بقية محافظات جنوب العراق التي اسفرت عن سقوط حكومة عادل عبد المهدي و تشكيل حكومة مؤقتة اعلنت عن تحديد موعد لاجراء انتخابات نيابية مبكرة .
محاولة اغتيال الكاظمي يعني بباطنه و ظاهره اعلانا صريحا من قبل مخططيها ومنفذيها عن عداء سافر لمجمل مسار العملية الديمقراطية في العراق و ارادة الشعب و رغبته المشروعة في اوضاع سياسية و اقصادية و اجتماعية افضل ، و ما حدث يشكل تهديدا مستهترا للامن و الاستقرار المنشودين كضرورتين ملحتين للبلاد ، وايضا جر المجتمع العراقي الى صراعات و صدامات داخلية يخرج منها كل العراقيين خاسرين .
قوى و شخصيات مناضلة عراقية وطنية و اطراف دولية من بينها منظمة الامم المتحدة اعربت عن شجبها و استنكارها الشديد للهجوم الارهابي الحاقد هذا و الغريب في الامر ان ايران كانت أول من علقت على ما حدث بتصريح يبدومن صياغته انه كان جاهزا مسبقا ، جاء بلسان علي شمخاني أمين عام المجلس الاعلى للامن القومي الايراني كمحاولة لتبرئة ايران و تنصلها من اية صلة لها بما جرى ، وصف فيه و بتعبير غامض الحدث قائلا (تلك المحاولة فتنة جديدة ، يمكن تتبعها الى المؤسسات البحثية الاجنبية لدعم القوات المحتلة في بغداد ..!).
الواضح من الصورة ان العملية الارهابية بالطريقة وبالادوات و الاسلحة التي استخدمت لتنفيذها ، ليست الاولى من نوعها ، حيث سبقتها العديد من العمليات المماثله منها على سبيل المثال الهجمات التي تعرضت لها مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق في وقت سابق من هذا العام و التي اكدت التحقيقات و بأدلة عينية ملموسة وتباهي بعض الاطراف العراقية بها ، تشخيص منفذيها و المتورطين بها و من كانوا ورائهم .
الهجوم الارهابي هذا لنصفية الكاظمي بطبيعته المتخلفة الغادرة يعبر اول ما يعبر عن عداء ايديولوجي عميق وحقد اسود ظلامي على مجمل المسار الديمقراطي و فعالياته في العراق ، محاولة اخرى من محاولات تحريفها عن المسار وعرقلة تقدمها نحو اداء افضل واغنى و بالشكل الذي يحقق رضا الشعب . و يعبر كذلك بشقيه السياسي و السايكلوجي عن عداء مريض لمواقف و طموحات الغالبية العظمى من ابناء العراق الرافضة للتدخلات الهدامة المقيتة في الشأن الداخلي للدولة العراقية و سيادتها وبالتالي الابقاء على حالات التسيب و الفوضى و الفساد .
ما حدث يمكن ايضا وصفه بالتصرف الهيستيري الارعن و عرضا للعضلات و تكشيرا للانياب لجماعات تستقوي بالغير ضد ارادة الغالبية العظمى من ابناء الشعب و ضد المصالح الوطنية العراقية ، فالهدف من مثل هذه الهجمات الارهابية هو تخويف و ارعاب المجتمع العراقي و كل قواه الوطنية الشريفة بغية تركيعهم و ايقاف مسيرتهم للنهوض و التقدم و بناء مجتمع العدل و المساوات ، مجتمع الشراكة الوطنية الفاعلة و المنتجة .
القوى المعادية لآمال و مطاليب العراقيين ستستمر في اعتدائاتها الارهابية الجبانة طالما امتلكت القدرة على تنفيذها ، فهي قوى مأجورة و مسيرة فاقدة لأي احساس بالانتماء للوطن ، مهمتها تنفيذ ما يمليه عليهم آغاواتهم من اوامر ، هذه الحقيقة واضحة و مؤكدة لدى كافة القوى الوطنية العراقية و لدى كل مواطن عراقي الذي صار نتيجة تجاربه المرة يملك ما يكفيه من الوعي و اليقين ليشير من د ون تردد اصبع الاتهام الى منفذي مثل هذه الجرائم الارهابية بحق العراق وابناء قومياته و مذاهبه و بحق كل قواه الديمقراطية المخلصة للوطن و شخصياته الوطنية النزيهة . و المطلب العراقي الان و في كل آن و زمان هو محاسبة مقترفي هذه الجرائم و تقديمهم للعدالة و فضحهم ايا كانوا محليا و عالميا .
ختاما و كإجابة للسؤال الذي جاء عنوانا لهذا الرأي ( من وراء محاولة اغتيال الكاظمي ؟ ) ، أقول الأمر مكشوف و الاجابة واضحة لدى كل العراقيين و كل قاص و دان مطّلع على الحال العراقي ..
( 7 نوفمبر- تشرين الاول 2021 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من وراء محاولة اغتيال الكاظمي ؟
وسام صباح ( 2021 / 11 / 8 - 11:59 )
سألت السؤال في عنوان المقال ولم ترد بجواب واضح من هو المسؤول لكني سأرد بشكل علني و بجراءة اكثر منك .
انهم الفصائل الولائية العميلة لإيران و دولة الولي السفيه المتآمر على سلامة العراق لجعله محافظة ايرانية .
من يملك الطائرات المسيرة غير تلك الفصائل التي تنظوي زورا الى الحشد الشعبي و تدعي انها تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة . وهم اول من يشتموه ويخططون لقتل قائدهم .
لقد تساهلت كثيرا ايها الكاظمي من قبل، حقنا للدماء رغم تجاوزهم باهانتك و تهديد سلامة العراق ، ومحاولتهم احتلال المنطقة الخضراء و اسقاط الحكومة و هجومهم السافر على السفارة الأمريكية التي هي بعهدة حكومة العراق و حمايتها . مما اساء لسمعة العراق كثير في المحافل الدولية .
لقد آن الآوان للإقتصاص من اولئك العملاء والخونة من اتباع ايران و زجهم في السجون وراء القضبان و تحجيمهم بما يدل على شموخ العراق وقوة جيشه ووضع العملاء والخونة في السجون وبما يستحقون من عقاب .

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي