الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


SOCORRO- بقلم ناس حدهوم أحمد

ناس حدهوم أحمد

2021 / 11 / 13
الادب والفن


إنها كلمة إسبانية تعني طلب النجدة تعني صرخة إستغاثة . لكن العالم العربي والإسلامي يعيش ظروفا صعبة على كل المستويات إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وفكريا . ولم يعد لهذا العالم المتخلف أي مكان أو أي جهة تستحق التوجه إليها لطلب النجدة . فالنكبة فينا ومنا وإلينا ومن صميم هويتنا وسوء تدبيرنا وعدم تشغيل عقولنا بطرق سليمة وصحيحة . فكنا ولا نزال نحن الجلاد ونحن الضحية في نفس الوقت .
فعلى سيل المثال أصبحت لدينا شعارات بدأت من مصر وتفرقت في مجموع الدول العربية والإسلامية تقول /
" تقريب الإدارة من المواطنين "شعار كنا نردده خلال زمن قريب كانت الإدارة قريبة فعلا من المواطنين نوعا ما . لكن هذا الشعار لم يكن إلا إنذارا من أجل إبعاد الإدارة من المواطنين . ليتم بناء إدارات ضخمة بعيدة بضواحي المدن وبالتالي سيحتاج المواطنون إلى مصاريف باهضة للوصول إليها . وهذه المصاريف ليست في متناول الأجور العامة الهشة والتي لا تغطي حتى الضروريات من وسائل العيش . ومع النمو الديمغرافي وانعدام وجود فرص العمل للمواطنين وسوء التدبير وعيوب أخرى لا حصر لها . إختل التوازن الإجتماعي بشكل فاضح ومقلق لينتشر الفساد والمفسدون لإبتزاز المواطن المغلوب على أمره وتعذيبه ودفعه للإنحراف والرديلة والجريمة .
داخل هذه البنايات الإدارية الضخمة نقرأ على جدرانها شعارات جديدة كالتالي / " الإدارة في خدمة المواطن " / " الشرطة في خدمة المواطن " / " القضاء في خدمة المواطن " . فهل فعلا هناك هذا النوع من الخدمات المجانية السليمة كما كان في السابق ؟ أم أن هناك فقط مجرد بيع للكلمات وللخدمات أيضا ؟ .في الماضي القريب كانت خدمات أفضل وأسرع ومجانية . سهلة وعادية . أما الآن فقد صارت أسوأ وأبطأ وبطرق ملتوية ومخجلة . المثير للإستغراب وللسخرية أيضا وللقلق في الغالب من الأحيان . هو أن هذه البنايات الإدارية الجديدة ضخمة جدا وشبيهة بتلك القصور الرومانية خلال العهد القديم . لا ينقصها سوى حلبات المصارعة والأسود التي كانت تفترس العبيد والضعفاء في كل جولة أخيرة كما كنا نشاهد في الأفلام التاريخية الغابرة للعصور السحيقة .
فما هو المقصود من كل هذه التعقيدات وما المراد من الرجوع القهقري بمجتمعاتنا المنكوبة أصلا . بينما الأمم الأخرى المحترمة تتقدم وتقوم بتحسين سبل وخدمات الناس والرقي بمستوى عيشها وتدبير شؤونها المختلفة ؟ قد يكون الجواب سهلا . لكنه ليس دقيقا بالنسة للأمر الواقع الذي أصبح مشوها كأننا بلا بصر أو بصيرة . فالمواطن لما يدخل هذه البنايات حاملا همومه المفروضة عليه بالضرورة سوف يشعر بأنه ضئيل وصغير الحجم وحتما سيدخل في بعضه ( بالدارجة الفصيحة والصريحة أن يدخل جواه ) . وسيكون من السهل إبتزازه وهو مطأطأ الرأس أمام موظفين يشبهونه حجما ويعانون أصلا مما يعانيه من هموم في هذا الزمن الرديء الذي فقد قيمه وأخلاقه وضميره وجوهر عقيدته . وهكذا تعقدت الأمور أكثر فأكثر وبات الحديث في هذا الأمر ذو شجون وسجون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف