الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسين وجميلة (الحلقة العاشرة)

احمد عبدول

2021 / 11 / 10
الادب والفن


انتهت مراسم العزاء بعد ان تناول المعزون عشاءهم وذهب كل لوجهته عند الفجر كانت والدة ياسين وأخواته يعددن الإفطار له ولأخواله بعد نصف ساعة انطلق ياسين مع ابن خاله بالسيارة (البيكب) نحو النهروان أما أخواله فقد استأجروا سيارة تاكسي ، نزل ياسين على الشارع واتجه نحو البستان ، واذا به يجد جميلة بانتظاره ، وقد أنكرت عليه ما رأته من حزن على وجهه ، القى عليها السلام ردت وهي تقترب منه ، جلسا سوية عرفت جميلة بوفاة والده فراحت تذرف الدموع وهي تواسيه .
غادرت جميلة بينما نزل ياسين الى مخبأه ، ليأخذ قسطا من الراحة ن عند الساعة الرابعة والنصف حضر احد أبناء خاله لغرض مواساته وتعزيته فهو لم يحضر المأتم فقد كان جنديا ، كان ياسين جالسا بمفرده وهو يدخن السيكارة تلو الأخرى غادر خالة وولده الأصغر من حميد فلما أرادوا اجتياز الشارع الي يقع بمحاذاة البستان ، واذا بسيارة بيضاء( كرونة) يقودها المسئول الحزبي (مجبل ) يجلس بجنبه (عايد ابو شوارب) بينما كان هناك رفيق ثالت يجلس بمفرده في الخلف توقفت السيارة وإذا ب (مجبل) يخاطب الحاج دواوي
: ها حجي شو رايح جاي على بستانك هالايام شكو .
ـ اهلا وسهلا اشلونكم استريحوا يمنا لا والله رحت سديت الماي علزرع
ـ ها اكول اذا عندك شيء كلنا لا تضم علينه .
ـ لا والله ما عندي اريد سلامتكم .
ـ الله يسلمك .
وراح يضحك ضحكة صفراء .








استمر ياسين بقراءة مختلف الكتب التي كان حميد يزوده بها من مكتبة الدكتور (منيب ) الذي اعدم مع عائلته كونه شيوعيا ، كان ياسين يقضي معظم أوقاته في القراءة التي أثرت فيه تأثيرا كبيرا حتى ان جميلة أخذت تتحس مقدار ذلك التغير فكانت تلومه في بعض الأحيان على ذلك فهو لم يعد كما كان متلهفا متحمسا للقائها ، لقدتولدت لديه قناعة بعد ان هرب من الموت باختياره ان يقدم هذه المرة على الموت باختياره ، لقد قرر بعد ان اطلع على كفاح الوطنين العراقيين من المعارضين لنظام البعث ان يكون له اسم بين أسماءهم وموقف بين مواقفهم ، التي خلدها التاريخ لذا قرر ان يلتحق بصفوف المجاهدين داخل أهوار الجنوب لمقاتلة فلول النظام الفاشي الذي لم يترك جرما الا وارتكبه بحق الشعب .

لم تمض سوى شهور قليلة وإذا بياسين يفاتح خاله بالأمر لم يصدق خاله ما سمع من ابن أخته التي أمنته على ولدها الوحيد ورفض الأمر برمته وراح يخيره بن البقاء ببين أخواله الذين قدموا له كلما يحتاجه وجازفوا بأرواحهم من اجله ، أو العودة نادما لوحدته العسكرية لكن ياسين كان قد حسم الأمر مؤكدا لخاله بأنه سوف ينتمي لصفوف المجاهدين في كل الأحوال طلب منه خاله ان يترك تلك الفكرة وان يراجع نفسه فما الذي سيقوله لأخته كيف يدعه يذهب للموت برجليه . كان ياسين يؤكد لخاله بأنه سيتمكن من الاتصال بوالدته وأخواته في كل الأحوال وما عليهم سوى ان لا يخبروا والدته بذهابه الى الاهوار
لم يدرك الحاج دواي بان ياسين الذي يخاطبه اليوم ليس بياسين الذي عرفه قبل ان يقرا عشرات الكتب من مكتبة الدكتور (منيب) لقد كان شخصا أخرا فهو اليوم صاحب قضية اكبر من كل مما حوله اكبر من والدته وأخواته وحبيبته وأخواله ، بل اكبر بكثير من حياته أنها قضية وطن ونضال وشهادة وإيثار وتضحية
لقد أيقن ياسين بأنه كان على حق عندما هرب من موت لا تترتب عليه أي مزية او مفخرة ، لذالك راح يبحت عن موت أخر موت يجعله في مصاف من تفتخر بهم أممهم وشعوبهم وأهليهم .


وصل الخبر الى سائر أخواله وأبنائهم فكانوا يلومونه اشد اللوم ويعاتبونه اشد العتاب لكنهم وجدوه مصرا كل الإصرار أما جميلة فقد قامت قيامتها بعد ان ابلغها ياسين برغبته وأخذت تأخذ عليه أغلظ الإيمان بان يغادر تلك الفكرة فقد أحبته من بكل صدق فهو أول رجل في حياتها وأخر رجل كان ياسين يؤكد لها بانه قد بادلها ذات الود والحب والاحترام الا ان الأمر لم يعد متروكا له فكانت جميلة تبكي بحرقة وألم وهي تمسك بكفيه بقوة.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا