الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرهان يبحث عن مخرج

محمد مهاجر

2021 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


-
لا شك ان البرهان يشعر بان أيام حكمه القصيرة ظلت مشحونة بالتوتر والقلق وفقدان البوصلة, ولا غرو فقد انفض عنه الكثير من الذين كان يعول على دعمهم. ولم يحصل الجنرال على دعم واضح الا من فلول المؤتمر الوطنى وكتائبهم المسلحة وزبانية الامن وبعض النفعيين والاراذل. وحتى المؤتمر الشعبى انحاز الى جانب المعارضة. اما خارجيا فان الضغوط اصبحت تزداد عليه باضطراد. والدعم الروسى لا يعدو عن ان يكون دعما سياسيا فقط, تحصل روسيا بموجبه على عدة امتيازات في مجالات التنقيب والتجارة وقد تحصل من جديد على القاعدة العسكرية التي طردت منها. فما هو المخرج؟

يجب الا نتوقع ان البرهان سيترك السلطة بطوع ارادته ولو كان يؤمن بذلك لما اقدم, هو وبقية الطغمة العسكرية, على فض اعتصام القيادة, تلك المجزرة التي راح ضحيتها المئات من الشباب ولم يزل هنالك الكثير من المفقودين ولما نقذ هذا الانقلاب الدموى. والأيام القليلة التي حكم فيها اثبتت انه سيكون اكثر سوءا من البشير ان سنحت له الفرصة ليستمر في الحكم. وهو قد بدأ بتمكين أسوأ من تمكين الإنقاذ. ومن هنا علينا ان نكثف الجهود من اجل انجاز الأهداف المشتركة وهى افشال انقلاب البرهان واستعادة الحكم المدنى بأسرع ما يكون.

لقد بدأت بعض الأصوات تعلو مشككة في بعض فصائل المعارضة. ان هذا السوك لا يخدم الجهود الرامية لاسقاط النظام والتي ساهمت في ضرب العزلة التي يرزح فيها الان. ولولا وحدة الصف لما تضعضت ثقة البرهان بنفسه ولولاها لما خرجت الملايين في الشوارع وهدرت بالهتافات المدوية وواجهت الة القمع بالمتاريس والاعتصامات. ان العمل في جبهة واحدة لا يعنى بالضرورة ان يتفق الناس فكريا وسياسيا لكنه يتطلب بالضرورة التوافق على برنامج عمل سياسى يستجيب للحد الأدنى من طموحات المشاركين فيه. والحد الأدنى هو اسقاط طغمة البرهان ومؤيديها ومن ثم استعادة الحكم المدنى.

ان رص المطالب من دون ترتيبها وفقا للاولويات يؤدى الى تشتيت الجهود والارباك واضاعة الوقت سدى. وفى هذه المرحلة فان الأهم هو اطلاق سراح المعتقلين السياسيين المعارضين لحكم البرهان وتمكين الحكومة من ممارسة عملها بلا قيود وإلغاء كل القرارات والإجراءات التي قامت بها الطغمة العسكرية وتسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين. ولا ننسى ان الذين تسببوا في الوضع المأساوى الذى تعيشه بلادنا ان يقدموا محاكمة عاجلة وعادلة.

ان الشعب السودانى لا يريد لنخبه الحاكمة ان تكرر الانتكاسات الواحدة تلو الأخرى. ويعد الحرب العالمية الثانية قال قادة اليهود والنشطاء.... كفى الان وكفى. وحين بدات حكومة الثورة العمل كان تمتلك برنامج عمل تم تعديله عدة مرات. هذه التعديلات لا تضير لكن الشئ المثير للقلق هو ان بعض المشكل استغرق حلها عمر الحكومة كله والبعض الاخر ما زال يراوح مكانه. والواضح ان فلول نظام البشير كانوا يحاول بذل الجهد كله لتخريب ما يقوم به الرئيس حمدوك وحكومته من إصلاحات هدفت الى رفع المعاناة عن المواطنين وتهيئة البلاد للاستثمار المحلى والاجنبى. ومن تلك الإصلاحات اصلاح مشروع الجزيرة والمحالج وإعادة سودانيير واسترداد الأموال والاستثمارات والأصول الثابتة والاراضى والعقارات من ناهبيها في عهد البشير.

ان هنالك بعض المواقف التي حدثت ابان فترة الحكم المدنى بقيادة الرئيس حمدوك منها سعى البعض الى زيادة حدة الخلافات بين الثوار. ولا يخفى على الكثيرين ان حزب المؤتمر الوطنى واجهزته السرية يقفون وراء ذلك. والذى يجب ان ينتبه له الجميع هي ان حكومة الثورة هي ملك لكل الثوار سواء كانوا في الحكومة او خارجها. وفى العمل السياسى يجب ان تتوفر الثقة بين الافراد والجماعات والحكومات. وحتى في حالة نشوب الحرب فيجب الا ننسف الثقة كما يقول الفيلسوف ايمانويل كانط. وقد نسب لاممام على كرم الله وجهه قوله:احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون صديقك يوما م, وابغض عدوك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما. لا يوجد انسان منزه عن الخطأ لذلك علينا ان نتسامى فوق صغائر الأمور من اجل استعادة حكومته واكمال برنامج التحول المدنى الديمقراطى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد