الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسماء الرئيس الحسنى

ربيع نعيم مهدي

2021 / 11 / 13
كتابات ساخرة


قد يكون أول المقال كُفر، كما يُقال، لكن الحال في بعض البلاد قد يكون أشد كفراً، فمنذ زمنٍ ليس ببعيد تتردد على المسامع ألقاب وصفات لأشخاصٍ حكموا عبيداً يحترفون التملق، كأنهم أدمنوا العبودية، وصار لسان حالهم (اللهم انا نعوذ بك من الحرية).. وبصراحة لم تكن عندي نية للكتابة عن هذا الموضوع لانشغالي بمراجعة سلسلة من المقالات بهدف نشرها، لكن ظروف العمل أجبرتني على اجراء بحثٍ عن احد الطغاة (الراحلين ).
البحث قادني الى بضعة أسطر، عن الزعيم الذي تمتع بأطول لقبٍ بروتوكولي، وهو الرئيس الأوغندي السابق عيدي أمين دادا، فبحسب ما نقلت جريدة الشرق الأوسط، تمتع الرئيس بلقب: (صاحب السيادة فاتح الامبراطورية البريطانية، الحاج الماريشال الدكتور عيدي امين دادا، الرئيس مدى الحياة لجمهورية اوغندا، القائد الاعلى للقوات المسلحة الاوغندية، رئيس مجلس الشرطة والسجون)، ولا أدري إن كانت هذه المعلومة حقيقية أم انها ضرب من المبالغة!!.
اللقب بمجمله مثير للعجب، لكن.. عند التفكير في الصفات والألقاب التي وردت فيه سنجد ان عيدي أمين كان متواضعاً لقبوله بهذا اللقب المختصر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تمتع الرئيس العراقي السابق صدام حسين بمجوعة من الاسماء والصفات يفوق ما حاز عليه عيدي أمين.
فألقاب الرئيس العراقي وصفاته كانت خطاباً مفروض السمع على الشعب من قبل وسائل الاعلام المحلية، والتي هللت بها وطبلت لها ردحاً من الزمن، بعضها لازال يشغل حيزاً من الذاكرة، فالرئيس كان: القائد المجاهد، وحامي البوابة الشرقية، القائد الضرورة، المهيب الركن، المنصور بإذن الله، وباني مجد الأمة العربية، عبد الله المؤمن – فقط عند التعرض لهزيمة -، وحفيد نبوخذ نصر ، وحفيد النبي (ص)، وقائد الحملة الايمانية، والدكتور – بشهادة فخرية -، و... و... و..... الخ، وهذا ما عَلِق في الذاكرة من قائمة طويلة لصفاته وألقابه التي كان آخرها الرئيس السابق والمرحوم والشهيد.
وباختصار، هذه الألقاب والصفات لو قُدِر لها ان تُقَدّم من قبل أحد المنشدين لكانت كارثة عنوانها (أسماء الرئيس الحسنى).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرئيس وأسمائه الحسنى
عبد الفادي ( 2021 / 11 / 13 - 03:43 )
لا ننسى ان الرئيس في الدول العربية يختار دائما شلّة من السياسيين ذوي التعليم والثقافة الواطئة ومن ضعفاء النفوس ثم يقلدهم مناصب لا يحلمون بها لكي يمجدوا اسمه ويمنحوه القاب لا يستحقها ، فمهمة وزير الإعلام مثلا تكون بمثابة بوق دعائي يمجد اسم الرئيس بواسطة الأغاني والأناشد الوطنية وأملاء لافتات بأقوال الرئيس ، وزير الدفاع واجبه تحقيق الطموحات العسكرية المريضة للرئيس ، اما واجب وزير الداخلية فهو تكميم الأفواه وقمع المعارضين ، وكل من يمدح الرئيس اكثر ينال مكافآة ونواشين الخنوع اكثر . ابشع شعار مقزز يردده الضعفاء من الشعب تمجيدا لرئيسهم الجلاد هو مقولة بالروح بالدم نفديك يا رئيس ، فبهذه المقولة التي يتربى عليها الأطفال تجعل الأجيال المستقبلية تتعلم الخنوع للحاكم لحد التقديس ، الرئيس في البلدان المتقدمة هو مجرد موظف دولة يحاكم كأي مواطن عندما يخطأ ، في البلدان العربية لا يزال المغيبون يحلمون بنظام حكم الخلافة على منهاج النبوة لكي يتحكم الرئيس حتى بغرف النوم للمواطن ، تحياتي استاذ ربيع


2 - رد على تعليق
ربيع نعيم مهدي ( 2021 / 11 / 13 - 09:35 )
اخي العزيزعبد الفادي .. قد يكون العرب اصحاب امتياز في امتلاك حاكميهم صفات وألقاب لا حصر لها.. لكن أمرها يتجاوز حدود الحاكمين في عصرنا، ربما لأنها كما تفضلت في تعليقك من موروثات حكم الخلافة ، وهذه نقطة حاولت اجتناب الحديث عنها لأنها ستدفعنا الى النظر في الالقاب والصفات التي أُطلقت على رجال الدين، وبالتالي سندخل في دوامة الجدل مع المغيبين.. في الختام تقبل مني خالص التحدية والتقدير..

اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز