يوم النصر على النازية هو يوم سام وهو يوم لحساب النفس ولمراجحات تاريخيه حول المخاطر التي تتربص بالجنس البشري بجريرته، وحول القومية التي تتحول الى قومجية، وحول التمكن من القوة التي تتحول الى تمجيد القوة، وعلى الغسق التاريخي وعلى ظلمة العاصفة وعلى تغييب الحس الانساني.
لقد مثلت امامنا حقيقة ان الثقافة والحضارة والتقدم التخنولوجي لا يشكلون ضمانة لبلوغ العدالة والانسانية، ولقد رأينا كيف يمكن لامة انبتت مفاخر ثقافية وفلسفية، وانتجت كوكبة فكرية باسقة، ان تتحول لتوّها الى كائنات كاسرة وعنصرية تجتاحها الضحالة وثمالة القوة، ان تتحول من الحضارة الى البربرية.
يوم الكارثة الذي جرى احياءه قبل فترة وجيزة هو يوم يمكنني ان أُلامس مضامينه وعبره، انه يوم يجب ان يلامس افئدة العرب واليهود مواطني الدولة وكل ابناء الجنس البشري، انه يوم يحمل وجها كونيا، تعليم موضوع الكارثة يشكل عونا لفهم المخاوف والجزع الفظيع الذي يمس كينونة البشر.
لقد استغرق لدولة اسرائيل وللكنيست سنون طوال حتى وجد يوم النصر على النازية طريقه الى رزنامة الاعياد والمناسبات في اسرائيل، وهنا يجدر بنا ان نذكر ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي كان الجهة الوحيدة قطعيا التي احتفلت وحافظت على ذكرى هذا اليوم، يوم الانتصار على النازية وذلك منذ قيام الدولة وحتى هذا اليوم حيث تحول الى يوم يحييه الجميع.
اننا نشهد في السنوات الاخيرة وبالاخص بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حوارا وتداولا شعبيا تضليليا "وتلقيماً ثقافياً " يستندان الى تقليل وتقزيم المساهمة الحاسمة للجيش السوفييتي في القضاء على الوحش النازي، لا بل فان البعض يذهب الى شطب هذه المساهمة.
وهنا فانه من المناسب ان يجري الامتناع عن محاولة خلق حالة استلاب للحقائق التاريخية، وبالاخص تللك التي يجب ان توحد الانسانية وان يجري الامتناع عن تقديمها بشكل يجافي الوقائع.
ان مليونا من الجنود السوفييت قد سقطوا في هذه المعركة البطولية لاسقاط النازية وليس هناك اي سبب لنسيانهم او لعدم احياء ذكراهم.
اذا اردنا ان نلخص عبرة الكارثة فهي كالتالي : ان لا يكون هناك ضحايا، وان لا يكون هناك مجرمون. وان المعركة ضد مظاهر الفاشية هي معركة لا توقف فيها، انها معركة مستمرة ومتواصلة.
انني احيي باجلال واعجاب ذكرى ضحايا النازية، والضحايا الذين سقطوا في معركة النصر على النازية وارسل بالتحيات للمحاربين الذين نجوا ومنهم من بقي على قيد الحياة، انهم ابطال حقيقيون.

*** نص الكلمة التي القاها النائب محمد بركة في الكنيست في الجلسة الخاصة لذكرى النصر على النازية مساء يوم الثلاثاء
وكانت الكنيست قد خصصت جلسة احتفالية خاصة لذكرى النصر على النازية، والتي حضرها رئيس الدولة موشيه كتساف وحشد من المدعوين.
وكان قد افتتح الجلسة رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين وتحدث فيها كل من رئيس الحكومة اريئيل شارون ورئيس الحكومة الاسبق شمعون بيرس ووزير المواصلات افيغدور ليبرمان ونائب رئيس الكنيست محمد بركة. وقد اكد المتحدثون كل من زاويته على العبر من الفصل النازي في التاريخ البشري.

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

http://www.aljabha.org/q/index.asp?f=-3262064876.htm&m=menu.htm&t=top.htm