الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة اللاجئين لن تهم احداً وتتقاذفها أرجل الجميع

صادق الازرقي

2021 / 11 / 13
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


محنة اللاجئين على حدود روسيا البيضاء وبولندا تتفاقم وتتحدث الانباء عن وفاة بعض اللاجئين، اذ يقول حرس الحدود البولندي في احدها إنه عثر في ثلاثة أماكن، عند حدود بلاده مع بيلاروسيا، على جثث يحتمل أنها "لمهاجرين غير شرعيين". كما عثر أيضا على جثة امرأة عراقية بجوار أطفالها الثلاثة الأحياء على الجانب البيلاروسي من الحدود، بحسب قوله؛ وتحتجز بولندا مئات اللاجئين العراقيين ومن جنسيات متعددة وترفض إدخالهم، في الوقت الذي ترفض فيه بيلاروسيا إعادتهم إليها.
وهكذا يظل مصير اللاجئين الذين يسعون الى مجرد الوصول الى مكان آمن يليق بهم وبعائلاتهم، معلقا بين امزجة وخبايا السياسة وحسابات ومصالح الحكومات المتعارضة؛ اما الحديث عن حقوق الانسان فبات في حكم الماضي او ملغيا، وانزاح ليصبح الحديث الطاغي الآن عن حقوق الحيوان، مثلما تفعل الممثلة الفرنسية السابقة بريجيت باردو حين تأوي الحيوانات وتدافع عن حقوقها و "كرامتها"؛ اما فيما يتعلق بالإنسان فتعبر الممثلة عن احتقارها لأقوام اخرى بتصريحات عنصرية قدمت في بعض منها الى القضاء الفرنسي وغرمت بسببها.
اصبح امر اللاجئين الضعفاء الجوعى المنهكين وسط البرد والثلوج، عند الحدود البولندية مع روسيا البيضاء، كالكرة تتقاذفها الارجل، وكل يرميها في ملعب الاخر مطالبا بحلها، فقد اقترح وزير الخارجية الروسي على الاتحاد الأوربي مساعدة بيلاروسيا فيما يخص المهاجرين؛ وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية أن "الغرب الآن يُظهر انتهاكًا جماعيًا هائلًا لجميع القيم التي كان يتحدث عنها لسنوات عديدة"، أما المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، فيذهب الى القول ن وضع المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا "مقلق" وانه يتطلب "سلوكا مسؤولا من جميع الأطراف".
اما الطرفان المعنيان مباشرة بالأمر، فقد قررت بولندا إغلاق معبر حدودي مع بيلاروسيا فيما أعلنت سلطات بيلاروسيا أن مئات من المهاجرين وصلوا إلى منطقة الحدود، وكشفت بولندا أن البعض منهم حاولوا بالفعل اختراق الحدود؛ وحذر رئيس وزرائها من أن "أمن واستقرار الاتحاد الأوربي أصبحا مهددين بسبب أزمة المهاجرين على الحدود مع بيلاروسيا"، ومن المعلوم ان بولندا عضو في الاتحاد الاوربي وفي حلف الناتو الذي يقول امينه العام ، إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس البولندي، بشأن الوضع الذي وصفه بالخطير على الحدود بين بولندا وبيلاروس، وفي الحقيقة فان التصرف البولندي يعد خرقا للمعايير الاوربية لحقوق الانسان فيما يتعلق بقضايا الهجرة.
الموقف الوحيد الذي يبعث على الأمل والجدير بالفخر وسط هذا العذاب، هو ما فعلته منظمات تطوعية المانية، اذ قالت منظمتان معنيتان بمساعدة المهاجرين إن نشطاء في ألمانيا يخططون لقيادة حافلة إلى بولندا لجمع المهاجرين بهدف إحضارهم إلى ألمانيا؛ كما تخطط منظمتان اخريان لنقل مساعدات إلى المهاجرين على طول الحدود البولندية مع بيلاروسيا، ونشر المتطوعون الالمان عناوين منظمات وجمعيات حقوقية ألمانية تساعد المهاجرين واللاجئين في الحصول على حقوقهم في ألمانيا، وعمموا مواقعهم وارقام هواتفهم للاتصال بهم.
وفيما يتعلق بالعراق فقد اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية في وقت سابق بالحديث عن تقديم طلب الى منظمة الصليب الأحمر البولندي للوصول إلى طالبي اللجوء من العراقيين العالقين و "تقديم المساعدات العاجلة لإنقاذ حياتهم، وتمكين وفود السفارة من استكمال إجراءات إثبات الرعوية وإصدار الجوازات المؤقتة لهم لتسهيل عودتهم الطوعية إلى العراق"، فيما لم يتطرق المسؤولون العراقيون الى ذكر الاسباب التي دعت جموع الناس الى طلب الهجرة؛ وهل ان عودتهم ستؤدي الى معالجة الاسباب التي تدفع العراقيين الى الهجرة وطلب اللجوء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط