الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنت مع السّنة ، أم مع الشيعة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تعلمنا الدروس من سجون الأسد ومن الآذان في الجدران التي كنا نخاف منها . غادرنا بلداننا لأننا لا نستطيع العيش بها ، لكننا لم نغادر أفكارنا السجينة.
في مواضيع الإنشاء التي تتبارى الفضائيات على كتابتها كتقرير له قيمة ، نغذي نحن تلك الفضائيات ، فقضية جورج قرداحي التي تشغل الدولة و المحطات في لبنانمثلاً ، سوف تظهر لنا أن جورج انتصر في النهاية ، وهو قد انتصر بسبب مواضيع التعبيرالمضادة ، أو الموالية .
.
أسأل القارئ : هل أنت سنّي ، أم شيعي؟ أو من حلف هذا ، أو ذاك ؟ هناك من لا يقرأ وهم الأفضل ، لأنهم منصرفون إلى عملهم والبحث عن مستقبل أولادهم ، فأيهما أفضل أن أكرس حياتي للوقوف مع السنة، أو الشيعة، أو أن أعمل على مستقبلي ومستقبل أبنائي؟
سألت نفسي السؤال نفسه، كما سألتني إن كنت ضد الحضارة الفارسية ، ووجدتني محتارة في الإجابة ، فبينما نتهم قرداحي وحزب الله في لبنان نعانق الأسد وحزب الله في سورية ، وخلصت إلى مقولة مفادها أن إفناء السنة في سورية يشبه إفناء اليهود، وقد تم بموافقة الإسلام بشقيه السّني والشيعي، وها نحن نرى الإمارات تعانق الأسد حزب الله.
جميعنا من خلفية سورية ، أثقل كاهلنا الخوف لذا نقوم في الدول الغربية بدور الشبيح في بلادنا ، فمثلاً نتحدث عن عظمة جاستن ترودو ، وكأنه ملاك منزل ، أو عن ديموقراطية بايدن. نحن نتنصل من ماضينا كضحايا للأسد ولا نرغب أن نكون كذلك في دول اللجوء .
لقد غادرنا سورية من أجل حياة أفضل ، وليس من أجل السّنة ، أو الشّيعة ، وحتى لو رفعنا صور رؤساء الغرب لا ينفي هذا عنا صفة مهاجر حتى جيل آخر ، فقد ينجح الأبناء أ الأحفاد في الاندماج ، ويحصلون على مكاسب ومناصب، أما نحن فقد كنا فاشلين في النضال في بلدنا ، لم نسجن بسبب رأي ، فآراؤنا متقاربة ، هي قومية ، فيها زفرات ثورية، سجنا لأننا وقعنا في يد الآجهزة التي سجنت أغلب أعضاء حزب العمل الشيوعي ، و أغلب أعضاء البعث الذي كانوا يسمونه بعث عراقي ، و الإسلاميين ، لكن ، رغم أن مايقال فإنه لايوجد بيت سوري ليس له سجين .
لو قلنا أن الموضوع برمته يتعلق بالعيش لما قبل الكثيرون حيث يقول أغلبهم : كان عيشنا جيداً، وقفنا مع الثورة من أجل الكرامة. لا أيها العظيم . كان العيش ولا زال مستحيلاً وسوف تجد يماً حتى المقرب من النظام يعد نفسه للهجرة فقط من أجل لقمة الخبز . يبدو أنك نسيت أن الخبز هو سبب الثورات ، وحتى اليوم لم نشهد نجاح ثورة كامل . أي أن الثوار يصبحون ضحايا ، ونصبح نحن من يبيع أجسادهم .جميعنا غادرنا من أجل العيش، وعلينا أن ننسى أننا مناضلين، فالمناضل لايتباهى بنضاله عندما يكون في بلد غربي . نحن شعب جائع ، هاجرنا من أجل الرغيف ، وبسبب الخوف . أما عن الدين و الطائفة فهي تجارة رابحة وفي النهاية فإن "الدين أفيون الشعوب." .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ناظم الغزالي سني ام شيعي سأل احدهم مرة
منير كريم ( 2021 / 11 / 10 - 20:37 )
تحية للاستاذة المحترمة
يشغلني سؤال منذ زمن لا جواب كاف عندي عليه
لماذا اصبحنا في الدول العربية كل شيء عدا عقلانيين
كنا شيوعيين او قوميين-بعثيين او اسلاميين ولم نفكر ان نكون عقلانيين او علمانيين او ليبراليين ديمقراطيين ؟
كان في العراق سياسي بدأ شيوعيا سوفيتيا واصبح شيوعيا صينيا وبعد ذلك يعثيا واخيرا كان اسلاميا قبل ان يتوفى وهو ليس انتهازيا بل قناعاته كانت تتبدل , اصبح كل شيء الا ليبراليا او ديمقراطيا
رفض دفين في اعماقنا للحضارة الحديثة وقيمها
متى ماتغير هذا تزول سخافة السنة والشيعة وتحل محلها مواطن صالح ام لا
شكرا جزيلا لك

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي