الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادوار سعيد ، المعارضة السورية ، تقديس التخلف و السلطة و شيطنة التقدم و الآخر

مازن كم الماز

2021 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يفترض الإسلاميون و كل من يردد ترهاتهم أنهم قد ناقشونا و أفحمونا و جادلونا ، نحن و مليارات البشر التي لا تقبل ترهاتهم ، أنهم قد غلبونا بالحجة و جاؤونا بالبراهين التي لا ريب فيها ، هذا الهراء الذي يعتقدون به بإيمان راسخ لا يخالجهم فيه أي شك و كأنه حقيقة قد وقعت بينما لا يفعل الإسلاميون و من يبرر لهم سوى تهديد كل من ينتقدهم بالموت أو ما شابه

ادوار سعيد لا يرى "غير الغربيين" سوى في الشرق ، الرجل لا يتحدث مثلًا عن الهنود أو الصينيين و لا حتى عن الزنوج في أميركا نفسها ، إنه شاعر القبيلة العربية الذي ينافح عن قبيلته و يمتدحها و يهجو القبائل الأخرى … و لا يرى سعيد في الشرق سوى الإسلام ، أي هلاوس محمد و تلامذته من السلاطين و ببغاءات السلاطين و غزواتهم بحق مستضعفي زمانهم ، الجميع في الشرق هم مسلمون ، و إصرار سعيد على هذا يتجاوز بكثير إصرار المستشرقين أنفسهم على أننا لأننا خلقنا هنا لسنا إلا مجرد مؤمنين بهلاوس شخص عاش قبل ألف و خمسمئة عام قبلنا ذلك أم لم نقبل ، لقد اختار لنا سعيد تلك الهلاوس لتكون هويتنا التي لا مناص و لا خلاص منها ، لكن لماذا الإسلام و هلاوس محمد و تحديدًا بعض أكثر تلامذته سوءًا و بلاهة و أكثر خلفائه دموية و همجية ، يبدو أن ذلك لسبب بسيط جدًا : أن الإسلام هو الايديولوجيا الوحيدة التي تستطيع أن تمنحنا تفوقًا و لو كان خياليًا و خال من أي معنى على الآخر … إننا نستخدم اليوم ، بمعية سعيد و البنا و قطب و تلامذتهم ، أوصافًا أو شتائم مثل الكفار و المستعمرين و ما بعد الحداثة و البيض و الأوروبيين الخ لوصف نفس البشر و كلها تحمل نفس المعنى و نفس الدلالات السلبية ، طبعًا مقابل الدلالة المفرطة و الاستثنائية في ايجابيتها لكل ما يتعلق بمحمد و الشرق ، شرق محمد و هلاوس محمد و مجازر جنرالاته ، مزيج من الإحساس العالي بالضحية المتلاحم بإحساس غير مفهوم بالتفوق على ذلك الآخر المتفوق بالفعل ، ماديًا و للأسف حتى أخلاقيا و حتى إنسانيًا … إسلام محمد الذي يصم الآخر بالكفر فقط و يقرن هذا الكفر بالتخلف الأخلاقي و مناكفة الحقيقة و بسوء الخاتمة من جهة ، و انتصارات جنرالاته و خلفائه من جهةٍ أخرى وحدها هي التي تستطيع منحنا هذا التفوق و أن تقلب تفوق الآخر تخلفًا أخلاقيًا و إنسانيًا و لو كان ذلك من طرف واحد و دون أن يكون مفهومًا لذلك الآخر بل إن هذا الغموض أو العجز عن التفسير هو "البرهان" الذي نستند إليه في الامتناع عن مناقشته موضوعيًا أو السماح للآخر بمناقشته أو بمحاولة فهمه ، و من هنا هذا الإصرار العام , إصرار سعيد و قطب بالطبع ، على أن ننسب أنفسنا لهذا الرجل و جزاريه و قتلته و دراويشه الأكثر غباءا و همجية ، إنه البلسم الوحيد الممكن لجرحنا النرجسي ، بهذا فقط يصبح تخلفنا و جهلنا تفوقًا على الغرب ، يصبح عجزنا تفوقًا ، ولهذا نضطر جميعنا في نفس الوقت الذي نزين فيه هراء محمد و تلامذته الأكثر بلاهة بميزان الذهب لأن نهيل التراب على كل فكر عقلاني و نشوهه و نستنكره و "ندحضه" طبعًا دون الحاجة لأن ندحضه حتى نبدو أكثر جمالًا و قدرة عما نحن فيه ، و هنا يتشابه سعيد مع البنا و قطب و المودودي و عفلق و بدرجة ما مع حسين مروة أيضًا … هذا كله تعبير عن حاجة جماعية أو بالأحرى عن مرض جماعي أكثر منه تعبيرًا عن منطق ما أو حقيقة ما ، حالية أو تاريخية … هكذا يصبح الإسلام أو هلاوس محمد هي جنون اضطهادنا و في نفس الوقت جنون عظمتنا ، إنه مرضنا العقلي الذي يسمح لنا بكل هذا الفصام في العلاقة مع الغرب ، بكل هذا الخمول و الكسل و في نفس الوقت أن نشعر أننا فعلنا ما علينا و أكثر ، تمامًا كبائع الكاز و المازوت و البنزين الذي يعتقد أنه قد اخترع السيارة و الطيارة و الصاروخ لأنها جميعًا تستخدم غازه و كازه للحركة ، هكذا يصبح بمقدورنا أن نكون عالة على العالم بينما نعتقد أن هذا العالم عالة علينا ، يمكننا أن نستورد آخر منجزات حضارة الغرب و أن نتسول منه كل شيء منها بينما ننظر إليه بازدراء و نستطيع أن نباهيه بعجزنا و تخلفنا : مصدر تفوقنا المزعوم على "الآخر" , الإسلام أو لنكن أكثر دقة هلاوس محمد ، هو الحل فعلًا لمأزقنا الذي أصبح واضحًا أننا أعجز عن الخروج منه فلنحاول إذن أن نحوله إلى شيءٍ آخر أكثر جمالًا و أقل إيلامًا … يحب تلامذة ادوار سعيد الاستشهاد بجرائم الاستعمار الغربي ، صبحي حديدي مثلًا مغرم بقصة الاستعمار البلجيكي للكونغو و يرددها باستمرار دون أن تفتر حماسته ابدا ، لكنه في كل مرة يذكرنا فيها و يذكر الغرب بجرائمه تلك لا يتحدث و لا بنصف كلمة عن الكونغوليين المعاصرين بل ينتقل فجأة للحديث عن العرب ، كما يرانا هو و زملائه ، لا يكترث صبحي للكونغوليين أكثر من أنهم وسيلة و حجة يستخدمهما لشيطنة الرجل الأبيض لا الملك البلجيكي وحده ، إنها القصص القديمة نفسها لجداتنا عن الخير المطلق يواجه الشر المطلق … لكن لا أحد يتساءل أو يحتاج للتفكير لماذا لا يذبح الكونغوليين أنفسهم البلجيكيين في الشوارع ، لا يدهسون اطفالهم و لا يقطعون رؤوسهم ، و لماذا لا يفعل ذلك الزنوج في امريكا و لا حتى بقايا الهنود الحمر ، و لماذا لا يفعل ذلك أيضًا العمال البنغال في السعودية أو العمال النيباليين في قطر ، و لا اللاجئين الأفغان في إيران و لا البنغال بحق سادتهم السابقين في كراتشي و إسلام آباد عقابًا على جرائم الإبادة و الاغتصاب جماعية التي مارسوها بحقهم بحقهم و لا سكان تيمور الشرقية بحق قتلتهم الأندونيسيين ، مجازر لا نعرف عنها أو لا يهتم صبحي بتذكيرنا بها ، و لماذا نذهب بعيدًا ، السيد صبحي لا ينطق بكلمة عن أكراد عفرين الأقرب إليه من تيمور و نيبال و بنغلاديش

أقسم برب محمد أني أدعوه و أدعو كل آلهة الأرض و السماء ، ما نعرفه منهم و ما لا نعرفه ، أن تحكموا سوريا ، أن تمتد سوريا الحرة الخاصة بكم من المحيط إلى الخليج ، لا أن تشمل القرداحة فقط و مشتى الحلو و السقيلبية بل أن تصل إلى برلين و باريس و حتى واشنطن و بكين ، أيها السادة ، لقد انتقدتم كل شيء ، إنكم لا تستنكرون قمع و مذابح النظام الأسدي و فساده و عجزه فقط ، لقد انتقدتم كل الحضارات ، طبعًا ما عدا حضارة آبائكم و أجدادكم ، انتقدتم حقوق الإنسان في الغرب ، في الشرق ، في اليونان القديمة و الحديثة و شيطنتم إسرائيل و كل يهودها و كل إنسان أبيض البشرة على وجه البسيطة باسم حقوق الإنسان و انتقدتم التقدم التكنولوجي المعاصر و الثورة الصناعية و العلمية ، أنتم من لا يعجبكم أي شيء و أنتم على حق في ذلك ، أستطيع كاناركي أن أنتقد أية سلطة و كل سلطة ، و أفهم أن ترفض كل شيء كمثقف نقدي لا سلطوي ، أن تطالب بالمستحيل ، بما هو لانهائي و أكبر من الزمان و المكان و أبعد حتى الممكن كإنسان نصف حالم و نصف مجنون ، لكن كمثقف أو سياسي سلطوي فإن هذا يعني شيئًا مختلفًا بالضرورة ، تخيل كيف سيكون حكمك أنت بعد أن تنتقد كل هؤلاء ، بأي شيءٍ تعدون السوريين و العالم بأسره بمجرد أن تحكمونا ، أية حقوق و أية حياة سيحصل عليها من سيبقى على قيد الحياة من السوريين و "المستضعفين" من كونغوليين و هنود حمر بمجرد أن تحكموا سوريا و العالم ، بالنسبة لي يستحق هذا أن تذبحوا من تشاؤون كي تبنوا سلطتكم على أشلاء المزيد و المزيد ، خاصة من الروافض و المرتدين و الكفار ، اذبحوني أنا شخصيًا إذا كان موتي و موت آلاف العلويين و الروافض و المجوس هو ما يقف في طريق تحقق هذا العالم الذي تعدونا به … بل كم أتمنى أن يحكم تلامذة محمد و ادوار سعيد عواصم أوروبا و واشنطن نفسها ، و بالتأكيد بكين و موسكو … أعرف و نعرف جيدًا كيف انتهت خزعبلات ماركس و لينين و ستالين و ماو و خوجة و الخميني و مرسي و الشاطر و الغنوشي و البغدادي و ضياء الحق و ذبيح الله و كيم إيل سونغ عندما وصلوا إلى السلطة بعدما ما فعلوا و قالوا ما تقولونه و تفعلونه أنتم الآن لكن الفضول يقتلني لأرى ماذا ستفعلونه أنتم بعد كل هذا الصراخ عن المواطنة و حقوق الإنسان و غضبكم من مستوى هذه الحقوق و من اغتراب الإنسان في الغرب و الشرق ، يقتلني الفضول لأعرف إلى أي مدى ستذهبون في قمع و إخضاع رعاياكم و كيف ستتصرفون في مواجهة ثوراتهم و غضبهم من فسادكم و عجزكم ، أتوق شوقًا لأرى عدالتكم و سجونكم و عسسكم و حجاجكم و قراقوشكم ، أنتم الذين تصرون أن المشكلة ليست في وجود القصور و العروش و السجون و الحراس بل فيمن يجلس على العرش و يحرس السجون و يقود العسس … اجلسوا على العروش و أرونا … صحيح أني لا أرى فرقًا جديًا بينكم و بين من تجاهدون لتأخذوا مكانهم و تستولوا على عروشهم و قصورهم و أني أعتقد أنكم بنفس السوء تقريبًا لكنكم قد تخيبون ظني و هذا سيكون رائعًا لملايين الناس الذين ستسعبدونهم ، طبعًا هذا إذا اقتنع جنرالات البنتاغون و ما بعد الحداثة و ما بعد الكولونيالية بقتل خصومكم و ايصالكم إلى القصور التي تتوقون إليها و الاستمرار في حمايتكم و أنتم هناك من حلفائكم الإسلاميين و دراويش محمد و كلابه و من رعاياكم الذين كم تودون تحريرهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي