الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت تصلح لكلِّ شيءٍ يا أخي - نصوص - علي صلاح بلداوي

علي الحداد

2021 / 11 / 9
الادب والفن


١

أنتَ تصلحُ لكل شيءٍ يا أخي

قبل أن ينزلوني إلى هنا
وضع أحدهم يده على كتفي
وقال: أنتَ تصلحُ لكلِ شيءٍ يا أخي.
وقتها وجدت نفسي في الأسفل
بابًا للسور الذي يحيط بالمدينة
فانوسًا يحارب عتمة الزقاق
شعلةً تهدّد ما جاء من عواء الذئاب.
في أيام الحرب
ووضعوني هناك
على الضفّة بين الموت والرجال
حتى أنه لم يتبقّ في هذا الجسد الذي يمتدّ طويلًا
- مثل رجلٍ عملاق ينامُ على يديه نومة الظهيرة -
أيّ مكان للرصاص.

أمّا الآن
فأنا أعمل على طريق المقبرة
دليلًا للأموات الذين يضيّعون الطريق أحيانًا
وسائق أُجرةٍ للذين يقودهم الحنين الى البيت
وعندما لا يجدون ما يكفي من التوابيت
يأخذوني ويضعون في داخلي ما تيسَّر من الأموات.
ألم أقل لكم
إنه وضع يده على كتفي وقال:
أنت تصلح لكل شيء يا أخي.

*******

٢

تساؤل

في سهراتهم اليومية
وقت يتبادلون الأغاني
والكؤوس
والأحاديث الدافئة
وقتٌ يشاهدون مأساتنا من ثقبٍ صغير في القبر
هل يفكر الموتى
بخطةٍ لإنقاذنا؟



*******

٣

مختصر سيرة الأصابع

في البدء
كانت الأصابعُ مشطًا
لشَعْرِ امرأة
لكنها خدعتنا ولم تأتِ.
ثم صارت شموعًا
لا تذوب، فقط تحترقُ
لتضيءَ ليلًا، وطريقًا للذين ننتظرهم ولم يصلوا.
ثم تحوَّلت في أحد الصباحاتِ الى ناياتٍ
يُقيم فيها اليأس، ويبني مقطوعاته الحزينة.
ثم أصبحت فيما بعد
إشاراتَ مرورٍ للموتى
ومعاول لحفّاري القبور
وTNT للجنود
ومسامير للمصلوبين على أبواب حبيباتهم.
كلّ هذا التَشَرّد في حياة الأصابع
بسبب المرأة التي لم تصل أول الأمر.

*******


٤


آهـ

كم كان متعبًا
ذاك الذي اختصر أحزاننا الشاسعة
بحرفين.

*******

٥

همومنا تكفي

أيها الذئبُ الذي لم يمزّقْ قميصَ يوسف
خذْ جسدي ومزّقه كيفما تشاء
أيها الجبّ
الذي لم يبتلع يوسف الى الأبد
خذني وابتلعني إلى الأبد
يا أخناتون العظيم
لا تزرع الحنطة خوفًا من القحط للعام القادم
همومنا تكفي حتى النهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة