الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا كنت مروج الدعاية المقيم في العراق

كهلان القيسي

2006 / 8 / 25
الصحافة والاعلام


ترجمة :كهلان القيسي

- لقاء مثير مع الذي كان يدفع للصحافة العراقية لدس المقالات المؤيّدة للأمريكان المكتوبة سرّا من قبل الجيش الأمريكي. حمل بندقيته الآلية المحشوة بينما كان يستقل السيارة عبر بغداد مصحوبا من قبل رجلي أمن كرديين. كان لديه ثلاثة ملايين دولار نقدا حفظها داخل غرفة نومه في المنطقة الخضراء. وسال حرسه الكرديين العراقيين فيما إذا هما يفضين لحراسته. أمضى صيفا في بغداد يدفع أمولا لزراعة المقالات المؤيّدة للأمريكان في الصحافة العراقية التي كانت مكتوبة سرّا من قبل الجيش الأمريكي.
تتكلم ألان المذيعة أيمي كودمان:
اليوم، نتكلّم مع ذلك الموظف السابق في مجموعة لينكولن. ويليم ماركس الكاتب المستقلّ وخريج الصحافة من جامعة نيويورك. مقالته التي تسلط الضوء تجربته منشورة في آخر عدد من مجلة Harpers Magazine المعنونة "مروج المعلومات الخاطئة - صيفي كداعية عسكري في العراق-." يلتحق بنا ألان على الخطّ من أوزبكستان.
ويليم ماركس: مرحبا، أيمي. انأ مسرور أن أكون معك.
أيمي كودمان: نرحب بك معنا ، هل لك أن تبدأ وتوضّح لنا كيف حصلت على هذا العمل؟
ويليم ماركس:
حسنا، لقد بدأت القصة عندما كنت أقترب من أداء امتحاناتي النهائية في أكسفورد فقط قبل أكثر من سنة، و اخبرني أبن عمي الذي يسكن في نيويورك عن شركة تعرض زمالات تدريبية في بغداد وكان لدي مقعد للدراسة في جامعة نيويورك في سبتمبر/أيلول التالي، واعتقدت بأن عملي الصيفي في العراق سيكون تجربة جيّدة جدا لي كمراسل صغير طوح. وأنا بدوري أرسلت ردي الملخص إليهم ووجدت العرض متاح كإعلامي داخلي لكن لم يعطيا أية تفاصيل عن الموضوع . و بدا لي الأمر كفرصة سانحة لا يحصل عليها إلا القلائل من الناس في عمري. وبعد أن أرسلت ردي اتصلت بي الشركة، ومرّرت ببضعة مقابلات هاتفية، ووجدت نفسي أطير إلى واشنطن مع بطاقة تعريف عسكرية وبعد ذلك، بأيام قليلة، هبطت في بغداد.
أيمي كودمان: عندما جئت إلى أمريكا هل قابلت مؤسسي مجموعة لينكولن؟
ويليم ماركس: نعم، أنا قابلت رجلين احدهما اسمه كريستيان بيلي وهو بريطاني مثلي والأخر جندي بحرية سابق اسمه بيج كريج، الذين يملكان مقرها في واشنطن، دي. سي .
أيمي كودمان: وهل تستطيع أن تخبرنا المزيد عنهما وحول ذلك العمل؟
ويليم ماركس: بالتأكيد. وصلت إلى واشنطن دي. سي . حيث لم أزورها منذ بضعة سنوات، منذ أن زرت ابن عمي في الجامعة هناك. ولم أعرف المدينة بشكل جيد. لقد أسكنوني في فندق قرب مكتبهم، وفي الصباح التالي مشيت إلى مكتبهم كان على زاوية شارع K مركز اللوبي الصناعي. وقدّمت إلى كلاهما. بيج كريج كان تعامله عسكري جدا، وليس ودّي بشكل خاص، وهمس بضعة كلمات بإذني ، بينما دردشت قليلا كريستيان بيلي, ولكنهما لم يذكرا شيئا بالتفصيل عما سأقوم به في العراق ,كانوا يقولون لي هناك فرص عظيمة للشباب مثلي.

أيمي كودمان: اخبرنا هل من أسّس مجموعة لينكولن كان في العراق؟
ويليم ماركس: نعم. بيج كريج، جندي البحرية السابق، كان قضى الكثير من الوقت بالتأكيد هناك، أعتقد بعد الغزو في مارس/آذار 2003، ومن الذي فهمته، كان قد رتب من هناك محاولات لتسهيل فرص العمل التجاري للمستثمرين الأجانب وعلى نحو ملتو جدا وحصل على العقد مع الجيش الأمريكي. أعتقد، كانوا يسمونه “ اتصالات إستراتيجية ” الآخرون، بريت، وبيلي ، ما سبق وأن سافرا إلى العراق حسب علمي .
أيمي كودمان: لذا ركبت طائرة وذهبت إلى بغداد. صف تجربتك هناك.
ويليم ماركس: حسنا، وصلت إلى مطار بغداد وأخذت إلى فيلا في المنطقة الخضراء عن طريق معسكر نصر . بعد حوالي أسبوع لم افعل شيئا وبعد يوم أو أثنين، أخذني مستخدم آخر للغداء ، ووضّح لي بالتفصيل ما الذي كانت تقوم به مجموعة لينكولن وأنا ساحل محله. كان يستلم المقالات المكتوبة الإنجليزية من قبل الجنود في وحدة مختصة داخل معسكر نصر ، -القاعدة الأمريكية الكبرى جنوب بغداد- وهو كان من يختار تلك المقالات التي ستنشر في الصحف العراقية وكان يرسلها إلى المستخدمين العراقيين، ويترجموها إلى العربية ثم يصادق عليها من قبل المسئولين في المعسكر ويقوم المستخدمون العراقيون الآخرون بنشرها في الصحف العراقية، حيث يدفعون لرؤساء التحرير والمحرّرين الثانويين ، بعد حوالي أسبوع أو عشر توليت المهمة..
وبعدة أسبوعان أو ثلاثة، بدت الأشياء تسير وفق الخطّة، وعرفت كيف يعمل كلا من الجيش الأمريكي والمقاولون في العراق، وهذه الشركة حصلت على عقد كبير قيمته 10 مليون دولار من اجل أن توزع كلّ أنواع الدعاية الإعلامية على التلفزيون و في المذياع، والإنترنت ومن خلال الملصقات حول بغداد. لذا كان يدر 10 مليون دولار في الشّهر لهذه الشركة.
أيمي كودمان: 10 مليون. لكن كما نشر في الصحافة في ديسمبر/كانون الأول 2005، تشير وثائق وزارة الدفاع الأمريكية إلى مجموعة لينكولن بأنها استلمت عقد ب 100 مليون للمساعدة على إنتاج هذه المقالات المناسبة، وترجمتها للعربية، ونشرها الصحف العراقية وان لا يكشفوا دور وزارة الدفاع الأمريكية في ذلك.؟
ويليم ماركس: مجموعة لينكولن كانت إحدى الشركات الثلاث المتعهدة أيضا -- وان ال 100 مليون قسمت بين الشركات، حيث كان يدفع 10 مليون أخرى في الشهر لشركة أخرى لنفس الغرض الإعلامي في العراق ، وهو ما يسمى بالعمليات النفسية بعقد مباشر مع الجيش الأمريكي هناك.
أيمي كودمان: لذا،تحدّث إلينا عن كيف اخترت هذه المقالات، وما هو محتوى هذه المقالات؟ ومن هم الجنرالات الذين اتصلت بهم .
ويليم ماركس: أنا أحصل على حوالي خمسة مقالات في اليوم من هذه الوحدة داخل معسكر نصر. وتتفاوت من لمحات عن حياة الشرطة العراقية، إلى القصص حول افتتاح المصانع والمستشفيات والقضاء على الإرهابيين ، وحاولت قدر المستطاع الابتعاد عن تلك لذي تعامل مع الإرهاب وأبو مصعب ألزرقاوي. اعتقدت بأنّهما كانت تحريضية بشكل خاص، حول المشاعر المحليّة نحو المتمرّدين في العراق. وحاولت قدر المستطاع نشر القصص التي تحدّثت عن الأعمار وعن إعادة بناء المستشفيات. وأمرّرها إلى الصحفيين العراقيين، وهي كانت قصص حرفية جدا تفتقر إلى أي أسلوب الكتابة، لكنّي شعرت بأنّ هذه كانت قصصا لم تكتب عنها أجهزة الإعلام السائدة، لا في العراق ولا في أي مكان آخر.
أيمي كودمان: تحدّث عن ما كنت تفعله بهذه المقالات؟ والى من تبعثها؟
ويليم ماركس: أرسلهم إلى موظف عراقي في مجموعة لينكولن في مكتبهم وسط المدينة ، الذي كان يدار كليّا من قبل العراقيين المحليّين، ويختارون أحد المترجمين ليترجمها إلى العربية ثم يعيدونها لي وثمّ أرسلها إلى القيادة. أعتقد كان عندهم مترجم عراقي هناك الذي كان يدقّق النص ثم يختمه، وثمّ أعيده إلى المكتب العراقي, مع تعليمات لنشره في الصحيفة، س، أو ص . ”
ومن هناك، تخرج العملية خارج سيطرتي، وينشرونها في الصحيفة التي أطلب منهم وضع القصص فيها ، وفي أغلب الأحيان يساورني الشكّ حول ما كانوا يفعلونه بالضبط أو لماذا يضعونها في بعض الصحف المحددة . وهذا الشك هو الذي أدّى الحادثة الأكثر ترويعا لي في العراق، عندما استدعيت لاستجواب بعض المستخدمون العراقيون في مكتب وسط مدينة ، عن قضية نشر بعض المقالات في الصحف التي لم نطلب منهم أن ننشر فيها وأيضا لماذا يكلفون هذه الصحف أكثر من غيرها وهنا بدأ الشكّ في إن المستخدمين العراقيين كانوا يأخذون قسم من المال المخصص للنشر من الشركة لصالحهم.
أيمي كودمان: كيف تركت المنطقة الخضراء وذهبت لإجراء هذا الاستجواب؟
ويليم ماركس: لقد كانت رحلة استثنائية لذا أخذت صديقا من المنطقة الخضراء،حيث وافق رجل عراقي كان يعمل لمقاول أمريكي آخر على النزول معي كصديق ومترجم وهو غير معروف من قبل المستخدمين العراقيين الآخرين ولن يكونوا قادرين على متابعته في حالة كونهم سيغدرون به ،واستقلينا السيارة إلى مكتب وسط المدينة وعبرنا من كل نقاط التفتيش، ووصلنا إلى هذا المكتب الذي، كان بالطبع، تحت حراسة مشدّدة نسبيا داخل عمارة سكنية، و اتجهت مباشرة إلى رئيس المكتب العراقي وقلت له: أريد الكلام عن أشياء كثرة ولماذا هذه التناقضات واستجوبت المستخدمين ولم تكن لدي فكرة عن من هو المذنب.
والحادثة المذهلة جدا هي إن أحد هؤلاء الرجال، الذي لن ائتمنه حقا، غضب جدا وكان يحتجّ على الاتهامات التي كنت أنا أطرحها ضدّه، و كنت احمل بندقية ومسدّس كلوك معي عندما اخرج خارج المنطقة الخضراء، وسحبت المسدس من حزامي ووضعته على المنضدة بيننا نحن الاثنين وفجأة أدركت بأنها كانت حركة تهديديه بشكل شنيع وهرب الرجل خارج المكتب ، ونصحني شخصين من الذين أرسلوا لمساعدتي( وهما ضباطين سابقين في المخابرات العراقية) بتهديدهم بال CIA وهو اكبر تهديد يخيف هؤلاء المستخدمين, وبعدها قررت العودة بسرعة إلى المنطقة الخضراء حيث قمت بعمل ليس كصحفي متدرب ، لذلك قررت مغادرة بغداد كذلك .
أيمي كودمان: هل تستطيع أن تخبرنا عن كمّيات المال ؟ أنت كنت تستجوب هؤلاء العراقيين حول احتمال اختلاسهم بعض المال الذي يذهب إلى الصحف. ومع هذا، من الناحية الأخرى، كان عندك مجموعة لينكولن تستلم ملايين الدولارات.
ويليم ماركس: أنا استجوبت هؤلاء الرجال ، وأعتقد إننا دفعنا لهم 2000 دولار فقط لوضع مقالات في أفضل الصحف العراقية. وكانوا يأخذون نصف ذلك المبلغ لهم في نفس الوقت كانوا ينشرون به مقالات كبيرة . في عقد مجموعة لينكولن مع الجيش الأمريكي – وضع إعلان على التلفزيون العراقي، لمدة 30 ثانية خصص له في العقد مليون دولار. وعندما سالت عن أغلى الأسعار هنا قالوا لي إنها 12 ألف دولا فقط. بالرغم من هذا أنا كنت استجوب رجال تحت تهديد السلاح لمجرد اختلاسهم 1000 دولار.
وكان الجنرال كيسي يصر على نشر بعض المقالات المهمة ويكلفنا بنشرها. وكان بعض العراقيين يتطوعون بنشر هذه المقالات لقاء 1000 أو 2000 دولار. واهم هذه المقالات واحدة حول فيلق بدر الذي كان الجنرال كايسي متحمّسا جدا لنشرها وهي تمتدح فيلق بدر أساسا لعدم الانتقام ضدّ الهجمات على الشيعة في بغداد. ورفضت صحيفتين نشره، لأنه كان تحريضي جدا في إحساس سياسي....

http://www.democracynow.org/article.pl?sid=06/08/21/1348229








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من