الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة أولية لوثيقتي - التطبيع العربي - مع النظام السوري

صلاح بدرالدين

2021 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تعريف : الوثيقتان تشكلان معا المشروع الأردني للتطبيع مع النظام السوري ، احداهما ملحق سري كبرنامج تفصيلي عملي للوثيقة الاصلية ، وقد مهد وزير خارجية الأردن في مقابلة مع احدى القنوات الامريكية قبل نشرهما بقليل بالقول " التطبيع مع النظام السوري ليس خيارا " أي أمر محتم ، وتعامل مع أمر واقع قائم على حد قول رئيس المخابرات الأردني ، كما برر المسؤولون الاردنييون طرح المبادرة المعبرة عن سياسة جديدة ، والتي تشكل – تكويعة – حادة بالقول : تقصير المجتمع الدولي ، وعجز الفرقاء عن تحقيق أية خطوة لمعالجة الازمة السورية خلال عشرة أعوام ، مع تضاعف المعاناة الإنسانية لملايين السوريين يوما بعد يوم ، والاعباء الكبيرة على كاهل الأردن بسبب تدفق المهاجرين ، وتراجع الاقتصاد اشواطا بعد اغلاق الحدود مع سوريا .
كما أكد الوزير الأردني في مقابلته على أن مبادرتهم تبلورت منذ عدة شهور ، وجرى مناقشتها مع كل من الرئيس الأمريكي – جو بايدن، والرئيس الروسي – فلاديمير بوتين – كما تم طرحها على فرقاء آخرين معنييون بالازمة السورية ، وكأنه يريد القول أن المبادرة تحظى بدعم جميع الأطراف وبينها طرف النظام .
في مضمون الوثيقتين
وجاء في ديباجة الوثيقتين " يتفق الجميع على عدم وجود نهاية عسكرية للأزمة الراهنة. وتغيير النظام السوري الحاكم ليس غرضا مؤثرا في حد ذاته. والهدف المعلن، هو إيجاد حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254. بيد أنه لا يوجد تقدم ذي مغزى على هذا المسار. فالوضع الراهن يسفر عن مزيد من المعاناة للشعب السوري وتعزيز مواقف الخصوم. لقد أثبت النَهج الحالي في التعامل مع الأزمة فشلا باهظ التكلفة ... " الارهابييون يعاودون الظهور في أجزاء من البلاد التي طُرد منها «داعش»، مثل جنوب غربي سوريا. كما يعملون على توطيد وجودهم في مناطق أخرى مثل الجنوب الشرقي. وتستمر تنظيمات إرهابية أخرى في العمل في أجزاء مختلفة من سوريا، حتى إنها تستفيد من الملاذات الآمنة في الشمال الشرقي ..

- إيران: تستمر إيران في فرض نفوذها الاقتصادي والعسكري على النظام السوري، وعلى أجزاء حيوية عدة في سوريا. من استغلال معاناة الناس لتجنيد الميليشيات، ويزداد وكلاؤها قوة في المناطق الرئيسية، بما في ذلك جنوب البلاد. وتُدر تجارة المخدرات دخلا معتبرا لهذه الجماعات، كما تُشكل تهديدا متزايدا على المنطقة وخارجها.

- اللاجئون: لا يرجع أي من اللاجئين - أو حتى عدد متواضع منهم - إلى سوريا بسبب عدم تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية في البلاد. ويتناقص التمويل الدولي للاجئين، فضلا عن المجتمعات المضيفة، مما يهدد الهياكل الأساسية لدعم اللاجئين. .." > ما ينبغي فعله؟

من اللازم اعتماد نهج فعال جديد يعيد تركيز الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، والتخفيف من تداعياتها الإنسانية والأمنية. ينبغي للنهج المختار أن يتحلى بالتدرج، وأن يركز في بدايته على الحد من معاناة الشعب السوري. كما يتعين كذلك تحديد الإجراءات التي من شأنها تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب، والحد من النفوذ الإيراني المتنامي، ووقف المزيد من التدهور الذي يضر بمصالحنا الجماعية.

ومن شأن ذلك النهج أن يستهدف تغييرا تدريجيا في سلوك النظام الحاكم في مقابل حوافز يجري تحديدها بعناية لصالح الشعب السوري، مع إتاحة بيئة مواتية للعودة الطوعية للنازحين واللاجئين. السبيل إلى ذلك:

1) وضع نهج تدريجي للتوصل إلى حل سياسي على أساس القرار 2254 ،
2) بناء الدعم المطلوب للنهج الجديد لدى الشركاء الإقليميين والدوليين ذوي التفكير المماثل.

3) السعي إلى الاتفاق على هذا النهج مع روسيا.

4) الاتفاق على آلية لإشراك النظام السوري.
الملحق السري
يتضمن ستة مراحل ، الأولى – خطوة مقابل خطوة – في التعامل مع النظام ، الثانية : عودة آمنة للاجئين ، الثالثة : تطبيق القرار ٢٢٥٤ ، وتفعيل اللجنة الدستورية " لاصلاح الدستور " ، الرابعة : مكافحة داعش وكل المنظمات الإرهابية ، والخامسة : اعلان وقف اطلاق النار في كل الأراضي السورية ، والسادسة : ، يتم «انسحاب جميع القوات الأجنبية، والمشاركة الإيجابية مع البلدان المجاورة والالتزام بالاستقرار والأمن الإقليميين، بما في ذلك الوفاء بالالتزامات بموجب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والحد من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا، وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من سوريا لما بعد عام 2011، وانسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف من شمال شرقي سوريا، بما في ذلك من قاعدة التنف»، في المقابل يتم «فتح قنوات تنسيق بين الجيش السوري والأجهزة العسكرية والأمنية في دول الجوار لضمان أمن الحدود مع سوريا .
ملاحظات أولية :
أولا – نقطة ضعف المشروع ، او المبادرة ، أو الخطة هي تبنيه من جانب أضعف نظام في المنطقة .
ثانيا – المنطلق الأساسي في المبادرة تحسين وضع الأردن الاقتصادي ، ودوره السياسي ، وتحصينه من مخاطر قوى متربصة بالمستقبل .
ثالثا – المبادرة بمثابة حبل نجاة لنظام الأسد ، وتعبير عن توجهات النظام العربي الرسمي في التطبيع معه ، بل التأكيد على تخطئة محاولات اسقاطه ، وطي صفحة ادعاءات الدعم العربي الرسمي لثورات الربيع .
رابعا – التجاهل الكامل لارادة السوريين في تحقيق الحرية والكرامة ، والتغيير الديموقراطي ، وعدم الإشارة لامن قريب ، ولامن بعيد الى كيانات المعارضة السورية .
خامسا – القبول الكامل للاحتلال الروسي ، وتبرئة كل الجرائم التي ارتكبها المحتلون الروس بحق الشعب السوري ، بل "أخذ المصالح الروسية بعين الاعتبار " وطلب رضاهم .
سادسا – محاولة إرضاء جميع اطراف النزاع في سوريا ، وحولها ، وما الإشارات الخجولة الى الوجود الإيراني الا من باب " زر الرماد بالعيون " .
سابعا – التركيز على الجوانب الإنسانية ، وتجاهل القضايا السياسية المصيرية التي قامت ثورة السوريين من اجلها .
ثامنا - حتى معاناة السوريين هناك من يستثمرها لزيادتها ، على المدى البعيد ، والمبادرة تنطلق نظريا بالزعم انها من اجل تخفيف معاناة السوريين ، في حين ان المعاناة ستستمر مادام نظام الاستبداد قائما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من