الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوحنا النقيوسي

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 11 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


بدأ يوحنا النقيوسي كتابه "تاريخ العالم" بقصة الخلق التي سبق وتدوولت في كتب العهد القديم، وتحدث عن العبرانيين وحياتهم وخروجهم من مصراييم، وعن المسيح والمسيحية ومذاهبها وصراعاتها، وقسم روايته التاريخية مثلما قسم أيوزيبيوس روايته إلى وحدات زمنية تطابق كل منها حكم امبراطور أو أسقف مشهور، وكان خلال كل وحدة زمنية يورد مجموعة من الأحداث ليس بينها في الغالب اتصال. وقد شابه ايوزيبيوس كذلك في نظرته للمسيحيين الأتقياء والمناصرين للمسيح والمسيحية، إذ خلع الصفات الطيبة على كل من يناصرهم وشيطن ما عدا ذلك من وثنيين ومخالفين، وجعل من الشيطان شخصية تاريخية تشارك الأحداث وتفعل فعلها فيها.
وقد عرف جزء من هذا الكتاب "تاريخ العالم" ترجمته إلى العربية عن الحبشية، كما اختلف في الأصل، أهو قبطي أم حبشي أم عربي أم يوناني، وهو كالآتي: يوحنا النقيوسي. تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي. رؤية قبطية للفتح الإسلامي، ترجمة ودراسة تاريخية ولغوية، د. عمر صابر عبد الجليل، تقديم د. قاسم عبده قاسم، دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، طبعة سنة 2003م. يمكن أن يتناول الكتاب من زوايا نظر ثلاث، وهي تاريخ التعذيب والعنف، الصراع السياسي الروماني والكنسي والديني، والاجتياح الإسلامي لمصر إبان القرن السابع الميلادي، وهي الفترة التي دون فيها يوحنا كتاباته هذه.
تعبر الكثير من الفقرات ومنها هذه عن أبشع طرق التعذيب والعنف آنذاك: "وفي الحال دخل الجنود والحكام والقادة وقبضوا على فوقا ونزعوا تاج المملكة من فوق رأسه ولونديوس الخصي معه وأتوا بهما أسيرين إلى هرقل في كنيسة القديس توماس الحواري وقتلوهما كليهما أمامه، وقطعوا مذاكير فوقا وسلخوا جلده حتى ساقيه للعار والخسران الذي صنعه بامرأة (فوتيوس)، فإنها كانت أمة للرب، وأخذها قهرا دون إرادتها لأنها كريمة الأصل، ثم أخذوا أجساد فوقا ولونديوس وفونس وأتوا بها إلى مدينة قسطنطينية وأحرقوها بالنار وذروا رماد أجسادهم في الريح، لأن كل الناس كانوا يكرهونهم"(يوحنا النقيوسي: 187).
كما يذكر النص مقتل هيباثيا العالمة الجليلة من لدن رعاع المسيحية، ورد عن ذلك: وذهبوا للبحث عن المرأة الوثنية (هيباثيا) ونزعوا ملابسها، وسحبوها حتى أحضروها إلى شوارع المدينة حتى ماتت، وألقوا بها في مكان يدعى نيكينارون وأحرقوا جسدها بالنار، وكان كل الشعب يحيط بالبطريرك قيرلوس ويسمونه تاوفيلوس الجديد، لأنه أزال باقي الأوثان من المدينة. (130). يمكن أن نعتبر هذا الكتاب بتاريخيته الإطار المرجعي لرواية "عزازيل" لمؤلفها يوسف زيدان.

يمكن العودة إلى هذه الحلقة التي أنجزها الدكتور يوسف زيدان حول هذا الكتاب ضمن برنامج "متواليات"، والذي أنجزته قناة الغد:

https://www.youtube.com/watch?v=zU1Z_HTcuXQ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة